المحرر موضوع: الإنسان بين تصحر الأرض وتصحر المشاعر مشاعر خاصه وشخصيه  (زيارة 433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 338
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإنسان بين تصحر الأرض وتصحر المشاعر
 
مشاعر خاصه وشخصيه

الدكتور خالد اندريا عيسى
 
كان العالم ومازال فى سباق نشط ومستمر وفيه كثير من التحدي من يصل إلى القمر ومن ينشئ ويبنى قصور المستقبل هناك ويرفع علم بلاده على المريخ..
وبدء تسويق رحلات السفر فى الفضاء بملايين الدولارات..
وسط كل هذه الأحلام الوردية وسفن الفضاء التى أصبحت تمثل وجها من وجوه الصراع العلمي والتقني وحتى السياسي القادم، كانت هناك أقدار أخرى ترسم مستقبل عالم آخر لم يعد يواجه بعضه ولكنه يواجه قدره..
> أمام تحديات أخرى وصراعات مع الطبيعة والكون يتحرر بطريقته متراكمات عصور عبرت ووجد الإنسان نفسه أمام عالم جديد مختلف يتغير فى كل شيء..
ووجد أن الطبيعة التى تصور انه روضها لصالحه قد تمردت عليه وان عليه أن يستقبل عالما جديدا وإنساناً آخر يختلف فى كل شيء عن أزمنة عبرت وحضارات اندثرت..
إن الحقيقة الوحيدة التى ينبغى أن نعترف بها أن هناك عالما جديدا يتشكل وهناك إنسانا جديدا وعقولا جباره تنشأ آخر يولد بمواصفات جديدة..
وعلى العالم أن يدرك أن هناك مجموعة من الحقائق الكونية لابد أن يقبلها الإنسان ويتعايش معها..
> الحقيقة الأولي..
إن هناك عالم ما بعد كورونا هذا الفيروس القاتل والأعمى الذى غير كل شيء فى الحياة وكتب صياغة جديدة لإنسان جديد بمواصفات جديدة..
إن مأساة كورونا لم تكن مجرد فيروس حصد أرواح حشود من البشر ولكنه قرار بتعديل مسار البشريةالمتطوره..
هناك إنسان آخر بعد كورونا كانت المشاعر أول ضحايا كورونا ويمكن أن نسميها إنها زمن اللا مشاعر واللا حب والجفاف.. سوف يكون من الصعب أن يعود الحب كما كان بعد أن تقطعت كل جسور التواصل بين الناس..
وإذا كان للحب والانسانيه طقوس خاصه وشواهد فإن كورونا قضت على كل هذه الطقوس.. أنت لن تستطيع ان تُقبل حبيبا أو تصافح صديقا أو أن تعانق إنسانا فرقت قسرا بينكما الأيام..
هناك زمن قادم من التصحر العاطفى الجديد ينتظر البشر لأن كورونا قد دمرت كل المشاعر الإنسانية الغريزيه.. إن القضية لم تكن حشودا ماتت أو أصيبت ولكنه تركيبة خضعت لشلل كامل ودمرت أجمل واغلى ما كان يملك الإنسان وهى مشاعره الطبيعيه التلقائيه.. إذا كان الإنسان قد خسر صحة أو عمرا فإن مشاعره اكبر الخسائر إن الزمن القادم لن يكون للمشاعر مكان فيه.. نحن أمام زمن من التصحر العاطفى الذى يأخذ من الإنسان أجمل ما كان فيه..
> الحقيقة الثانية.. إن ما تشهده الأرض من براكين وزلازل فى أكثر من مكان ليس شيئا عاديا..
إن ثورة الأرض وهذه النيران والحراره المتصاعده التى تجتاح العالم تمثل حدثا غير مسبوق..
إن بركان لابالما فى جزر الكنارى مازال حتى اليوم يطلق حممه وحرارته فى كل مكان ويهدد دولا أخرى منها شواطئ المغرب والجزائر وتونس حتى وصل إلى أوروبا..
وفى غرب أمريكا انطلق بركان جزر هاواى وفى اليابان بركان آخر وبركان إتنا فى جزيرة صقلية بإيطاليا ..
هذه الظواهر الكونية الحديثه تمثل تهديدا حقيقيا لحياة الإنسان على الأرض أولا لأنها خارج إرادته ومن الصغب السيطره عليها وثانياً لأنه عجز تماما عن التصدى لها وثالثاً لأنه لا يعرف متى تجيء ومتى تختفى إنها أشباح تملأ الفضاء والارض نارا ودخانا وموتا ودمارا..
إن ثورة البراكين والزلازل وخروج هذه السموم القاتله التى تحاصر الإنسان ولا يملك أمامها غير الاستسلام موتا أو هروبا تمثل تحولا فى حياة البشر لأنه فى الوقت الذى تصور الإنسان فيه انه قد ملك الأرض وما عليها جاءه الدمار من حيث لا يدري..
وبعد أن استنزف كل شيء فى الحروب والصراعات والمعارك أطل عليه عدو آخر جديد لم يحسب له حسابا..
إن فوران الأرض بهذه القسوة وهذه العدوانية لن يكون سببا فى تصحر الأرض فقط ولكن قد اضاف جوا جديدا للمجتمع العالمي وهو تصحر البشر..
وما بين تصحر المشاعر وتصحر الارض وترابها ربما وصل الإنسان إلى زمن من التوحش المخيف وغياب روح وطبيعة الإنسانية..
إن الخرائب التى سوف تتركها الزلازل والبراكين لن تصلح لأن تقام عليها حضارة جديده وعلى العالم أن ينتظر ميلاد زمن جديد زمن ما بعد كورونا والبراكين والزلازل وهو زمان لا احد يتصوره حتى الآن..
> الحقيقة الثالثة.. إن هناك تحولات ضخمة فى الأرض والبشر والحدود والمشاعر هناك جغرافيا وطبيعه بشريه جديدة سوف ترسمها البراكين والزلازل والبشروالتراب وحتى النباتات الجديده.. إن السؤال الآن هل العالم أمام هذه التحولات سوف تجد البشرية نفسها أمام حضارة جديدة أكثر إنسانية..
هل يراجع الإنسان نفسه ويناقش خطايا واخطاء عصور وأزمنة وصراعات حضارات سبقت، وهنا هل تكون العودة للسماء هى الحل والبديل أمام فيروس غامض يبدو أنه سكن جسد الإنسان وما حوله ولن يغادره..
وأمام أرض أخرجت غضبها وانزعاجها ولن تهدأ هل يعود الإنسان إلى رشده وتكون السماء هى الملجأ والملاذ المخلص له..
إن هناك عودة للأديان فى كل بلاد الدنيا وأمام الموت والخوف والمستقبل الغامض يقف الإنسان حائرا يبحث عن طريق.. على الجانب الآخر قد تختلف المواقف بين من ازدادوا إيمانا وتسليما وبين من زادوا رفضا وتمردا وعصيانا.. وهنا يمكن أن يجد العالم نفسه بين أنواع أخرى من الصراعات الدينية الخيره بين أقوام لجأت إلى السماء وأخرى أغواها الضلال والشيطان..
> إن الشيء المؤكد أن الإنسان على أبواب عصر وزمن جديد قادم ظهرت بوادره القاسيه.. إن كورونا لن تترك الإنسان كما كان وعلى الإنسان أن يدرك ذلك كما أن الأرض التى ثارت لن تهدأ اليوم أو غدا فهل يشهد العالم ألوانا جديدة من الانقسامات أمام خرائط جديدة وصراعات مختلفة.. إن تصحر الأرض الحاليه والمشاعر الانسانيه الجديده  سوف يترك واقعا مرا لا سمح الله جديدا.. وهنا ماذا تفعل القوى الكبرى إن أخطر ما يواجهها هو اختلال منظومة التوازن الاقتصادى بكل انواعه بين الدول لأن من يملك الطعام والمال سوف يحكم العالم..
إن مصادر القوة الحقيقية لن تكون فيمن يملك السلاح لأن العالم على أبواب حروب الطعام، هناك دول سوف تموت جوعا وأمام تصحر الأرض سوف تتراجع فرص الإنتاج..
وأمام علاقات إنسانية جديدة سوف يتصحر البشر ويطل على البشرية عالم جديد قد يكون أكثر رحمة ويعود للسماء وقد يكون أكثر ضلالا ويزداد الكون توحشاً وخراباً..
> إن عالم ما بعد كورونا وعالم ما بعد غضب الأرض سوف يكون شيئا مختلفا عن أزمنة مضت..
انه قدر البشرية أن تواجه كل هذه التحديات فى زمن واحد إنسان بلا مشاعر وارض خصبه بلا استقرار وحياة بلا رحمة وحروب لن ينجو منها أحد..
إن هناك مواجهات وصراعات تختلف تماما عن كل العصور السابقة..
نحن أمام جغرافيا وطبيعه جديدة وصراعات حول من يملك الطعام وسوف يزداد الفقراء فقرا وفى آخر المطاف سوف تكون مواجهات العقائد بين شعوب لا تملك غير الإيمان واليقين وتعلمت العون والرحمة من السماء وشعوب تملك آخر ما بقى فى الأرض من مصادر البقاء والحياة والديمومه.. وتدور الدائرة..