ماهو مستقبل البطريرك ساكو والكنيسة الكلدانية بعد الضربة الاخيرة !
حاولنا بقدر الإمكان أن نبتعد عن هذه المواضيع ولكننا لانجد انفسنا في النهاية غير مغموسين فيها ( حتى لو ابتعدت عن الوطن فالوطن لايبتعد عني ) !
حصلت ضربة كبيرة وقد تكون القاضية في مستقبل البطريركية والكنيسة الكلدانية برمتها ، إن لم تشمل مجمل الكنائس الاخرى معها في هذه السنة الكبيسة .
حتى لا نتسلسل ونتعمق بإسهاب في نوعية الضربة ( حتى الاطرش سمع صوتها ) سنختصر ونقول ماذا بعد الفرقعه الكبيرة ! كيف ستتصرف البطريركية والكنيسة خاصة بعد أن كانوا قد سبقوا الطبلة وتبرأوا من صوتها ! كيف ستتعامل مع القادم ! هل ستبقى متبرئة أم ستحاول التمايل وبالتالي التغير وقبول الهولة ! هل ستحاول المشاركة وأخذ ما يمكن اخذه من تلك الحشدة ! أم ستبقى ملتزمة بتبرؤها وبالتالي معاداتها وماهي نتائج تلك المعاداة ! أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم وبقوة ( حتى اشد من قوة الضربة نفسها ) لمعرفة النوع القادم والمستقبل المنتظر .
بعد أن سيطر الحشد البابلوني على الشارع المسيحي فلا يمكن للكنيسة غير إختيار احد الطريقين ، أما التعامل مع الحشد بإعتباره الجهة الاقوى او الابتعاد اكثر فأكثر !
فلا يمكن أن تبقى الكنيسة رافضة ومانعه لهذا الحزب ( المسيحي ) الذي اكتسح الشارع ومعاداته إن لم يكن بيدها ما يمكن تفجيره في طريقه ! وبما إننا نعلم وفي ضوء المعطيات والمتغيرات الارضية بأن اختيارات البطريركية شبه معدومة إذاً ماهو الحل !
فصل الدين عن السياسة وبالتالي عن الشارع ! هذا هو احد الإحتمالات بالرغم من هشاشته وضعفه في قوة مقاومته . ربط الدين بالسياسة ! في هذه الحالة ليس أمامها غير التنازل والإعتراف بالحشد الذي تبرأت منه الامس ( كل خيار ابشع من الآخر ) . المشكلة أخاف يطلع حشد مو عراقي ! إحنا ناقصين !
إذا كان ما نسمعه ونراه هو الحاصل فهذا يعني إن القضية المسيحية وحقوقهم التاريخية قد تمت مراهنتها وربطها بقرار غير قرار مسيحي . فكل مطلب مستقبلي إن لم يكن مبارك وموافق عليه الحشد الداعم فليس له نور على ارض الواقع . فمثلاً أي مطالبة بالحكم الذاتي او الحماية الدولية او جزء من السهل وغيرها ستكون مُحرمة من قبل الحشد الداعم ( شنو قوات غربية ، شنو سهل مسيحي ، شنو حكم ذاتي ، شنو بطيخ ) ! اعوذ بالله ! آسفين لاتوجد موافقة !
إذاً على الكنيسة أن تضع يدها بيد الحشد الذي يُسيطر ولكنه بقوة الحشد الشيعي الإيراني ! أن تضع الكنيسة يدها وتربط مستقبلها بحشد غير مسيحي هذا ابشع من الحل الأول .
لا اعتقد هناك أي امل امام البطريركية والكنيسة غير أن تحاول التركيز على الهجرة ! المسيحية إنشقت وإنقسمت وأخذت ابعاد اقوى واكبر من المسيحية والكنيسة نفسها ! فلا يمكن للكنيسة أن تبقى في معزل عن المعطيات والمتغيرات الارضية وأن تُهمش نفسها وتقوقعها داخل قارورة محاصرة من كل الجهات . حتى إن حاولت إظهار ذلك ولكن الى متى ! الاحزاب المسيحية المسيطرة في وادي وهي في وادي آخر ( هاي مو خوش شغلة ) !
وإذا ما حاولت الكنيسة في ذلك فسيضطر الحزب الحاكم بفصل وعزل تلك الكنيسة عن أي خطوة سياسية او قرار يكون لايخدم المصالح العليا للحزب الداعم ( إي هو الشيعي لعد منو ) ! والبطريركية لم تتعود على مر العصور من تقزيمها وإبعادها عن المشهد السياسي ومهماكانت ألوانه ! إذاً هي في مأزق إنقلابي غير مسبوق ووقت مر يمر عليها وعلى مستقبلها ! الإبتعاد قاسي قساوة الإشتراك فما عليها فعله ! ترك الارض والهجرة أو التخبئة والبقاء في خلف الكواليس وبالتالي ستضمحل رويداً رويداً إلى ان تنتهي وخاصة إذا ما شاءت الاقدار وطالت الضربة ( يعني صوتها ) لفترة زمنية اطول من صبر البطريرك والكنيسة والقلة الباقية المرتبطة بهم .
أنا أشم ( شميّت وخَلاص ، شنو هسة يلله راح إتشم ) رائحة النهاية ! رائحة التجزئة والإنشقاق للكنيسة وجماهيرها واحزابها السياسية ! الامس يونادم كنا قدم التهاني للحشد الشعبي وغداًسيلحق به الآخرون ، وبالتالي إنحياز كافة الاحزاب السياسية للأمر الواقع وإن كان غيرواقعياً ، والكنيسة مَن ومَن ستحارب او تُقاوم ! الشعب خانها ! الشعب إنشق فماذا بيدها لتفعله ! يمكن أن تبقى لفترة اخرى ترعى بعض الشؤون الإدارية كتوزيع صناديق الدعم الدولي للعوائل الفقيرة والتي تحوي على علبة شكر وكيلو تمن ( رز ) وعلبة شاي وقطعة صابون وثلاثة قناني زيت ! لاء تمّ سرقة إثنان وبقت قنينة واحدة ! بالمناسبة لماذا ومَن يسرق علبتان للزيت من صندوق الدعم ( مو عيب ) ! معقولة إتكون الكنيسة ( رجالها ) او تكون وزيرة الهجرة كما إتهمها بشير شو بذلك ! والله فكرة !
إذاً حسب الاستنباط الحاضر أمامي والصورة التي نشاهدها لا مخرج أمام الكنيسة غير التفكير في بناء قواعد وكنائس لها في الخارج كي تنتقل إليها في القادم من العقود !
إنني ارى نهاية المسيحية ( كدين ) في العراق وإضمحلال الباقي في صومعات لا تشبه صومعتنا ولا تاريخنا ! النهاية بدأت تلمع في الافق!
لا يمكن للشعوب ............................................ حتى هاي ماجابت هَمها !! شعوب فطيسة !
نيسان سمو 14/11/2021