المحرر موضوع: شكرا للمعلومة .... (قصة قصيرة )  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اسطيفان هرمز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 315
  • الجنس: ذكر
  • افعل كل شيء بالحب
    • MSN مسنجر - www.astefan@hotmail.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://wwwlovelanbd.blogspot.com/?m=0
    • البريد الالكتروني
     قصة قصيرة بعنوان ..

                        شكراً للمعلومة. ...                               

      إستقلّ الحافلة من المحطة الرئيسيه الى العاصمة .
       هي الزيارة الأولى له بعد مغادرته لموطنه الأصلي ، لظروف بلده الصعبة بعد الحرب ، طلباً للاقامة.
        لا يجيد لغة البلد المضيف لكنه يسعف نفسة بالإنكليزية  من خلال تعليمه في بلده الأم .
    يقترب من الخمسين ، وهي في مقتبل عمرها حسب تقديره ،  شعرها الأشقر وبشرتها الناعمة البيضاء،  ولون عينيها الخضراوتين، كأنهما من الأحجار الكريمة بقزحيتها الخضراء وبؤبؤها البُنّي الداكن يسبحان  في بياضٍ ناصع ، وتلك الرقبة الطويلة ورشاقة ساقيها الملتويان على بعضهما والظاهر منهما إلى الفخذ تحت ذلك الرداء الأصفر المزركش بالدانتيل .
      لايمكن ان تكون قد تعدت الثانية والعشرين من عمرها .
 تجلس إلى جواره من عند النافذة ، بيدها كتاب تقرأ فيه وهو أيضا بيده كُتيّب صغير يقرأ فيه عن أحد ابطال الحركات الثورية أثناء الأحتلال الانكليزي لبده.
     كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها وهي ترمقه نظراتها المتكررة ، انتبه لها وبادلها الابتسامة مراعاةً للذوق ،فبادرته السؤال بالانكليزية والابتسامة لازالت على وجنتيها ،كأنها عرفت انه غريب عن هذا البلد .
      لماذا تقرأ بالعكس ؟ فرد عليها مبتسماً ، بل أقرأ بالشكل الصحيح لأن الكتاب ليس بالإنكليزية .
       قالت : وما اللغة التي تقرأ بها ؟.
       قال : أنها العربية التي نبدأ القراءة والكتابة من اليمين إلى اليسار ، بعكس اللغة الإنكليزية. 
       قالت باستغراب وكأن المعلومة تصلها لأول مرة ، اذا اللغة العربية تقرأبالعكس من اليمين إلى اليسار  ؟
قلت : نعم .
همهمت مع هزة رأس....(هممم ) .... صدقني كنت اظنك تقرأ الكتاب بصورة معكوسة ،  اعذرني لفضاضتي ،
قال : لاعليكِ فذلك يحصل غالباً.
      شكراً ، قالتها وعادت إلى كتابها تقرأ والابتسامة لم تفارق وجهها .
       الطريق الى العاصمة طويل  يستغرق بحدود 6 ساعات لذلك طوت كتابها وأمالت رأسها نحو الشباك وغطّت بنوم عميق بعد أن غلب عليها النعاس اللعين .

        إنكب على كُتيّبه الصغير مسترسلا في مغامرات بطله املأ في أن تعود إلى محادثته بعد ان تفيق من غفوتها .

       كعادته كلما تصفح كتاباً أو مجلةً في سفراته تأخذه الغفوة.
 
      أفاق قبل وصول الحافلة الى محطتها الأخيرة لكنه تفاجأ بخلو الكرسي، إلا من قصاصة ورقية، موضوعة على المقعد ، طار فرحاً ، ظناً منه أنها تحمل تلفونها أو موعد غرامي ،
        إنقلب فرحة إلى حزنٍ عميق بعد أن قرأ المكتوب عليها
Thanks for the information.   Bey.         شكرا للمعلومة .... وداعاً

12/ Nov /2021 .
AL HAMZEKY