المحرر موضوع: العراق ومخاطر الحرب الشيعية الشيعية  (زيارة 583 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31483
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق ومخاطر الحرب الشيعية الشيعية
انتخابات مربكة للكتل الشيعية لا تعيد توزيع الحصص فقط بل تجبر المتنافرين على العثور على صيغة توفيقية تبعدها عن الاحتراب.
MEO

وماذا نعرف غير الاحتراب
الصراع الحالي بعد إعلان نتائج انتخابات المبكرة في العراق، يبدو أنه تحول من صراع طائفي الى صراع بين قوتين وإرادتين.

أحدهما تريد القيام بحملات إعمار واسعة في كل محافظات العراق، وبخاصة المدن المهدمة، وتمثل ما يطلق عليه بمحور "الجناح السني + الكردي".

وهناك صراع محتدم آخر على السلطة من أجل استمرار إدامة الخراب، وتتمثل محاوره بـ "القوى الشيعية" المتناحرة على السلطة، والتي ليس لديها برنامجا يريد انقاذ هذا البلد مما حل به من خراب الديار، بعد 18 عاما من الفوضى والاضطرابات والتهميش والقتل والترويع والهيمنة على مقدرات الآخرين، واستخدم في كل حكوماته السابقة دكتاتورية الأغلبية الى أقصاها، للاستحواذ على بقية المكونات العراقية.

هذا الاختلاف في شكل الصراع، الذي يمثل أحدهما الايجابي البناء والاخر السلبي الهدام، برز الى الوجود بشكل لافت في محور "تقدم وعزم" الى حد ما، برغم ما يكتنف هذا المشروع من تحالفات غريبة ولديها أجندة مختلفة، مرتبطة بالخارج، الا ان جزءا من منهجها يتمثل في برامج إعمار وتنمية على الأقل، وهو مقبول الى حد ما إن عرفت كيف تدير برنامج هذا الاعمار وامتداداته، وقد بدأت ملامحه تبرز واضحة في الانبار ويريدون الانتقال بنموذجهم هذا الى محافظات أخرى بينها الوسط والجنوب.

والصراع الأخطر الآن هو بين أطراف القوى الشيعية التي لديها هي الاخرى توجهات مختلفة تصل أحيانا الى حد التناقض، لكنها تلتقي على توزع ولاءاتها برغم تباينها، وهي في كل الأحوال لا تريد الخروج من الشرنقة الايرانية، التي تفرض ارادتها عليهم، في كل مرة، وهي ما إن ترى أن هناك معالم احتراب بينهم حتى تتدخل لفض الصراع لكي لا يتحول الى اقتتال داخلي.

الاجتماعات واللقاءات الأخيرة بين ما يسمى بـ "القوى التنسيقية الشيعية" التي قادها المالكي برغم أصواته التي جاءت بالمرتبة الثانية، لكنها تبتعد كثيرا بالفرق عن الكتلة الصدرية، هو ما استدعى تحركا سريعا لأطراف ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والفتح والحكمة والعبادي واطراف ما يسمى بـالمقاومة والحشد الشعبي، لرسم معالم محور يهدد بكل ما أوتي من قوة، ويريد اعادة النتائج والفرز اليدوي لكل الصناديق والمحطات، وهو ما وحد بين أطراف شعرت أنها خاسرة، وخسارتهم كانت فادحة أمام التيار الصدري الذي اكتسح ثلاثة أرباع أصواتهم، وشكل كتلة يتراوح حجمها 73 - 75 نائبا، ما أجج من حالة الاحتراب الذي هددت بعض أطرافه ان يصل الى المواجهة ان تطلب الامر، من اجل الحصول على أصوات أخرى تعيد لهم حالة التوازن المختلة، التي لم يتوقع أحد أن يهبطوا اليها بهذا الانحدار الرهيب، وأشعرهم انهم قد تم ابعادهم من الوجود المؤثر، بعد ان أثاروا زوبعة تدخل الكتروني خارجي أثرت على نتائجهم، بالإضافة الى اتهامات للمفوضية بعدم الخبرة وعدم الكفاءة، وهم -أي الجناح المناهض- يمتلكون ثقلا مؤثرا في الوجود العددي في أكثر من محافظة، لا يمكن إنكاره.

أن هذا الوضع المحتدم والذي لا يخفي تهديداته باللجوء الى حالة الاحتراب، أمر ينظر اليه كثير من العراقيين وبخاصة المكون الشيعي، وباقي المكونات على أنه عامل قلق واضطراب، لابد وان يؤدي بالعراق، إن استمر، الى المجهول، وهم يخشون اندلاع حرب شيعية شيعية، إن أصر كل طرف (الرابح الاكبر والخاسر الاكبر) على التمترس وراء مطالبه، ولم يصلوا الى توافق بينهم على التنازل عن بعض المطالب لصالح تشكيل حكومة ربما يتأخر تشكيلها كثيرا، إن اشتدت حدة التناحر والاحتراب، وهو ما تحرص كل الدول الاقليمية والدولية على تفاديه، وإخماد نيرانه التي تتأجج ملامحها، وقد يصل العراق الى حالة فوضى رهيبة، تؤثر على المنطقة برمتها وتعرض سلامها لأخطار محدقة، وقد يضطر مجلس الأمن الدولي للتدخل مرة أخرى لصالح فرض رؤيته بقبول النتائج بتسويات مقبولة تفاديا لاندلاع حرب شيعية شيعية، قد تخرج عن الاطار العراقي، وتلقي بتأثيراتها الخطيرة على مستقبل دول المنطقة، بكل تأكيد.