تدخل دول الجوار في الشأن العراقي ،إلى أين ؟
كل دول العالم تدافع عن سيادتها وإستقلالها ولا تقبل التدخل في شؤونها
الداخلية ، وكان العراق ولا يزال يرفض التدخلات الخارجية في شأنه الداخلي
منذ تأسيس الدولة العراقية المستقلة ، بل بالعكس كان للعراق الدور البارز في
حل المشكلات الإقليمية ودول الجوار ، فكان مهاب الجانب ، وكل تدخل في
شأنه الداخلي كان يتلقى الرفض والرد المناسب .
ونظرة متأنية لما آل إليه الوضع حالياً يدعو إلى الأسف من كل عراقي وطني
حر وشريف ، ولكن ضعف الدولة العراقية حالياً وبعد سقوط نظام صدام تحديداً
شجع دول الجوار للتدخل السافر ، وهو إهانة لكل عراقي ، فما هي الأسباب وما
هي الحلول ؟
إن إيران من خلال ميليشياتها المتعددة ، وهي كتائب حزب الله العراقي ،
ومنظمة بدر ، وحزب الدعوة ، وكتائب الإمام علي
وعصائب اهل الحق ، وسرايا الخرساني ، وهذه الميليشيات شكلت سيطرات
لتعتمد عليها في التمويل قد تصل إلى مليون دولاريومياً ، منها :
سيطرة الصفرة ، ومنفذ سومر ، وسيطرة التاجي ، وسيطرة الشعب ، وسيطرة
الحسينية ، وسيطرة اليوسفية ، وسيطرة جرف النداف ، وتتقاسم الميليشيات
بإتفاق عوائد هذه السيطرات وفرض الأتاوات على المواطنين ،وتعتبر هذه
السيطرات آبار نفط فوق الأرض تمتد على كل خارطة البلاد .
اما تركيا فلها مواقع عسكرية في شمال العراق بحجة مطاردة حزب العمال
الكردي وهذه المواقع هي : مخمور وسنجار وجبل قنديل وحاكورك وزاب
وافاشين باسيان وهفتانين ، ولتركيا اهداف اخرى إقتصادية وتوسعية واطماع
إستعمارية لتحقيق احلام الإمبراطورية العثمانية والضغط على العراق .
وبعد الإنتخابات العراقية الأخيرة منيت الأحزاب الموالية لإيران بنكسة كبيرة
لكنها رفضت نتائج الإنتخابات بحجة التزوير ، وهي تعلم يقينياً إنها كانت نزيهة
كما اكدتها تقارير المراقبين الدوليين ، لكنها تريد جعل الباطل حقاً والحق باطلاً ،
لكن هيهات ، فقد وعى العراقيون مدى الغبن والضرر والعار الذي الحقته تلك
الميليشيات بالإقتصاد العراقي ، ولهذا لم تنتخبها ، ونأمل أن تنجح حكومة الكاظمي
بتقليم اظافرها ، وكبح جماح سيطرتها على مفاصل الإقتصاد العراقي دعماُ لإيران.
ويرغب العراقيون رؤية حكومة اكثرية تلبي طموحات الناخب العراقي والتخلص
من الغبن والحيف الذي لحقه طيلة العقودالمنصرمة ، وهذا هو الأمل المنشود .
منصور سناطي