عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
في مساء خريفي ليوم الاحد الموافق 31 تشرين الاول (اكتوبر ) من العام 2010 بينما كانت قلوب المصلين في كاتدرائية سيدة النجاة ترنو الى سلام واستقرار البلد عبر صلواتها وتضرعاتها حدث الامر الذي لم يكن تتخيله الافكار حينما اقتحم ارهابيون تلك الكنيسة ليعلنوا من قلب العاصمة فوضى عارمة انتهت باستشهاد العشرات من الامنين من الرجال والنساء والاطفال وقضاء المصابين ساعات رهيبة قاسية لم يكونوا يفكرون في حدوثها ابدا .. تلك الجريمة التي كانت تستهدف بالاساس وجودا مسيحيا عريقا في العاصمة بغداد بدا منذ بدايات تاسيس العاصمة حتى توسع بسبب الاضطرابات والاحداث اللامستقرة التي ضربت بلدات تواجد المكون المسيحي ليتوجهوا للاستقرار للعاصمة طلبا للرزق والمعيشة حتى انتشرت بناءا على ذلك الامر كنائس وحواضر مسيحية عديدة اضافة لمناطق عرفت بخصوصيتها المسيحية وحملت عناوين تعرف بحضورهم فيها كالاثوريين وزيونة وكمب سارة .. مثلت جريمة كاتدرائية سيدة النجاة بعد عشرات من حلالات الاستهداف التي طالت المسيحيين وحواضرهم في كلا من المدن العراقية الاخرى وبالتحديد مدينة الموصل الحدث الاكثر قسوة لتعلن من خلاله عوائل مسيحية بغدادية عن خيارها بالرحيل وترك العراق تماما فضلا عن اخرين توجهوا للاقليم لينعموا بما تعيشه مدنه من استقرار وامان نسبيين ..وبالرغم من ان الكنيسة نفضت اثار تلك الجريمة الرعناء وعادت لاستئناف صلواتها الا ان اعداد المسيحيين القاطنين في بغداد تناقصت بشكل كبير عما كانت عليه قبل احداث تلك الجريمة لتمرر رسالة بان تعمير الكنائس ليس محطة لضمان طمانة الناس باوضاع الامان بل توفير الامان نفسه هو الذي يسهم باستقطاب العائدين فحسب ..
