لا تحللوها لانفسكم وتحرموها على غيركم
( اعتراض بعض الاحزاب المسيحية على فوز حركة بابليون مثالا )
ما ان اعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج الاولية للتصويت حتى تسابق الخاسرون للطعن والتشكيك والادانة كونها انتخابات غير نزيهة، علما ان نسبة التصويت كانت قليلة لعدم ايمان الشعب العراقي بالعملية الانتخابية برمتها.
ما يهمنا نحن المسيحيين هو مقاعد الكوتا التي خصصت لنا لتمثلينا، ورغم كون هذه المقاعد شكلية ليس لها اثر وتأثير لكنها سرقت وتسرق من المكون التي خصصت له، لذلك لا عجب ان يدين المسيحيين ككل هذا الاجراء المشين السالب لحقهم وارادتهم في اختيار ممثليهم الحقيقيين، وكرد فعل على نتائج التصويت بالنسبة للكوتا المسيحية اجتمعت بعض الاحزاب المسيحية لاصدار بيان رفض واعتراض لهذه النتائج.
في الوقت الذي نشكر فيه هذه الاحزاب على حرصها على قضيتنا القومية والدينية واعتراضها على سلب ارادتنا والدفاع عن حقوقنا ونثمن جهودهم ايا كان انتمائهم الفكري والحزبي في عدم الرضوخ للواقع المفروض على العراقيين ككل والمسيحيين بصورة خاصة، ونضم صوتنا الى صوتهم، نتمنى ان يتسع صدرهم لبعض الملاحظات والانتقادات حول اجتماعهم وبيانهم هذا.
سنبدأ بالمشاركين في الاجتماع الذي ضم كل من حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، حزب المجلس القومي الكلداني، حزب حركة تجمع السريان، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكوردستاني، تيار شلاما، ائتلاف حمورابي وتحالف الوحدة القومية، وهنا نسأل اذا كانت منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكوردستاني غير مشاركة في الانتخابات رسميا فعلى ماذا تعترض وفي ماذا تطعن؟ اليس اعتراضها وطعنها باطل قانونيا؟ ثم الم يكن المرشح المستقل!!! السيد فاروق حنا عتو مدعوما من قبل الحزب الشيوعي الكوردستاني والاصوات التي حصل عليها هي اصوات الشيوعين من كل القوميات والاديان وليس اصوات المكون المسيحي فقط؟ واذا كان مستقلا فعلا لماذا كان الحزب الشيوعي الكوردستاني يدعمه ويقيم له الندوات التعريفية ويحث اعضائه ومؤيديه ومناصريه للتصويت له؟.
اما بالنسبة لحزب المجلس القومي الكلداني الذي فاز بمقعد في برلمان اقليم كوردستان ضمن تحالف الوحدة القومية، الذي فاز بثلاثة مقاعد من خمسة، متمثلا بالسيد جنان جبار بويا فهل يستطيع السيد جنان نكران ان فوزه تم باصوات الاخوة الكورد وبدعم مباشر من اعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟.
اما بخصوص اصوات المحافظات ( اربيل، دهوك، كركوك وسهل نينوى ) حيث يتواجد فيها اغلبية ابناء المكون المسيحي والتي حصل فيها ائتلاف حمورابي على اكثر الاصوات، فهل يستطيع السيد انو جوهر رئيس الائتلاف ان يثبت انه لم يكن مدعوما من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وان الاصوات التي حصل عليها ائتلافه هي اصوات المكون المسيحي فقط؟
ايها السادة الموقرون يجب ان نعرف ان القضية لا يمكن تجزئتها بحيث نتعامل معها حسب المصالح والاهواء الشخصية فنحلل لانفسنا ونحرم لغيرنا، فان كنتم تريدون حقا وصدقا ان لا يتم الاستيلاء على مقاعد الكوتا والمناصب المخصصة للمكون المسيحي، فاعترضوا على التدخل وفرض الارادة بصورة كاملة ومطلقة وليس بصورة جزئية حتى نقبل اياديكم ونثني على نضالكم وجهودكم، اما ان تحللوا لانفسكم الفوز بالمناصب والاستحواذ عليها باصوات الغير وتحرموا ذلك على الاخر فهذا يكون موضع شك لدى ابناء شعبنا وغير مقبول ومجدي.
همسة:- ليكن نضالنا من اجل القضية لا من اجل المصالح والمناصب.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com