المحرر موضوع: في كلّ لحظة تراني  (زيارة 606 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في كلّ لحظة تراني
« في: 23:34 14/10/2021 »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكأنّ على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...