المحرر موضوع: الكوتا المسيحية المريضة  (زيارة 1419 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكوتا المسيحية المريضة
« في: 15:27 16/10/2021 »
الكوتا المسيحية المريضة
لم تكن الانتخابات العراقيّة الآخيرة سوى تسجيل لواقع يتمثّل في تراجع مُلفت للحضور المسيحي على كل الأصعدة، جاءت الانتخابات لتقول أنه لم يعد هناك من يهتم بهذه العملية بالأساس ولا حتى من يمثلهم داخل البرلمان، لهذا العزوف وعدم المبالاة أسبابه الكثيرة ربما في وقت آخر نشرحها بمزيد من التفصيل.
استحوذت قائمة بابليون على أربعة مقاعد من أصل خمسة مخصصة للمسيحيين تدعى كوتا أي (حصة)، فرزها الاحتلال الامريكى في العام 2003، حصل ذلك أم لم يحصل لا يُغير من المعادلة السياسية داخل قبة البرلمان العراقي بشيء، ماذا تستطيع أن تقدم خمسة أصوات قبالة 329 صوت، ليست سوى ذر الرماد في العيون لا أكثر ولا أقل، أو نوع من الدعاية والبروباغندا يحتاجها العراق في المحافل الدولية مفادها أن الأقليات لهم من يمثلهم في البرلمان، هل لهم  قوة ونفوذ، هذا لا يهم كثيرًا.
جاءت الانتخابات النيابية الآخيرة لتثبيت هذا الفشل الذريع لكل هذه القوى السياسية المسيحية والتراجع الكبير لها، بدءاً من الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) الذي إستطاع أمين عامها يونادم كنا تحويلها إلى مزرعة خلفية له يتحكم بمفاصلها كيف يشاء، دون لا محاسبة ولا رقيب، مرورًا بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، الذي فقد زخمه وحضوره السياسي والاجتماعي في السنوات القليلة الماضية، الاسباب وراء ذلك عديدة، ولكن أهمها هو سقوط الموصل والمناطق المحيطة به في يد تنظيم داعش، مما سبب خلل في الموازين على أرض الواقع، ابرزها عملية الهجرة الجماعية خارج الوطن في تلك الفترة وما تلاها، وشبه انتهاء  بما يعرف بقوة الحراسات.
لا يختلف إثنين على أن مرشحوا قائمة بابليون الأربعة حازوا على الأصوات من خارج صندوق المكون المسيحي، من أين جاءت كل تلك الأصوات من الناصرية والبصرة والعمارة وغيرهم، إذا لم يكن هنالك حضور مسيحي يذكر. هذا جزءً من الفساد والتزوير وشراء الذّمَم  والاصوات الذي شابّ العملية الانتخابية.
كتائب بابليون التي يتزعمها ريان سالم الكلداني جزء من فصائل الحشد الشعبي وهم بالأصل  ميليشيات تابعة مباشرة ل الجمهوريّة الإسلاميّة، وتأتمر بأمرها، ولولا الدعم الشيعي له ما كانت الكتائب لتبصر النور ولا أن تلعب هذا الدور الذي يزداد نفوذًا مع تراجع باقي الحركات والأحزاب المسيحية العراقية، لكن يبقى السؤال الأكثر خطورة، ماذا يستطيع أن  يقدم شخص مثل ريان الكلداني مدرج على لائحة قائمة الإرهاب الدولية أن يقُدم للبلد، غير الإرهاب والفساد والسرقة، من المؤكد إن نوابه الأربعة على نفس الشاكلة.
على الرغم من ذلك كله كان الحضور المسيحي خجول في الانتخابات البرلمانية، وهذا يعكس مدى عزوف الفرد المسيحي من ناحية ومن ناحية أخرى عدم ثقته بالمرشح المسيحي بالأساس، وهذا يتحمل جزءً كبير منه يونادم كنا نفسه، الذي جاء على ظهر الدبابات الأميركية في العام 2003، حيث لم يستطيع بلورة أي رؤيا سياسية ذات أفكار جديدة، أو أستطيع أن ينجز شيءٍ يذكر، من ذلك الوقت وحتى أيام قليلة خلت، ثمانية عشر عامًا لم يتمكن من خلالها أن يفعل أو أن يقدم أي شيء،  فكانت النتيجة النهائية تكريس لمفهوم القطيعة مع كل ما يمت بصلة للسياسة ورجال السياسة إذا كانوا على مستوى كنا وغيره.
وحده الوقت سيكشف هل النواب الأربعة الجُدد يستطيعون خلق صورة جديدة مُغيرة عن الأولى، أم هم مجرد ذراعًا للحشد الشعبي تُحرك خيوطها طهران.
يظل هناك ما هو أبعد من الانتخابات العراقيّة، هو مصير مكون أساسي كان له جذورًا عميقة في التربة العراقية، أين هو حضوره وما هو مصيره، أم إنّ الهجرة نخرته في الصميم ولم يعد له أيّ حضور يذكر. هذا هو السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح اليوم.


غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #1 في: 19:22 16/10/2021 »
[img[/img]http://                       ܞ
يعيش امريكا الى الابد الدهور يارب
هه ر بزي ئه مريكا هه تا هه تا به قوه تي يه زداني كه وره
ܚܲܝܵܐ ܐܲܡܪܝܼܟܵܐ ܗܲܠ ܕܵܪܕܵܪܹܝܢ ܐܝܼܬܵܝܬܵܐ ܕܡܫܝܼܚܵܐ ܩܵܐ ܓܵܗܵܐ ܕܬܸܪܹܝ ܝܵܐ ܡܵܪܝܵܐ ܐܲܠܵܗܵܐ ܐܡܝܼܢ ܀
ܩܫܘ ܐܒܪܗܡ ܢܪܘܝܐ 16-10-2021


غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #2 في: 22:57 16/10/2021 »
السيد سلوان ساكو المحترم
اسباب كثيرة أدت إلى عزوف المسيحيين من الأدلاء بأصواتهم للكوتا ... لم تشخّصها حضرتكم ... لكنني سأمر على احداها فقط ... تذكّر عزيزي احداها فقط ... واحد من مرشحي الكوتا هو ( السيد صفاء هندي رئيس الرابطة الكلدانية الجناح السري لحزب غبطة البطريرك ساكو ) .. لقد تم اختباره من قبل المسيحيين وخاصة الكلدان البابليون منهم عندما توسّط غبطته لرئيس الوزراء لتعينه مستشار عن المكوّن المسيحي ... فما كانت ايجابياته لفترة توليه المنصب وما الذي قدّمه للمسيحيين .. هل عمّر بيتاً دمّره داعشي ، هل اعاد حقاً واحداً مسلوباً لكلداني ، هل اوصل صوتاً لعائلة مسيحية مظلومة دمّرتها المحاصصة هل اعطى خيمة لعائلة مسيحية ليس لها مأوى ، هل تبرّع بدواء لمحتاج مسيحي ، هل توّسط لدى المدارس المسيحية الأهلية وكلياتها بقبول ابناء عائلة مسيحية معدمه ( والحبل على الجرار ) ... لا هو ولا رئيس حزبه فعلها ... كل امتياز له هو انه تنعّم على الرغم من ثروته بالمنصب من رواتب وحمايات وسيارات ( وسلام خذ تحيّة للقائد ) وفي ذات الوقت اوفى ديونه للقائد فسيكشف لنا الزمان كم كان يدفع عمولة لمنصبه ... هذا السيد الفاضل ترشّح للحصول على عضوية في البرلمان المهلهل فهل كان احد يتصوّر ان المسيحيين سيدلون باصواتهم له ... والمصيبة الأكبر انه استنسخ كتاب ارسل له من القائد يسب ويشتم الكتّاب والمثقفين الأصلاء لمجرد انهم دافعوا عن عدم رفع اسم ( بابل العظيمة من البطريركية ) لقد سقطت الأوراق الزائفة التي أأتمرت بسياسة المؤسسة .. عدم التصويت لهؤلاء أكد رفض الشعب المسيحي زج انف المؤسسة الدينية في السياسة .. انه الأستفتاء الذي يؤكد ( لا سياسة في الدين ولا في المؤسسة الدينية ) انه صوت الشعب والذي لا يصغي لصوت الشعب سيسقط لا محالة وسقوطه قريب بمشيئة الرب يسوع المسيح ...
  الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
   اخوكم الخادم  حسام سامي   16 / 10 / 2021

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #3 في: 02:58 17/10/2021 »
العزيز قشو إبراهيم نيروا المحترم:-
اخي العزيز شكراً لكم على المداخلة.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #4 في: 03:01 17/10/2021 »
الاستاذ العزيز Husam   Sami المحترم.
شكرا جزيلا على مداخلتكم المهمة على المقال.
نعم هناك سلبيات كثيرة على كل المرشحين، ليس من الان ولكن من وقت تأسيس المجلس، أي من زمن برايمر.
انا أقول في صيغة أخرى، إن كل التجربة السياسية المتعلقة بالمكون المسيحي بعد العام 2003 أي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق فاشلة بالأساس سواء كان الشخص ذو منصب في الحكومة أو نائب في البرلمان العراقي.
عزيزي Sami أثبتت الأيام وهذه الايام (عمرها 18 عام)  بما لا يقبل الشكّ أن السياسي المسيحي العراقي يفتقر للخبرة والحنكة والدهاء الذي يحتاجه كل سياسي من أجل تحقيق اهدافه، هذا هو ديدنّ السياسة وهذا هو عالمها، هو يبقى على الهامش يعيش في الظل لا يستطيع أن يبلور فكرة خاصة به ولا أن يحقق أي اهداف تذكر لا على المنظور القريب ولا البعيد. هذا هو مع الاسف الشديد واقع حالنا شئنا أم أبَينا.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #5 في: 11:25 17/10/2021 »
الأستاذ سلوان المحترم
   وهل هذا مبرر لأن يلج رجل دين عالم السياسة الفاسد ليفرض نفسه على الساحة بكل اطيافها ومذاهبها ومللها بحجة ان ليس للمكوّن المسيحي خبرات سياسية ... ؟ !! على الرغم من انه لا يمتلك حتى ابسط مفهوم للسياسة ان كانت على نطاق المجتمع او الدين السياسيين عندما كنّا لا نزال في فرنسا من اجل الدراسة في سبعينيات القرن الماضي كنّا نتشارك مع كلية ( بولي تكنيك ) اي كلية العلوم السياسية في مجمع الكلّيات لتهيئة الكوادر السياسية التي تقود البلد وكان لنا في العراق مثيلها ... وهنا نقول : هل لغبطة البطريرك ان ولج هكذا كلّيات ليقدم نفسه بديلاً عن السياسيين وهل هناك سياسي من المكوّن المسيحي وحتى من الذين يقودون البلد اليوم له تلك الخبرات وهل مارس السياسة من ابوابها التنظيمية العلمية ... إذاً الموضوع هو ( المصالح الشخصيّة ) ليس إلاّ ان كان من السياسي او رجل الدين وهذه هي مأساتنا اليوم بل هي سقوطنا في احضان من يلوّح لنا بالدولار والكرسي وشعارهم جميعاً ( مجداً لنفسي وتبّاً لشعبي ) ... لذلك سنقدم ( مفهوم السياسة في ايديولوجية السيد المسيح ) وكيف قسّمها وما هي مفاتيحها ... لتكون مفهومة من قبل السياسي ورجل الدين على حد سواء ... ليس كل من اسس تنظيم سياسي بأي مسمى كان يفهم في السياسة ... وهنا نقول : للسياسة رجالات خبروها وتعاملوا بها ومعها وللدين رجالات تعاملوا معه وارسوا لقواعده التي لا تتلائم مع من اسس لإحزاب غايتها استلام سلطة لتحقيق مشتهيات وليس خدمة للشعب ...
  تحياتي الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
  اخوكم الخادم  حسام سامي    17 / 10 / 2021

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الكوتا المسيحية المريضة
« رد #6 في: 13:55 17/10/2021 »
الأخ العزيز حسام سامي المحترم:-
مداخلتك الآخيرة مهمة وتحمل الكثير من الدلالات والمعاني، ومع هذا لا أظن من الصواب بمكان أن نحصر الموضوع بشخص البطريرك، البطريرك والبطريركية لهم وجهات نظر قد تكن صائبة وقد تكون مخطئة وهذا طبيعي، في النهاية هم ليسوا نواب في البرلمان ولا وزراء ولا زعماء أحزابًا، اللوم يقع على كاهل من كان نائبًا لسنوات طويلة ولم يقدم شيء، المسؤلية الحقيقية في الإخفاق والفشل يتحملها من جاء في ركب القوات الغازية، مآلات الأفعال والنتائج تقع على كل من جلس على مأدبة بول بريمر وغيره  وأستلم حفنة من الدولارات البخسة وباع الوطن.
آخي العزيز رجل الدين مهما فعل يظل محدود الحركة ومرصود في ذات الوقت، ولكن رجل السياسة يلعب في ملعبه وعليه أن يلم بالأدوار والقوانين والفرص المتاحة من أجل تسديد ضربة تسجل له، أن لم يحسن التصرف واللعب يُطرد وُيهان  ويُرذل ويذهب بالتالي الى نفايات التاريخ ، كما يحصل اليوم.
تحاتي القلبية لك.