السيد نيسان الهوزي المحترم
انا متابع لكتاباتك الساخرة الممتعة احياناً ، ولكن السخرية والنكتة لا يمكن استخدامها في كل المناسبات ومع كل الأشخاص.
كنت أتمنى أن لم تكن قد استعملت كلمة مخلة بالآداب العامة في مقال عام ومع شخص كرس حياته لخدمة الآخرين كشماس وكأستاذ. وهي كلمة (ابلع البعصة) .. أتمنى ان تحذفها (وسأحذفها انا أيضا) وتعتذر لاستعمالها هنا. مشكوراً...
نأتي الى مقالكم ,,, يا اخي الفن هو موهبة من الرب وليست لكل الناس (وكل منا له موهبة في مجال ما يختلف عن الآخر) والذي يتمتع بتلك الموهبة يستعملها بالمجال الذي يستمتع به وليس مطلوبا منه ان ينشر استفتاء ليمارس موهبته بالطريقة التي تعجب الآخرين ، هل يسأل الفنان الرسام الشعب ليرسم ما يجول بخاطره وينتج تلك اللوحات التي تباع بكذا مليون دولار؟ او هل سأل بليغ حمدي الشعب كيف يلحن تلك الأغاني التي لم ولن تموت؟ (يقال) بان الدولة حرَّمت مرور القافلات والسيارات في الشارع الذي كان يسكن فيه احد الملحنين لبناء الجو المناسب لابداعاته ! هل كان ذلك الفنان يسأل الناس او الدولة عن نوعية السمفونية التي يرغبون ان يؤلفها ؟ والتي بقيت وستبقى ؟
من جانب آخر التراتيل التي سجلها يسجلها ويثبتها الشماس الفنان ليون برخو ليست من الجيل السابق بل الكثير منها بقيت مناسبة للكنيسة لاجيال عدة لالف ا الفي سنة او اكثر فما هو الذي يلغيها اليوم ؟؟؟ اما اذا لم تستمتع بها انتَ لسببٍ ما ! فهذا لا يقلل قيمتها الروحية والتراثية والفنية . فلو تتعمق في المعاني التي تتضمنها التراتيل الكنيسة سترى بأنها مليئة بالمبادئ الأساسية في ايماننا المسيحي المبني على الكتاب المقدس واعمال الرسل والاباء القديسين.
ان لم تستطع شكره او تشجيعه فلا تقف في طريقه ، لان هذا الراي سيستخدمه المؤونون والمتجددون ويعتبرونه راي عامة الناس .
من جانب آخر هل ممكن ان تعوِّض التراث الغني والثمين باحسن منه ؟؟؟ تفضل الأبواب مفتوحة على مصراعيها .
ان اعمال الشماس برخو هي تجديد وتثبيت ذلك التراث ويقوم بترجمته وشرحه واغناءه بأي معلومات يتمتع بها حول ذلك العمل والتي ستبقى كنز آخر للرجوع اليه عند الحاجة .
يحاول المؤرخون جمع الرموز والعلامات الرسوم لعرضها كعمل فني (أغنية او نشيد او ترتيلة) من خلال الالواح الطينية والاحجار التي يزيد عمرها عن ٣ الى ٤ الاف سنة .... لماذا؟؟؟ اما حضرتك تحبط من يجتهد بتثبيت ما قد يتعرض الى الزوال لاسباب الابتعاد عن الكنيسة والاجتهاد ببناء كنائس حسب الرغبات وليس كما رسمها الرسل والآباء القديسين.
اما كثرة المتابعين للموضوع او قلتهم فان السبب معروف حيث لا يوجد من يرتقي الى قدسية ذلك الموروث الروحي الثمين غير السجود امامه احتراماً. ويمكنك مقارنتها مع المؤلفات الحديثة من تراتيل ركيكة الكلمات لغوياً ومضموناً بل ولحناً ايضاً ، والتي فقدت المعنى الروحي والادبي وتأثيرها على المؤمنين التأثير المنتظر.
اعتذر منك اخي الهوزي لانني كنت جدّياً معك في ردي هذا ، حيث لا مزاح مع الروحانيات