طلسم الحياة
الدكتور
خالد اندريا عيسى تبقى الحياة طلسم متكون من ثلاثة محاور الحياة الاساسيه تدور فى فلك المكان والزمان والبشر..
والمكان بدون البشر سكون قاتل
والبشر بدون المكان ضياع
والزمان بدون الاثنين فراغ.
إن الإنسان هذا الكائن الجبار هو الذى يملئ كل هذ الاحداثيات والعناصر وهو الذى يعبر الزمن وبدون الإنسان لا قيمة لمكان أو لزمان.. إن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه الثلاثية لأن عناصرها تتكامل وربما تتوحد وتندمج فيصبح الإنسان جزءاً الفعال من المكان ويصبح الزمان سيداً على الجميع وأنت لا تختار المكان ولا تختار البشر ولا تملك أن تحدد الزمان..
إن المكان هو الوطن والأرض والتراب ونحن لا نختار دائما أوطاننا ربما ورثنا الحياة بما فيها وربما فرضتها الأقدار علينا وفى كل الحالات نحبها، وحب الأوطان ليس اختيارا ولكنه قدر واجب ومرسوم.. والإنسان يموت دفاعا عن وطن ولا يرضى مطلقا له البيع والشراء ولا يقبل له هوان العيش وذل الحاجة..
أحيانا يتوحد الإنسان مع التراب يصبح الحياة والمصير والقدر يصبح الحياة والموت معا أما البشر فهم سر هذا الكون والأرض بدون البشر خرائب والبشر بدون الأرض ضياع، وفى الأرض أسرار كثيرة والبشر أغلى أسرارها لأنهم صناع الحياة أما الزمن فنحن لا نملك فيه شيئا..
أنت لا تستطيع أن تحدد ثلاث محطات فى حياتك رغم أنك أهم الأشياء فيها أنت لا تعرف يوم مولدك ولا تعرف يوم مغادرتك ولا تعرف كيف سيكون حظك..
ثلاثية غامضة أنت لا تعرف فى أى ارض ستولد وفى أى الأماكن عشت ولا أى تراب سيجتوي جسدك البارد، هذه هى المعادلة الحياتيه الغامضة التى جمعت أسرار هذا الكون ارض وزمان وإنسان.
والغريب أن الإنسان يتصور انه فك طلاسمها وعرف أسرارها ثم اكتشف أن ما عرف جزء ضئيل من الحقيقة فلا العلم أدرك سر الأشياء ولا الأرض أفصحت عن كل شيء فيها وأنت حائر بين وطن أحببته ولم يبادلك حبا. بحب.
وأيام ستعيشها ولا تملك أن تمد ساعة منها وبشر شاركتهم مشوار الحياة ورأيتهم وجوها ولم تعرف أسرار قلوبهم ومن أحب ومن كره ثم تكتشف ان الصفقة كانت خاسرة،
لا تندم او تتالم لأن الجميع لم يعرفوا الحقيقة
ولكن الندم انك عرفت متاخرا وبعد فوات الأوان
هذه هي الحياة من الطلاسم الصعبه
فتقلبلها كما هي وبانتظار ساعة المغادره
