المحرر موضوع: كورونا…آواخر القرنّ  (زيارة 663 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كورونا…آواخر القرنّ
« في: 05:49 11/10/2021 »
كورونا…آواخر القرن
من ضاقَ بمن؟ الناس أم الأرض التي ترزح تحت رحمة وباء لا يرحم، حصد حتى الان ما يقارب خمسة ملايين شخص والرقم ذاهب نحو المزيد. ضقنا وضاقت الأرض بمن على ظهرها.
لنفترض جُزافاً أن رواد رحلة مركبة الفضاء أبولو عادوا للأرض بعد رحلة مدارية استغرقت فترة سنتين. طوال هذه الفترة لم يكونوا يعرفوا أن كوكب الارض مُصاب بڤيروس قاتل وأن سكانه قد تغيروا. المعتاد في مثل هذه الحالات أن يتم حجر الرواد الوافدين من الفضاء الخارجي لحتمال أن يكونوا حاملين بكتريا من ذلك السديم اللانهائي، ولكن يتفاجؤون أن سكان الارض هم المصابين والناس هم من يرتدون الأقنعة الواقية من البكتريا، في النهاية يكتشف اصحاب مركبة أبولو  إن كوكب الأرض هو الفضاء الغريب عليهم وليس درب التبانة الذين كانوا فيه.
تغير الناس مع تغير الحال الذين وُضعوا فيه، وبات الجميع يخاف من الجميع. المصافحة باليد باتت تُشكل هاجسًا وخوف من انتقال العدوى، هذا القول ذكرني بشخص ألتقيته في الموصل عام 2013 قل لي هنا في المدينة الكل يخاف من الكل.
الأزمات الكبيرة تخلق بدورها  ظروفًا أخرى لم تكون بالحسبان وهذا بدوره يُكرس لأنماط مختلفة من التعامل والمعيشة والحياة الاجتماعية والإنسان بطبعه قابل للتغيير هذه حقيقة كالشمس لا تُحجب بالغربال، كمّ طرأت تغييرات خلال هذه السنتين الماضيتين علينا؟.
تبين مع مرور الوقت إلى أيّ حدّ إن الإنسان هش وضعيف ومهزوم مهما إدعى القوة، فيروس لا يُرى بالعين المجردة هزمه وقضى على كبريائه. مشكلة هذا الإنسان الأزلية تكمن في غروره، غرور حواء، غرور شمشون، غرور گلگامش، مائدة مستديرة من الكبرياء والغرور الأعمى يجلس عليها الجميع.