المحرر موضوع: الذكرى السادسة والاربعين لاغتيال الشهيد البطريرك مار ايشاي شمعون  (زيارة 738 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جبرايل ماركو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 213
    • مشاهدة الملف الشخصي

الذكرى السادسة والاربعين لاغتيال الشهيد البطريرك مار ايشاي شمعون
ولد البطريرك مار إيشاي داوود شمعون في السادس والعشرين من شباط من عام 1908 في قرية قودجانس بجبال هكاري في اعالي بلاد ما بين النهرين. والده القائد داوود ايشاي شمعون شقيق الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون. والدته  السيدة الفاضلة استر شقيقة المرحوم المطران مار يوسف خنانيشو.
نشأ البطريرك مار ايشاي شمعون وترعرع في بيئة دينية وقومية لها تاريخها المشهود. تتلمذ على يد المطران مار يوسف خنانيشو والارشمنديت ياقو توما أشيثا. في عام 1915 ووسط ظروف مأساوية وقاهرة ومعقدة. التي رافقت عملية التهجير الجماعي لابناء شعبنا من موطنه في هكاري باتجاه اورميا وسلامس وهمدان في ايران. من بعدها قام الانكليز باعداد  وتخطيط عملية اغتيال البطريرك مار بنيامين شمعون على يد المجرم سمكو الشكاكي. ومن ايران وبتوجيه ورغبة الاستعمار الانكليزي توجه ابناء شعبنا سيرا على الاقدام  باتجاه مخيم بعقوبة في العراق.  في هذا المخيم تم اختيار البطريرك مار ايشاي داود شمعون من قبل زعماء ووجهاء الامة بطريركا. تمت رسامته بطريركا في كنيسة مريم العذراء في مخيم بعقوبة على يد نيافة المطران مار يوسف خنانيشو خلفا لعمه البطريرك مار بولس شمعون الذي وفاته المنية عام 1920  ليتقلد من بعدها الكرسي البطريركي. وليكون البطريرك التاسع عشر بعد المائة في كنيسة المشرق.
 في السادس عشر من حزيران 1932. ترأس البطريرك مار ايشاي شمعون رئاسة مؤتمر قمة العمادية في شمال الوطن. شارك فيه جميع زعماء العشائر والقيائل والوجهاء. تم اقرار في المؤتمر وبالاجماع  وثيقة مطالب شعبنا الوطنية والقومية في العراق. بما فيها اقامة الحكم الذاتي في مناطق شعبنا التاريخية في شمال الوطن. وتم تقديم وثيقة المطالب المذكورة الى الحكومة العراقية التي لاقت تأييدا انذاك من الملك فيصل الاول. حيث التقى البطريرك مار ايشاي شمعون في مقره الصيفي في سرسينك. هذا التأييد واللقاء المذكور لاقى امتعاضا ورفضا واعتراضا من الاستعمار الانكليزي الذي حث الحكومة العراقية على رفض مطالب وثيقة قمة العمادية. والعمل على مطاردة البطريرك وزعماء العشائر والقبائل ووجهاء الشعب. بقصد ارهابهم وشق وحدة صفهم لدفعهم على التراجع عن مطالبهم.
في عام 1932 وبعد حصول العراق على الاستقلال الصوري من الاستعمار البريطاني. تفاقمت قضية امتنا وشعبنا في الوطن. فبدلاً من حلها في اجتماعات عصبة الأمم المتحدة المنعقدة في جنيف. استطاع البريطانيون تمرير قرارات في هذه الاجتماعات من دون الاشارة الى حقوق شعبنا في العراق. وهنا جدير بالاشارة ان البطريرك مار ايشاي شمعون اثناء انعقاد اجتماعات عصبة الأمم المتحدة في جنيف كان متواجدا في جنيف على امل ان يشارك في هذه الاجتماعات. لكن المساعي البريطانية السلبية نجحت بمنعه من المشاركة فأبدى امتعاضه بتوجيه رسالة الشديدة اللهجة والمؤرخة في 16 كانون الأول 1932 الموجهة إلى لجنة الطعون الدائمة في عصبة الامم. حيث استنكر فيها ما أقرته وتعمدها اهمال حقوق امتنا وشعبنا مبيناً أن القرار المتخذ لا يتطابق مع التوصيات المقدمة من قبل اللجنة سابقا ً. وأن القرار الأخير لا يضمن أمن ووجود ومستقبل شعبنا وامتنا في وطنه وهذا ما نرفضه.
تم محاصرة دار قداسته في بغداد من قبل الامن والشرطة ووجهت له تهديدات صريحة بتصفيته اذا لم يمتثل لاوامر وقرارات الحكومة العراقية ومستشاريها من البريطانيين. لكن البطريرك مار ايشاي شمعون لم يهتم بتلك التهديدات لايمانه المطلق بقضية شعبه ولم تثنيه تلك التهديدات عن عزمه للمضي قدما في الدفاع والمطالبة بحقوق شعبنا وامتنا المشروعة. وامام هذا الموقف القومي الشجاع والثبات المبدئي انطلقت الحرب الدعائية والاعلامية المسمومة والملفقة والكاذبة من قبل مستشاري الاستعمار الانكليز والحكومة العراقية في مناطق ومدن وقرى محافظات الموصل ودهوك وكركوك واربيل اضافة الى مركز بغداد لتشوية سمعة البطريرك و أنصاره ومؤيديه …
 بعد مجزرة سميل الدموية السيئة الصيت والسمعة بحق ابناء شعبنا الاشوري في السابع من اب عام 1933 اقدمت الحكومة العراقية على نفي البطريرك مار ايشاي شمعون وعائلته الى جزيرة قبرص وسحب الجنسية العراقية منه. سنوات النفي قضاها في قبرص مع افراد عائلته. سافر إلى مدينة شيكاغو بولاية الينوي الامريكية سنة 1940 حصل على الجنسية الأميركية. وفي عام 1949 انتقل إلى مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا . استشهد البطريرك مار ايشاي شمعون على يد المجرم دافيد ملك إسماعيل أمام منزله في مدينة سان هوزيه في ولاية كاليفورنيا بتاريخ 6 تشرين الثاني عام 1975 حيث مارس مهامه بطريركا لكنيسة المشرق  لغاية يوم إستشهاده. واليوم يسود تسائل وتعجب واستغراب بين اوساط  كنيسة المشرق بشكل خاص وبين اوساط ابناء شعبنا بشكل عام. عن اسباب عدم اقرار كنيسة المشرق يوم السادس من تشرين الثاني من كل عام. لاحياء ذكرى استشهاده في كنيسة المشرق. نظرا لتاريخه الحافل ولما قدمه لكنيسة المشرق ولشعبه. ولمواقفه المستميتة للدفاع عن حقوق شعبه في المحافل الدولية واستشهاده من اجل قضية شعبه. اسوة بما يتم احياء ذكرى اغتيال البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون. من هنا نتوجه الى البطريرك مار آوا الثالث والى اعضاء سينهادوس كنيسة المشرق. ليتم ادراج هذا الاقتراح في جدول الاعمال السنهادوس القادم. ليتم تحديد يوم السادس من تشرين الثاني ذكرى احياء اغتيال البطريرك مار ايشاي شمعون.