المحرر موضوع: طلبة التقدمة ودستور الإيمان  (زيارة 565 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
طلبة التقدمة ودستور الإيمان
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
+ لنكمّل طِلبتنا إلى الربّ
من اجل هذه القرابين المكرّمة الموضوعة إلى الربّ نطلب.
مِن أجلِ هذا اٌلبيت المُقدّس،والذين يدخُلون إليهِ بإيمانٍ وورعٍ وخوفِ الله،إلى الرب نطلب.
مِنْ أجلِ نجاتِنا من كلِّ ضيقٍ وغضبٍ وخطرٍ وشدَّةٍ،إلى الربِّ نطلب. {مزمور6 :34 :" هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ}.
أعضُد وخلّص واٌرحم واٌحفظنا يا الله بنعمَتِكَ.
ان يكونَ نهارنا كاملًا مقدّسًا سلاميًّا وبلا خطيئةٍ الربّ نسأل.
ملاكَ سلامٍ مرشدًا أمينًا وحافظًا نفوسنا وأجسادنا الربّ نسأل.
مُسامحة خطايانا وغفران زلّاتنا،الربَّ نسأل.
ألصّالحات والمُوافقات لنفوسنا والسلامة للعالم، الربَّ نسأل.
أن تكونَ أواخِر حياتنا مسيحيّة سلاميّة بلا حُزْنٍ ولا خِزْيٍ،وجوابًا حسنًا لدى منبر المسيح المرهوب،نسأل.
بعدَ ذِكرنا الكلّيّة القداسة الطاهرة الفائقة البركاتِ المجيدة،سيّدتنا والدةَ اٌلإله الدّائمة البتوليّة مريم مع جميعِ القدّيسين،لنودِع أنفُسنا وبعضُنا بعضًا،وكلَّ حياتنا للمسيح الإله.
{طلبة واستعداد لأجل الأسرار العتيدة ان تكمل فيما بعد.}
+ أيّها الربُّ اٌلإله الضّابطُ الكلّ القدّوس وحدَهُ {رومية 1 :12 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.}، المُتقبّل ذبيحةَ التّسبيح من الذينَ يدعونَكَ من كلِّ قلوبهم.تقبّل منّا نحن الخطاة طِلبتنا المقدّمة إلى مذبَحِكَ  المُقدّس،واٌجعلنا كفؤًا  لأن نقدّم لك قرابين وذبائح روحانية من أجل خطايانا وجهالات الشّعب وأهّلنا أن نجد نعمة أمامك {قارن النص الكتابي لوقا 30 :1 ورومية 1 :12:" فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.}
لتكون ذبيحتنا حسنة القبول لديك ويحلّ روحُ نعمتك الصّالح علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة وعلى كلّ شعبِكَ {أعمال 3 :2 :" وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. }.
 لأجلِ رأفات اٌبِنك الوحيد الذي أنتَ معه مباركٌ ومع روحِكَ الكلّي قدسه الصالح والصانع الحياة الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين آمين.{افشين التقدمة،التي تصير فيما بعد والتي هي تسبيح وتمجيد الله المكمّل الأشياء بثلاثة اقانيم وتصير هذه التقدمة مثلثة الأجزاء ،الجزء الأول يحتوي افشين التقدمة السرّي وهو يا إلهنا يا من أرسلت الخ...والثاني فهو الافشين الذي يقال سرّا بعد وضع القرابين على المائدة المقدّسة وهو أيها الرب إلهنا الضابط الكل الخ.. والثالث فهو الافشين الذي يختصّ بالتقدمة ويصير سرّا او علانية ويبسط يديه بشكل صليب نظير يعقوب"التكوين" ويعلن الكاهن:التي لك  مما لك نقدّمها لك عن كلّ شيء ومن جهة كلّ شيء". }
{تبدأ التضرّعات المسمّاة"ايتيسيس_ طلبات"،إننا نطلب من اجل الملاك الحارس،لا لكي يُعطى لنا لأنه معطى ملاك لكل واحد منا نحن المؤمنين منذ ابتداء حياتنا وفي هذه الطلبة نلتمس ان يكون فاعلا فينا ما يخصه وحافظا ومرشدا إيانا إلى الطريق المستقيم،والذهبي الفم يشرح:" لأنه يجب ان نطلب السلامة في جميع الأحوال لأنه لا يوجد شيء يوازيها بالكلية ولذلك يقول الكاهن"السلام لجميعكم" لأننا كلنا جسدا واحدا والكل في الكلّ:" فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.{1 كورنثوس 17 :10 و افسس 4:4 :"جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.}
{يضع الكاهن القرابين على المائدة_القبر ويبدأ بالاستعداد والشعب للاستحالة، متى 44 :24 :" لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ" ونجد هنا كلّا من الإيمان والأعمال.نرى الإيمان بإعلان إيماننا،قانون الإيمان_دستور" والثاني بالمحبّة التي هي نهاية كل عمل صالح وقمّة كل فضيلة"لنحبّ بعضنا بعضًا".فالرسل يطالبوننا بالصلاة من اجل بعضنا لبعض ،يعقوب 16 :5 :" اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".}
+ السّلامُ لجميعكم
{القديس نيقولا كاباسيلاس:" حتى إننا بفكر واحدٍ نعترف مقرّين، نجيب" بآبٍ وابنٍ وروح قدس ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير مُنقسم ،فالإيمان بالثالوث يصدر عن اتحاد أفكارنا وقلوبنا في المحبّة.}
لنحبّ بعضنا بعضًا لكي نعترف بعزمٍ واحدٍ مقرّين.{ ان الإقرار بالإيمان اتحاد بالمحبّة 1 كورنثوس 3 _2 :13 :" وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا" إذ أنّ الإيمان بدون محبّة باطل هو والشكر والصلاة عبثًا. في القديم كان الشعب جميعه يصافح بعضهم بعضًا،فالأسقف يصافح الشعب ويقول نعمة الرب مع جميعكم والشعب يصافح بعضه البعض ،كما نجد ذلك مدوّنا في قوانين الرسل،والقبلة دلالة للتواضع بين الاكليروس والتحاد الصائر مع الله،. }.
يفسّر القدّيس مكسيموس المعترف:" من اجل نجاتِنا من كلّ ضيقٍ وغضبٍ وخطرٍ" غضب الله عندما لا نتخلّى عن كبريائنا،فمواهب الله تُؤخَذ منّا.وغضب الله اٌنقِطاع منح المواهب ألإلهيّة.تكبّر الإنسان يجلب غضب الله ولكن الله بغضبه يربّي الإنسان ويقول "المُتَكبّر إلى المُتواضِع"
"مِنْ أجلِ نجاتنا من كلّ خطرٍ"،نسمعُ دومًا حروب وحوادث وجرائم ويقول القدّيس اسحق:"إقترب من الله كطفلٍ وهكذا أكمل طريقك لكي تكون أهلًا لشعور تلكَ العناية اٌلأبويّة التي يكنّها الأهل تجاه الصغار". كما يقول صاحب المزامير {6 :112 }:"فَرَّقَ أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِالْمَجْدِ".
" من كلّ شدّة" يقول يوحنا الدمشقي:"نَنْعتِق من اٌلحاجات الماديَّة لأنّه لا وُجود لحياة روحيّة،ليس من فضيلة الإكراه".
والذهبي الفم:" كلّما زادت حاجتك، كلّما تناقصت حرّيتكَ،لِنَنْعتِق من هذه العبوديّة الرهيبة ولنَصِر يوما ما أحرارا.ولا بدّ للمرء ان يريد قطع تلك الحبال لكي يستطيع الإهتمام بالمدينة السماويّة" ويقول صاحب المزامير{17 :25 }:"اُفْرُجْ ضِيقَاتِ قَلْبِي. مِنْ شَدَائِدِي أَخْرِجْنِي.ويوحنا البشير {27: 14 }:" سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ".
+"ان يكونَ نهارنا كلّه كاملًا.."
يقول القدّيس يوحنّا اٌلسلّمي:" إنّ كمال اٌلكاملين كامل وغير كامل في آنٍ معا".
والقديس افرام:" العديمو الهوى يتقدّمون على الدّوام،دون شبع، نحو القمّة المرجوّة،فيجعلون الكمال لا نهاية له، الكمال كامل في ما يتعلّق،بمقياس القدرة البشرية،إلا انّه لا يعرف نهاية لأنّه يتجاوز نفسه على الدواء في تقدّمه اليومي،ويرتفع باطّراد بالشوق إلى الله".
والقديس مكاريوس:" عندما تسير النفس نحو كمال الروح،وقد تنقّت كلّيّا من الأهواء،واتّحدت بالروح المعزّي اتحادا لا يوصف،عندئذٍ تغدو كلّها نورا، عينًا، روحًا، فرحًا، حبورا ،محبّة،رأفة صلاحًا وخيرًا".
+ " ملاك سلامٍ،مُرشدًا أمينًا،حافظًا نفوسنا..".
لا شيء بدون السلام ويقول الذهبي الفم:" السّلام فداؤنا وأمّنا التي تشملنا بعنايتها وعطفها واعني بالسلام،الذي هو حسب الله،سلام العزم الروحي الواحد".
" مسامحة خطايانا..والصالحات والمُوافقات...".
يقول الذهبي الفم:"بالنسبة للمؤمنين ليست طبيعة الصالحات تلك التي يعتقدها الكثيرون، أنْتَ لا تعرف ما يوافقك كما يعرفه الله. كثيرًا ما تطلب أمورًا ضارة وخطرًا،لكن الله الذي يهتمّ أكثر بخلاص نفسك،لا يُلبّي سُؤلك،فهو، وقبل ان تسأله،يهتمّ بما يوافقك".
" ان نتمّم بقية  زمان... منبر المسيح..."
يخبرنا سمعان اللاهوتي:" يُدرك ان الزمن الذي يلي التوبة،مليء بالفرح والبهجة،فرح قلبه يسخر من الموت ولا يسود عليه الجحيم،لأنّ هذا الفرح لا ينتهي قط".
والقديس اغناطيوس المتّوشّح بالله:" اغفروا لي يا إخوة، لا تُعيقوني ان أعيش. ما ندعوه حياة هو بالحقيقة موت، وما يُسمّى موت يؤدّي إلى الحياة. من اٌلأفضل أنّ أغْرُب عن هذا العالم إلى الله،لأشرق أمامه". كما يقول في سفر الرؤيا { 5 :12 }:" فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ".و :" فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ "{الرسالة إلى أهل كولسي 1 :3 }.
"إفشين التقدمة،ولأجل رأفات ابنك الوحيد...".
يُسمّى "إفشين اٌلتقدمة "لأنّ الكاهن يتوسّل إلى الربّ ان يؤهّله لتقديم القرابين اٌلمُقدّسة لأجل خطاياه وجهالات الشعب.
يقول الذهبي الفم:"كلّنا خطاة،لكن بينما يُخْطىء الشعب على الله عن جهل،لا يجوز لكاهن ان يفعل هكذا.أدنى خطايا الكاهن هي عظيمة.ليس كم طبيعتها الخاصّة.بل يزيد من وطأتها الاستحقاق الذي يحمله الكاهن الذي يجرؤ على فعلها".
ففي سفر اللاويين يقول الرب ،إذا أخطأ سهوا {14 _13 _و3 _1 :4 }:"وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِذَا أَخْطَأَتْ نَفْسٌ سَهْوًا فِي شَيْءٍ مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَعَمِلَتْ وَاحِدَةً مِنْهَا:إِنْ كَانَ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ يُخْطِئُ لإِثْمِ الشَّعْبِ، يُقَرِّبُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ ثَوْرًا ابْنَ بَقَرٍ صَحِيحًا لِلرَّبِّ، ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. «وَإِنْ سَهَا كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَأُخْفِيَ أَمْرٌ عَنْ أَعْيُنِ الْمَجْمَعِ، وَعَمِلُوا وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، َأَثِمُوا، ثُمَّ عُرِفَتِ الْخَطِيَّةُ الَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا، يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْرًا ابْنَ بَقَرٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. يَأْتُونَ بِهِ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ".
لذلك يجثو الكاهن أمام رئيس الكهنة الوحيد المنزّه عن الخطيئة،ويتوسّل إليه ان يحلّ روحه اٌلكلّي قدسه في قلوب المؤمنين حتى تغدو الذبيحة حسنة القبول لديه.
راجع الرسالة الى العبرانيين{ 1 :3 و 7 :9 }:" من ثم أيها الإخوة القديسون، شركاء الدعوة السماوية، لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع. وأما إلى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة، ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب".
+" ألسّلام لجميعكم"
يقول الذهبيّ الفم:" عندما يدخل متقدّم الكنيسة إليها،يقول على الفور،"السلام لجميعكم" ومن ثمّ يمنح الكاهن سلام الله مرّات  عديدة".
سلام الله،أم كلّ الخيرات،هو سند فرحنا وهو يهيّىء الطريق للمحبة.
" لِنُحبّ بعضنا بعضًا لكي نعترف.."
في القرون الأولى، كان جواب المؤمنين" عبارة عن قبلة محبّة" بين المشتركين في العشاء،تُسمّى" القبلة المُقدّسة".
يُخبرنا القديس ذيونيسيوس الاريوباغي:" القداس الإلهي في الأوامر الرسولية،يترك لنا وصفًا لكيفية التقبيل في الأزمنة الأولى. يُقبّل الاكليروس الأسقف،العلمانيون من الرجال بعضهم البعض ،والنساء كذلك،أما اٌلأولاد فأمام باب الهيكل لكي لا يحدثوا فوضى،أما اليوم فقبلة المحبّة تتمّ بين الكهنة المشتركين في خدمة القدّاس".
القديس مكسيموس المعترف:"القبلة الليترجية هي خبرة وحدة المؤمنين وهي مصالحة أولئك الذين يقدّمون العبادة التي تربطهم بعضهم ببعض وبكلمة الله".
والقدّيس كيرلس:" التقبيل يجعل منّا جسدا واحدا وإظهار المحبّة، والتقبيل علامة ان النفوس اتحدت معا،وإنها أقصت كل ذكر السوء".
والذهبي الفم:" نحن هيكل الله،لذا عندما نقوم بتبادل القبلة فيما بيننا فإنّنا نقبّل أبواب الهيكل ومدخله".
+" الأبواب اٌلأبواب بحكمة لنصغِ"{في أثناء تلاوة أومن،يرفع الكاهن الستر عن القرابين ويرفرف به فوقها،ومتى وصل للآية وقام في اليوم الثالث...يقبّله ويطويه ويضعه جانبا.يقول القديس جرمانوس، اعني فلنرفع أفكارنا وضمائرنا بالحكمة التي هي الابن كلمة الله المتجسّد من والدة الإله،وبحكمة قانون الإيمان الإلهي الذي وُضع في كنيسة الله من الآباء القديسين،وهذه الحكمة  تأمرنا ان نرفع الأبواب كلّها،أي أبواب العقل والفكر والقلب ثم نفتح أفواهنا بهذه الحكمة التي هي دستور الإيمان بأجزائه الاثني عشر،وهنا يُفتح ستار الباب الملوكي إشارة لهرب الحراس عند نهوض الرب من القبر. ان رفع الستر وكشف القرابين يدلّ على دحرجة الحجر عن باب القبر "متى البشير 3_ 1 :28 :" وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ".   }.
{القديس كاباسيلاس:" الأبواب الأبواب بحكمة لنصغ" المطالبة من الناس ممارسة الحكمة الحقيقية التي يتكلّم عنها بولس الرسول "1 كورنثوس 6 :2 :" لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ" هذه الحكمة لا يعرفها الحكماء بحسب العالم "متى 25 _22 :11 :" وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا.وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ! سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ.وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ». فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ". بهذه الحكمة يسألنا الكاهن ان نفتح كل الأبواب أي أفواهنا وآذاننا. "الأبواب الأبواب" دعوة لحراس الأبواب بإغلاقها لئلا يدخل احد من غير المعتمدين او المسموح لهم أثناء دستور الإيمان وأثناء إتمام الأسرار وتكريسها.}
ونتلو دستور الإيمان:"أومن بإلهٍ واحدٍ آب ضابط الكلّ،خالق السماء والأرض، كلّ ما يُرى وما لا يُرى.وبربٍّ واحدٍ يسوعَ اٌلمسيح.ابن ِ الله اٌلوحيد،ألمولود من الآب قبل كلّ اٌلدّهور. نورٍ من نورٍ، إلهٍ حق من الهٍ حق،مولود غير مخلوق،مساوٍ للآب في الجوهر،الذي بهِ كانَ كلّ شيء.الذي من أجلِنا نحنُ البشر، ومِن أجلِ خلاصنا نزلَ منَ السّماء وتجسّدَ من الروحِ اٌلقُدس، ومنْ مريم العذراء وتأنّس، وصُلِب عنّا على عهدِ بيلاطس اٌلبُنطي، وتألّم وقُبِر، وقامَ في اٌليوم اٌلثالث على ما في الكُتِب.وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب.وأيضًا يأتي بمجدٍ ليدين الأحياء واٌلأموات، الذي لا فناء لِمُلْكِه. وبالروح القدس الربّ اٌلمحيي، المُنْبَثِق من اٌلآب،الذي هو مع اٌلآب واٌلإبن،مسجودٌ له ومُمَجّد،الناطق بالأنبياء،وبكنيسة واحدة جامعةٍ مقدّسةٍ رسوليّةٍ.واعترفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لمغفرة الخطايا وأترجى قيامة الموتى.والحياة في اٌلدّهر الآتي. آمين. {قارن النصوص الكتابية التالية لفحوى قانون الإيمان،تكوين الإصحاح الأول 1 ويوحنا 1:1 ويوحنا 9 :1 ويوحنا 12 :8 ويوحنا 30 :10 ويوحنا 35 :1 ويوحنا 18 :19 ومتى 25 ومرقس 19 :16 ولوقا 33 :1 ويوحنا 26 :15 وافسس 5 :3 وأعمال 38 :2 ومتى 46 :25:" فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ، فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ». حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ.».
قديما كان يقف الشمامسة عند الأبواب، لا يتركون مجالا للمؤمنين للخروج وللموعوظين البقاء. ويقول القدّيس مكسيموس:" لِتُحْرَس أبواب اٌلهيكل،لربّما دخل من هو غير مؤمن.وإذا حضر احد اٌلإخوة أو اٌلأخوات من منطقة أخرى حاملا رسالة توصية فليفحص الشماس بشأنهم لربّما كانوا مدنّسين بهرطقة ما. إغلاق أبواب  الكنيسة _ يعني إغلاق الحواس وابتعاد الذهن عن اٌلأفكار اٌلأرضيّة .هكذا إذ يتحرّر اٌلإنسان من حقائق عالم هارب،يبلغ إلى مشاهدة الحالات الإلهية "الكلمة" تقود النفس نحو مشاهدة العقليات".
ويضيف القديس مكسيموس بموضع آخر:" إغلاق الأبواب يكشف عن واقع الماديات العابر وعن ولوج المؤمنين المُستَحقّين إلى العالم العقلي،أي إلى خِدْر الخَتن،خِدر المسيح، الذي سيحصل بعد ذاك الفصل الرهيب،فصل الخراف عن الجداء وقرار اٌلقاضي اٌلصّارم".
ويشرح لنا القديس مكسيموس:" الإعتراف بدستور الإيمان هو تصريح سابق لسرّ الشّكر الذي سنرفع في الدّهر الآتي لأجْلِ الأسباب والطّرق العجيبة التي ظهرت فيها عناية الله الكلية  الحكمة،نحونا والتي بها خَلَّصْنا. الاعتراف الأبدي بدستور الإيمان سيكون الدليل أنّ محبّته نحونا لم تبقَ دون نتيجة".
القديس نكتاريوس :"يشرح ما هو دستور الإيمان؟ فيقول:"دستور الإيمان هو اعتراف بإيمان الكنيسة الجامعة الرسولية وتعبير عقائدي عن هذا الإيمان، وهو يتضمّن الحقائق التي تلقّتها الكنيسة من الرسل القديسين، تلاميذ المسيح المخلّص.
هذه الحقائق، لكونها عقائد الكنيسة، حُفِظَت نقيّة، بلا دنس ولا عيب، كما كانت في فلك مقدّس، في حضن الكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية.
صاغَت الكنائس المحلية الحقائق الإلهية التي مُرِّرَت إليها في دساتير إيمان، واستعملتها كشعارات للاعتراف بالإيمان الأرثوذكسي، تميّز المؤمنين الأرثوذكسيين. في الحديث عن هذه القوانين، أشار أوريجانس إلى هذا الدستور كما يلي: “هذا القانون هو التعليم المشتَرَك بين كل الكنائس، المسلَّم من الرسل القديسين والمحفوظ في التسلسل ابتداءً منهم إلى هذا اليوم”.
الدستور المقدّس الشائع استعماله في الكنيسة اليوم هو الذي صيغ في المجمعين المسكونيين الأول والثاني، على أنه الاعتراف المشترَك للمسيحيين الذين يحفظون الإيمان الأرثوذكسي بحسب الاعترافات القديمة. انعقد المجمع المسكوني الأول في نيقية وصاغ التعبير العقائدي عن الإيمان الحقيقي والأرثوذكسي، المسمّى أيضاً قانون الإيمان أو دستور الكنيسة. هذا التعبير العقائدي صِيغ بشكله الحالي في المجمع الثاني الذي انعقد في القسطنطينية {بحسب القديس غريغوريوس النيصي، العظات التعليمية، الفصل الثالث}.
ماذا يقول دستور الإيمان الجامع
البند 1. أومن بإله واحد، آب ضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى
البند 2. وبرب واحدٍ يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر الذي به كان كل شيء
البند 3. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس
البند 4. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر
البند 5. وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب
البند 6. وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب
البند 7. وأيضاً يأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه
البند 8. وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب الذي هو مع الآب والابن مسجود له ومُمَجَّد، الناطق بالأنبياء
البند 9. وبكنيسة واحدة جامعة مقدَّسة رسولية
البند 10. وأعترف بمعموديةٍ واحدةٍ لمغفرة الخطايا
البند 11. وأترجى قيامة الموتى
البند 12. والحياة في الدهر الآتي.  آمين
3. بمَ نعترف من خلال البند الأول من دستور الإيمان؟
من خلال هذا البند، نعترف بأننا نؤمن بإله واحد، آب كليّ القدرة، خالق لكلّ الأشياء، منظور وغير منظور في آنٍ معاً.
4. بمَ نعترف في كلَ كلمة؟
في كلّ كلمة نعترف بحقيقة من حقائق إيماننا المقدّس، ضرورية للاعتراف بهذا الإيمان الأرثوذكسي.
لأن الإيمان هو
5. بمَ نعترف في العبارة الأولى من الدستور “أؤمن”؟
نعترف بالفعل “أؤمن” بأنّ حقائق الدين المُعلَن للمسيح المخلّص تتخطّى كلّ فهم، كحقائق تتجاوز كلّ تصوّر ولا يمكن مقاربتها بالعقل بل بالإيمان.
6. لِمَ يبدأ دستور الإيمان بالإيمان؟الوحيد الذي يقود إلى الله
ب) لأن الإيمان هو الوحيد الذي يصالح الكائن البشري مع الله
ج) لأنّ بالإيمان فقط يُسَرّ الله بالبشر، كما يؤكّد الرسول بقوله: ” وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاء اللهِ” {عبرانيين 6: 11}
د) لأنّ الإيمان هو عين كل ضمير ينير ويبثّ الحكمة، كما يقول إشعياء: “إن لم تؤمنوا فلن تفهموا” {9 :7 }
7. بمَ نعترف بقولنا “بإله واحد”؟
بعبارة “بإله واحد”، نعترف بوحدة الإله المثلّث الأقانيم. نعترف بأنّ الآب والابن والروح القدس هو إله واحد، أزلي معاً، لا بداءة له معاً، ممتنع عن الإدراك والتغيّر وملك لكلّ كمال [كما تفكّر بالله، عليك أن تفكّر بالآب، حتّى يكون التمجيد المقدّم إلى الآب والابن والروح القدس معاً غير مقسّم {كيرللس الأورشليمي، التعليم 6}.
8. ماذا نعني بعبارة “آب”؟
نفهم بعبارة “آب” أن الإله الواحد المُمجَّد في الثالوث هو إله مثلّث الأقانيم، وأنّ في الإله المثلّث الأقانيم نميّز صفات شخصية: آب وابن وروح قدس، وأنّ الآب هو أصل الابن والروح القدس، وبالتالي، نحن نعبّر من خلال عبارة “آب” عن ما يلي:
 أ) عن الميزة الشخصية لله الآب كأوّل شخص في الثالوث القدّوس.
 ب) قرابتنا وعلاقتنا بأبينا السماوي على أساس التبنّي الذي نلناه بمخلّصنا يسوع المسيح، لأنّ “كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ” {يوحنا 14 :1 }، “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي”{رومية 15 :8 }. يقول كيرللس الأورشليمي: “علينا أن نؤمن ليس بالله وحسب، بل أيضاً بأنّه آب الابن المولود الوحيد ربّنا يسوع المسيح” {التعليم 7}.
9. ما هي آيات الكتاب المقدّس التي تحكي عن الإله الثالوثيّ؟
لدينا في الكتاب المقدّس كلمات المسيح المخلّص، إذ أرسل تلاميذه القديسين ليعلّموا، أمرهم بما يلي: “إذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم مُعمّدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس” {متى19 :28 }. أيضاً يقول الإنجيلي يوحنا: “فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ” {1يوحنا 7 :5 }. وفي رسالته إلى أهل رومية يقول الرسول بولس: “لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ” {رومية 36 :11 }، وبهذا يعلن الله المثلّث الأقانيم. وفي الرسالة الثانية إلى الكورنثيين، يقول أيضاً: “نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ” {2كورنثوس 13:14).
10. بمَ نعترف في قولنا “ضابط الكلّ”؟
نعترف بسيادة الله المطلقة وسلطانه على كل المخلوقات العقلية والحسيّة.
11. بمَ نعترف في قولنا “خالق السماء والأرض، كلّ ما يُرى وما لا يُرى”؟
نعترف بأنّ الله هو الخالق الوحيد للعالم المنظور المُدرَك الذي أوجده من العدم بإرادته الذاتية وصلاحه.
12. بمَ نعترف في البند الثاني من دستور الإيمان؟
في البند الثاني، نعترف بأننا نؤمن بإله واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كلّ الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، واحد مع الآب في الكيان، من خلاله كُوِّنَت كلّ الأشياء  {يوحنا 1:1 و 15 :3  و 26 :6 و 28 :8 و 5 :17 و2كورنثوس 7}.
13. ما الاعتراف الذي تحمله عبارة “وبربّ واحد يسوع المسيح”؟
بعبارة “الرب يسوع”، نؤمن ونعترف
 أ) ألوهة يسوع لأنّه يوجد إله واحد،
 ب) خلاص البشرية الذي تمّ به، لأنّ اسم “يسوع” يعبّر عن العمل لخلاص البشرية. إذاً، بهذه العبارة نعترف بأننا نؤمن بالإله الإنسان الذي هو مخلّص العالم.
14. بمَ نعترف بقولنا “يسوع المسيح”؟
نعترف من خلال هذا التعبير بأننا نؤمن بالمسيح الذي أتى وسوف يأتي مجدداً، الذي توقّعه إسرائيل والأمم، الذي لكونه ممسوحاً {مسيحاً} لله سوف يخلّص البشرية من تسلّط الشيطان، وهذا المسيح المنتَظَر هو يسوع المسيح.
15. ما معنى كلمة “مسيح”؟
كلمة “مسيح” تعني الممسوح، أي الممسوح بالزيت، إذ بحسب الناموس القديم، كان الكهنة والملوك والأنبياء يُمسَحون بزيت غالي الثمن ويُدعَون مسحاء أو ممسوحين.
16. لماذا دُعي مخلّصنا “المسيح”؟
دُعي مخلّصُنا “المسيح” {مع أل التعريف} لأنّه كان ممسوحاً بشكل استثنائي وبامتياز فوق كل الباقين، إذ قد ولِد كاهناً وملكاً وإلهاً. فهذا كان حاله بالواقع لأنّه ظهر الكاهن بامتياز والملك العظيم والنبي الفائق، لكونه مُسِح منذ تكوّنه في رحم مريم الكلية البتولية، ولأنّه كان المسيح المنتَظَر.
17. ماذا يقول الكتاب المقدّس عن المسيح؟
يقول كاتب المزامير: “أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ. “{7 :45 }. أمّا إشعياء فيقول: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ” { 2 _1 :61 و 7: 42 ولوقا 20 _18 :4 } في تطبيق قول إشعياء على نفسه، قال المسيح للذين في المجمع: “إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ” {لوقا 21 :4}. بهذه الكلمات، أعلن يسوع نفسه لليهود على أنه المسيح المنتَظَر أو مسيح الرب.
18. مَن هو أوّل مَن دعا يسوع “المسيح” في العهد الجديد؟
أندراوس هو أوّل مَن دعا يسوع “المسيح”، عندما أعلم أخاه بطرس أنّه وجده: “فَقَالَ لَهُ:«قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ:الْمَسِيحُ” {يوحنا 41 :1 }، من ثمّ، المرأة السامرية، التي تحدّثت إلى المخلّص وقالت له: “قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ»” {يوحنا  26،21 :4 } . المجوس أيضاً سألوا: “«أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»” {متى 4 :2 } بطرس دعا يسوع بالمسيح، أي المخلّص، عندما سأله السيد عمّن يكون: “«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!»” {متى 16:16}. يسوع نفسه سمّى نفسه المسيح: “حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” {متى 20 :16 }. يوحنا السابق سأل السيد عِبر تلاميذه: “«أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»” {متى 2 :11 }. ورئيس الكهنة استحلف يسوع باسم الإله الحي أن يقول لهم: “«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟»” {متى 63 :26 }. وملاك الرب الذي أعلن ميلاد يسوع للرعاة سمّاه المسيح بقوله: “أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ” {لوقا11 :2 }.
19. إلامَ تشير كلّ هذه الآيات؟
هذه الآيات تشير إلى أنّ اليهود كانوا ينتظرون المسيح ويعتقدون أنّه ابن الله ومخلّص العالم.
20. هل يظهر اسم المسيا {أي المسيح} في العهد القديم؟
في العهد القديم، لا يظهر اسم المسيا إلا في المزمور الثاني وكأنه بالتفسير ألاستنتاجي. إلا إن اسم المسيا يبدو على أنّه الاستدلال المنطقي لكل الأقوال النبوية في العهد القديم وحتى لكل تقليد اليهود المقدس الذي يبدأ مع البطريرك يعقوب {بحسب النص العِبري}: “لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ.”، أي أنّه المسيح الذي تنتظره الأمم {تكوين 11 _10 :49 }.
21. كيف يُوصَف شخص المسيح الآتي؟
بدايةً، شخص المسيح ومجيئه موصوفان في العهد القديم بشكل باهت وخافت {مثلاً تكوين 3 :12 و18:18 و16 :22و  10 :29 :"  وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟ وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ،فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ".
لاحقاً، الخفوت والبهتان يبدآن بالتلاشي، إذ تبدأ الأمور بالاتّضاح، وشكل المخلّص يصير أكثر صفاءً، مثلًا { تثنية 18 _15 :18 وأشعياء 14 :7 للتوسع راجع كتابنا:نبؤات تحققت بالمسيح}«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ.قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا.أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».من ثمّ، يتحدد زمان مجيئه تدريجياً (دانيال 24:9-27، } سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ.وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا.وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ".