المحرر موضوع: رحيل رسام الكاريكاتير العراقي منصور البكري بعد استنفاده علبة الوانه  (زيارة 453 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحيل رسام الكاريكاتير العراقي منصور البكري بعد استنفاده علبة الوانه
ان الرسام البكري، واحد من اهم الرسامين الذين تركوا بصمة لا تمحى في الرسم الكاريكاتيري العراقي، وكان في اخر لحظاته في المشفى ينتج كل يوم رسما لشخصية معروفة في حقول الثقافة المختلفة، وقد كتب في اخر ايامه:
"أعزائي واحبابي من العائلة والاصدقاء، اليوم كان آخر يوم إقامتي في المستشفى وتعداده ٣٩ وقد رسمت اليوم عملين بورتريه لكافكا ونشرته قبل قليل والفنان الفرنسي تولوز لوترك الذي اشتهر برسومه في الطاحونة الحمراء وصار عنوانا مهما للسواح الاجانب في باريس، وكما تلاحظون أن الألوان انتهت تقريبا من علبة ألماءية لاني هتكتها هتك وعدت أرسم بألوان البني والأحمر والأخضر والمزج بينهما لاكتساب الوان جديدة لأن اللون الازرق والتركواز والاصفر البرتقالي قد نفذوا من العلبة ولكن لكل مشكلة حل، هذا البورتريه رقمه ٤٠ حيث مكثت في المستشفى ٣٩ يوما وسارسم لاحقا رسوم أخرى في هذا الدفتر واكمله، فيه ١٠٠ ورقة وسابيعه في إحدى معارضي، كانت الإقامة مفيدة جدا بالنسبة لي واستغليتها بالرسم لأنني لن اعمل عملية وليس عندي اي الم وعندي طول الوقت ... اشكركم احبائي على مواصلتكم معي وتعليقاتكم الفريدة واعاهدكم ببذل الجهد لرسوم أهم وافضل في المستقبل، وساحضر لمعرضي بداية السنة القادمة ... اكتب لكم الآن من مرسمي في برلين، تحياتي لكم جميعا أينما تقيمون ... اخوكم منصور البكري".
كتب زميله خضير الحميري، عن اخر ايام البكري: "في ماراثون التسعة والثلاثين يوما من مكابدة المرض في ذلك المشفى البرليني، كان منصور يكرس حبه للفن والجمال والحياة بإصرار أثار إعجاب كل محبيه ومتابعيه وأطباءه وممرضاته وممرضيه، كان يرسم وينشر في كل يوم شخصية تركت أثرا وأثارت إعجابه يوما ما، موسيقيين وممثلين ورسامين وسياسيين ومناضلين ورياضيين، كافكا، دالي ، بيكاسو، براندو، هاريسون، رودان، فالتس، راسبوتين، جون واين، سكارليت، كاريراس، إيلا فيتزجيرالد، جاك نيكلسون، بافاروتي، أنجريد بريجمان، كلينت إيستوورد، غاندي، جيفارا، هيتشكوك، مايكل جوردان، روبرت دي نيرو، ديلاكروا، أديث بياف...حتى أتمها..(39) لوحة بعدد أيام الأستشفاء، و ... في أول يوم خروجه وتشافيه.. يصاب بفايروس كورونا.. ويودعنا سريعا.. ليكون منصور هو اللوحة الأربعين .. اللوحة التي سنتذكر إبداعها وطيبتها أبدا..".
حينما نشر منصور البكري علبة الوانة المستنفدة، احسست وقتها ان نضوب علبة الوانه المائية كانت دلالة رمزية لنضوب لحظاته في هذه الحياة.. وقد كان حدسي في محله.. فقد رحل رسام الكاريكاتير، والبورتريهات الكاريكاتيرية منصور البكري