المحرر موضوع: تنظيم داعش ينفخ في رماد الحرب الطائفية في العراق  (زيارة 637 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
تنظيم داعش ينفخ في رماد الحرب الطائفية في العراق
توتر أمني يسود محافظة ديالى وسط مخاوف من اندلاع عنف طائفي في وقت يشهد فيه العراق أزمة مركبة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
MEO

محاولة لعودة الفرقة الطائفية
 أهالي قرية الرشاد الشيعية ينتقمون من سكان قرية نهر الإمام السنيّة ردّا على عملية داعش
 الرئيس العراقي يأمر بفتح تحقيق شامل في أحداث ديالى الطائفية
 الكاظمي يدعو إلى عدم السماح بعودة الفرقة الطائفية إلى العراق

بغداد - تشهد محافظة ديالى العراقية تصعيدا طائفيا إثر مقتل أحد عشر شخصا من أبناء قرية نهر الإمام ذات الغالبية السنية في عملية انتقامية ردّا على هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية على قرية الرشاد المجاورة ذات الغالبية الشيعية وأسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 26 آخرين بجروح، إلى جانب إضرام النيران في عدد من المنازل والبساتين.

وأشعل الحادثان فتيل أزمة طائفية بين أهالي القريتين سارعت الحكومة العراقية إلى محاولة احتواءها. وقالت مستشارية الأمن القومي العراقية (حكومية)، في بيان لها، إن "وفدا أمنيا برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وعضوية وزير الداخلية عثمان الغانمي ورئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يار الله ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق وصل إلى محافظة ديالى" لاحتواء الأزمة الطائفية.

وقال مصدر أمني بقيادة شرطة ديالى:  "منذ الثلاثاء شهدت بعض القرى في قضاء المقدادية موجة نزوح خوفا من عمليات انتقام لأسباب طائفية". وتزامن وصول الوفد الحكومي مع إرسال تعزيزات من الجيش والشرطة إلى محافظة ديالى.

وأمر الرئيس العراقي برهم صالح الذي أمر بفتح تحقيق شامل في الأحداث الطائفية التي شهدتها محافظة ديالى، فيما وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قوات الأمن بتكثيف الجهد الاستخباري لمنع الهجمات، متوعدا بالقصاص من مرتكبي "جريمة المقدادية"، وفق بيان صادر عن متحدث عسكري.
ودعا الكاظمي إلى عدم السماح بأية محاولة  لعودة الفرقة الطائفية  والتكاتف من أجل محاربة الإرهاب في العراق. وشدد الكاظمي، خلال اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني بحضور عدد من القيادات الأمنية والعسكرية على "تفعيل الجهد الاستخباري للقيام بدوره، وتشخيص أي محاولة لبثّ الفرقة الطائفية التي لن نسمح بعودتها".

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن الأخير لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة ويشن هجمات بين فترات متباينة.

وكان وزيرا الداخلية والهجرة والمهجرين ومستشار الأمن القومي ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وكبار الضباط قد وصلوا إلى محافظة  ديالى في وقت سابق اليوم لبحث تداعيات الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على قرية الرشاد بمحافظة ديالى وأدى إلى مقتل 13 مدنيا وإصابة أكثر من 15 آخرين.

وقال مرصد أفاد لحقوق الإنسان إن ”السكان المحليين أبلغوا عن مجاميع مسلحة تستقل سيارات رباعية الدفع، نفذت عمليات إعدام ميدانية وحرق منازل ومركز صحي وبساتين وسيارات داخل قرية نهر الإمام“.

ودان المجمع الفقهي العراقي، وهو مرجعية شرعية مستقلة للسنة، في بيان "الهجوم الإرهابي" على قرية الرشاد، وفي الوقت نفسه "الجريمة الانتقامية المروعة وغير الشرعية" التي طالت قرية نهر الإمام. وجاء في البيان "شهد قضاء المقدادية في محافظة ديالى جريمة إرهابية استهدفت أبناء قرية الرشاد تحركت على إثرها مجاميع مسلحة نفذت هجوما موسعا على قرية نهر الإمام"، منتقدا أداء "الأجهزة الأمنية".
وتعيد مثل هذه الحوادث في العراق إلى الأذهان ذكريات أليمة لحرب طائفية قتل فيها الآلاف بعد الغزو الأميركي في العام 2003. وكانت محافظة ديالى شهدت أخطر حالات الصراع الطائفي بين عامي 2006-2009، وصلت إلى درجة هدم متبادل للمساجد والحسينيات وحرق المنازل والقرى.

وأعلن العراق في أواخر العام 2017 انتصاره على تنظيم الدولة الإسلامية بعد طرد الجهاديين من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في العام 2014، فيما قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في العام 2019.

وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن بشكل كبير، لكن القوات العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية، فيما يستهدف التنظيم بين وقت وآخر مواقع عسكرية، وقد نفّذ الشهر الماضي هجوما أودى بثلاثين مدنيا في حي مدينة الصدر الشيعية في العاصمة.

ويقدم تحالف دولي بقيادة واشنطن الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014، ويضم 3500 عسكري، بينهم 2500 أميركي، ستتحول مهمتهم إلى "استشارية" و"تدريبية" تماماً بحلول نهاية العام.

وأعلنت السلطات العراقية في أكتوبر إلقاء القبض على جهاديَّين بارزين في عمليتين خارج العراق، أحدهما في تركيا وهو سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم الدولة الإسلامية ونائب البغدادي سابقا، والآخر مسؤول عن تفجير أدى إلى مقتل أكثر من 320 شخصا في بغداد قبل خمس سنوات.