المحرر موضوع: واشنطن تتعهد للأكراد بالبقاء في سوريا  (زيارة 350 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31433
    • مشاهدة الملف الشخصي
واشنطن تتعهد للأكراد بالبقاء في سوريا

واشنطن لن تترك حقول النفط في شمال شرق سوريا
رئيسة اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية: الولايات المتحدة قدمت التزاما واضحا للأكراد
 المصالح الأميركية في شمال شرق سوريا تتجاوز القضاء على داعش
 عرقلة الجهود الإيرانية لنقل الأسلحة إلى سوريا جزء من مهمة القوات الأميركية

لندن - قالت سياسية كردية بارزة الخميس إن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وبناء البنية التحتية، منهية بذلك جدلا حول تطبيق إدارة جو بايدن السياسة الأميركية المتمثلة في "إنهاء الحروب الأبدية" وسحب على القوات الأميركية التي لا تزال متمركز في شمال شرق سوريا أسوة بأفغانستان.

وقالت إلهام أحمد، السياسية الكردية الكبيرة ورئيسة اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، لوكالة رويترز بعد اجتماعات في واشنطن مع ممثلين للبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين إن الولايات المتحدة قدّمت التزاما واضحا للأكراد بـ"فعل كل ما يمكن لتدمير الدولة الإسلامية".

وأضافت القيادية الكردية "قالوا إنهم سيبقون في سوريا ولن ينسحبوا، سيواصلون قتال تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفة "قبل ذلك لم يكونوا واضحين أثناء رئاسة ترامب، وخلال الانسحاب من أفغانستان، لكن هذه المرة أوضحوا كل شيء".

لم تظهر سوريا كأولوية إستراتيجية في أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك ويرجعه مراقبون إلى أن القضية بدأت تحسم مع ظهور ملامح قبول بنظام الأسد من جديد في الساحة العربية وأيضا مع سيطرة القوات النظامية على أغلب المناطق، وما بقي يتم حلّه بتدخل روسي مثلما حدث في محافظة درعا في الجنوب السوري. لكن، ذلك لا يعني أن واشنطن ستغامر بسحب كل قوّاتها من سوريا.

لا شكّ في أن تداعيات الانسحاب من أفغانستان وحالة الهلع التي سيطرت على العالم بعد تمكّن طالبان من الحكم له تأثير في القرار المتعلّق بالإبقاء على القوات الأميركية في شمال شرق سوريا. لكن هناك أيضا أسباب أخرى ترتبط بمصالح واشنطن الحيوية وضوابط إستراتيجية ترتبط بكل المنطقة.

في خضم تعدد المصالح مصالح القوى الخارجية وتضاربها في سوريا، بات للقوات العسكرية الأميركية مهمة واسعة تتجاوز بكثير قتال تنظيم داعش. فالولايات المتحدة بعد سحب قواتها من العراق، تحتاج إلى منصة أخرى قريبة لمتابعة نشاط إيران التي تتطلع إلى إنشاء ممر نحو المتوسط يمر بسوريا.

وتحدّث عن ذلك الزميل بمعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية ويل تودمان قائلا: "ثمة هدف حيوي لواشنطن من خلال وجودها بسوريا، وهو إعاقة هدف إيران المتمثل في إنشاء ممر جغرافي يربط بين إيران ولبنان والبحر المتوسط، مضيفا أن "الحفاظ على القدرة على عرقلة الجهود الإيرانية لنقل الأسلحة إلى سوريا هو جزء مهم من الوجود الأميركي هناك".

وألمحت القيادية الكردية إلهام أحمد إلى سبب آخر يكمن وراء تأكيد واشنطن على حماية الحلفاء الأكراد وهو "العمل على بناء البنية التحتية في شمال شرق سوريا". إذا انسحبت واشنطن وتخلّت عن حلفاءها ففرص في إعادة إعمار هذه المنقطة الحيوية سيكون من نصيب أطراف أخرى منافسة، منها روسيا التي سبق وأن استقبلت وفدا من مجلس سوريا الديمقراطية للحديث عن الحوار مع دمشق والتوصل إلى تسوية ترضي الطرفين.

ويلفت الخبراء إلى أن تواجد القوات الأميركية في المنطقة السورية الكردية هو بمثابة كعب أخيل، حيث يضمن عدم سيطرة روسيا على كل البلاد ويبقي الأكراد في صف واشنطن خاصة وأن منطقتهم تقع فيها أكبر حقول النفط. وكانت شركات نفط أميركية وقعّت عقود نقط مع قوات سوريا الديمقراطية الأمر الذي أثار استياء دمشق وأنقرة بشكل خاص.

ويعتبر دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية من بين نقاط الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة. وقوات سوريا الديمقراطية، هي تحالف يقوده الأكراد، ويسعى إلى تمتع شمال شرقي سوريا الذي يسيطر عليه، بحكم شبه ذاتي تحت إدارته. ويتكون التحالف من قوات كردية في معظمه، تعتبرهم تركيا وثيقي الصلة بالمسلحين الأكراد الذين تصفهم بأنهم "جماعة إرهابية".

وكان الجيش التركي قد شنّ عدة عمليات عسكرية وتوغلات في سوريا. ويعدّ هذا من بين أسباب تعهّد واشنطن بالإبقاء على القوات الأميركية في شمال شرق سوريا في مواجهة التدخلات التركية والضربات الجوية كما حدث في العراق.

وكانت واشنطن في سنة 2019  بدأت سحب قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، ما اعتبر حينها تخلّي الأميركيين عن حليفهم الكردي. لكن عادت في سنة 2020 و عزّزت وجودها العسكري في شمال شرق سوريا من الناحيتين الجوية والبرية، في خطوة أردت من خلالها واشنطن تبليغ رسالة لروسيا بعدم الدخول في "استفزازات جديدة" بعد وقوع احتكاكات بين قوات الطرفين.