المحرر موضوع: من تراث وتاريخ كنيسة المشرق (الآشورية)  (زيارة 735 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوآرش هيدو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من تراث وتاريخ كنيسة المشرق (الآشورية)
ترجمة  : يوارش هيدو
‏تنوية : في ما يلي ترجمة من الإنگليزية  لفصلين من كتاب عنوانه:
The Monks of  Kublai Khan emperor of China
Translated from Syriac by Sir E. A. Wallis Budge , 1928

‏(تعريف بالكتاب )
يتناول الكتاب قصة الراهيبين الصينيين  "النسطوريين" برصوما  من خان _بالق  (بكين) ومرقس من كاوشانك. انطلق ‏الرهبان في رحلةقاصدين اورشليم للتبرك بالأماكن المقدسة فيها والصلاة في كنائسها ونيل غفران الخطايا وتحقيق الطمأنينة ‏والسلام لينفسيهما . لكنالراهب الأصغر سناً مرقس  يجد نفسه وقد جعل رئيس أساقفة  وفيما بعد بطريركاً ‏لكنيسة المشرق وتحت اسم ماريهبالاها . ‏أم رفيقه  برصوما فقط عين نائبا أسقفياً عاما  اما للكنيسة في عموم آسيا ، ‏وفيما بعد اختير مبعوثا أو سفيراً فوق العادة للملك  (أرغون) ‏حفيد هولاكوإلى الملك البيزنطي  وبابا روما وملك فرنسا وإدوارد الأول ملك إنگلترة.
‏الكتاب مترجم من السريانية الفصحى ( الكلاسيكية ). قام بترجمته المستشرق الإنگليزي  الشهير  السير والس بدج (Sir Wallis Budge)،‏مع مقدمة قيمة جدا  تحدث  فيها المترجم بأسهاب  عن كنيسة المشرق وعن النزاع بين كيرلس بطريرك الإسكندرية ومار نسطورس 
بطريرك القسطنطينية ‏وعن مجمع افسس سيئ الصيت وعن النشاط التبشيري لكنيسة المشرق‏ وعن أوضاع الكنيسة في العصر الحديث .
o   ‏أن هذا التاريخ السرياني وثيقة بالغة الأهمية لأن كاتبها شاهد عيان لأحداث هامة من تاريخ كنيسة المشرق من جهة ولأنها ‏الوثيقةالوحيدة التي تزودنا بتلك المعلومات من جهة أخرى . تجدر الإشارة إلى أن المترجم إضاف  إلى المقدمة الطويلة لكتابه ‏ملحق يتناولفي الملحق الأول قيام وسقوط الإمبراطورية المغولية  الأولى وعن وضع المسيحية تحت حكم المغول وعن لغة المغول ‏وتنامي قوة الديانةالمحمدية بعد اعتناق بعض الحكام المغول لهذا  المعتقد القائم على العنف ،
o   ‏و بداية فصل جديد من الاضطهاد ضد المسيحيين تمثل في نهب وحرق كنائسهم وإديرتهم  وسلب اموالهم وممتلكاتهم وسبي نسائهموأطفالهم وغير ذلك من الأعمال الوحشية الفظيعة.
‏بينما خصص  الملحق الثاني للحديث عن أثر مهم من آثار كنيسة المشرق في ( هسي _ ان _ فو ) في الصين  ،  اعني المسلة  الشهيرة التيأقيمت  في سنة (781 م) ‏أي بعد وفاة  البطريرك مار  خنانيشوع  الثاني  بسنة واحدة وما زالت المسلة  ماثلة للعيان الى يومنا هذا. ‏و إليكالآن ،  عزيزي القارئ  ، ترجمة الفصلين المذكورين إملاً  أن تستمتع بقرائتهما .  (انظر  ص 146 _ ص 157 )
من الكتاب.
‏الفصل الرابع _  رسامة ( سيامة )  الراهب مرقس  ميطرافوليطاً  ورفيقه  برصوما   نائباً اسقفياً  عاما
 ‏غادر الرهبان جورجيا وقررا زيارة قداسة البطريرك الذي ابتهج برؤيتهما إبتهاجاً  عظيماً وقال لهما : ‏ليس الوقت ملائما للقيام برحلة إلىاورشليم فالأوضاع مضطربة  والطرق مقطوعة ومحفوفة بالمخاطر .  لقد تباركتم
بزيارة بيوت الرب ( الكنائس ) التي تضم ذخائر القديسين ،  وفي رأيي عندما يزور الإنسان تلك الأماكن المقدسة بقلب نقي  ، فإن تلكالزيارة ليست أقل أهمية
‏من الحج إلى اورشليم .  والآن سأنصحكما  أرى من المناسب أن تعيرا لها  اذاناً صاغية  ‏لقد قررت أن أمنح ( مرقس )  موهبة  ‏رسولية  بتعيينه ميطرافوليطاً.
‏اما أنت يا بر صوما فإني جاعلك نائباً  اسقفياً عاماً  ( ساعورا گاوانايا )، ‏وتعودون بعد ذلك إلى بلدكما" .
(انتهى الفصل الرابع )
‏فقال  الراهبان  للبطريرك  ، " لا شك ان كلمة قداسة ابينا هي إلهام من المسيح ربنا  ، ومن لا ينصاع  لها إنما
o    يرتكب انتهاكاً للوصية ،  ‏ومع ذلك فإننا نود أن نبوح برأينا أنا ونكشف  عن مكنونات قلبنا. ‏ نحن لم نأتِ من تلك البلاد القصبة (  الصين  )  لنعود ثانية اليها ، ‏وليس في نيتنا  أن نتحمل من جديد الشدائد والمشقات التي كابدناها. وقد قيل: ان
o   من يتعثر  بالحجر نفسه مرتين هو إنسان  مغفل.
o   وفضلاً  عن ذلك ، ‏نؤكد  بأننا لسنا جديرين بهذه الموهبة . ان  مسؤولية من هذا القبيل صعبة لا يقوى  على تحملها  مخلوقان ضعيفان  مثلنا.
o   ‏وكل ما نجد في طلبه  هو أن نقيم في دير  و نكرس حياتنا للخدمة المسيح حتى مماتنا ." وقال  الجاثليق : "ان  هذه الهبة ‏تناسبكما  تماماً ، والمسؤولية تليق  بتواضعكما . " وعندما رأى الرهبان إن عذر هما  غير مجدٍ قالا: " لتكن
o   مشيئة ابينا " ‏وهكذا تقبل الراهب مرقس  رتبة الميطرافوليط ( رئيس أساقفة ) ‏على يد ماردوخا  ( الأول  ) على ابريشية ( كاتي )  او   كاثاي او الصين الشمالية فضلا عن  ( وأنك ) او  ( هوانك )  وتسمى (  يهبالاها ) ،   كما  تقبل  الراهب
o   برصوما البركة من ماردنخا  ليصبح منذئذ"النائب الاسقفي العام" . ‏بعد ذلك اخذ كل منهما رسالة تعريف بالمهام التي أنيطت بهماصيغت طبقا لمتطلبات الخدمة التي سيقوم بها كل منهما .
o   بعد أيام قلائل ورد تقرير مفادة أن الطريق الذي كانا قد سلكاه  في رحلتهما قد انقطع كلياً وأضحى  من المستحيل  على اي إنسان  ان يسلكه الآن بسبب الحرب التي استعرت بين المملكتين الواقعتين على جانبي نهر جيحون (اوكسس).‏
o   لذلك أضطر الطوباويان (  الراهب بر صوما والميطروفوليط مرقس)  ‏للعودة إلى دير ‏مار ميخائيل في ترعيل ومكثا في  صومعتهما لمدةسنتين تقريباً.
o   ‏وذات ليلة وفيما كان مار يهبالاها نائماً ‏حلم  حلماً وإذا به يدخل كنيسة عظيمة شاهد فيها صوراً  للقديسين يتوسطهم صليب. مد يدهاليمنى ليتبارك به .إلا ان الصليب تراجع مبتعداً عنه وارتفع  حتى بلغ سقف الهيكل  حيث امس به وقبله ثم خرج  من الكنيسة. ‏وماخرج من الكنيسة حتى ابصر  أشجار سامقة جداً ‏محمله بأنواع مختلفة من الثمار بعضها صلب وبعضها الآخر
o   لين  وطفق يقطف وياكل كما أنه قدم بعضاً من تلك الثمار لحشد من الناس كانوا قد تجمعوا
o   هناك  ثم اطعمهم بعد ذلك مباشرة .
o   وعندما استيقظ وهو مضطرب ،  قص حلمة على الراهب برصوما.
‏فسر الراهب برصوما  الحلم قائلا:  أن ذراعك التي امتدت إلى الأمام  لتتبارك ‏بالصليب وصور القديسين تشير بوضوح إلى إنك ستنال مقامارفيعا اي أعلى مرتبة ينالها الآباء أي الأساقفة.  ‏اما قطفك ‏الثمار وأكلها وتقديمك قسماً ‏منها للناس لياكلوا ،
ترمز إلى إنك نفسك ستنعم  بالهبة السماوية التي ستستقر  عليك وبأنك ستجعل كثيرين ينعمون  أيضا بالهبة ذاتها. ‏وفي ليلة أخرى حلم ماريهبالاها ثانية حلما آخر . بدا  له وكأنه جالس على عرش   عالٍ  وابصر
جموعاً  غفيرة   من الناس وقد أحاطوا  به وبأنه كان يعلمهم . وحين شرع  بالحديث بدأ لسانه يستطيل شيئاً فشيئاً حتى أنا الجزء الأكبر  منه خرج من فمه ‏لينقسم  إلى ثلاثة أقسام وعلى أسلحة  كل قسم ظهر شىء يشبه لهيب نار . واما الناس المجتمعون هناك فقد دهشوا دهشةعظيما ومجدوا  الرب الإله. ‏وعندما آفاق من نومه قص حلمه  للراهب  برصوما   الذي قال: " ما هذا بحلم بل هو رؤيا ،   نعم انه يشبه رؤياً،  ولا يختلف بتاتا عن ظهور  " السنة كأنها من نار "  واستقرت على التلاميذ المجتمعين معاً  يوم الخمسين. (  أعمال الرسل3:2 ) ويقيناً  سيحل عليك الروح القدس وأن الكرسي البطريركي سيئول إليك لكي تقوم بخدمته  على اكمل وجه.
‏الفصل الخامس_ مار يهبالاها  ينتخب بطر يركاً
‏في غضون ذلك كان ماردنخا الجاثليق  يعاني من مرض شديد في مدينة بغداد .  وكان العديد من الرهبان والآباء ( الأساقفة) يرون روىشبيهة بتلك التي وصفناها انفاً.  بعد أيام قليلة طرأت  لماريهبالاها  فكرة الذهاب إلى بغداد لزيارة الجاثليق  ليتقبل منه البركة والبيرونة (العباءة الحبرية. )  والصولجان الرعاوي ليحمله معه إلى بلاده. ‏عند بلوغه مشارف بغداد التقاه  رجل من معارفه  وقال له : " ان مار دنخاالجاثليق قد  مات ولكنك إذا حثثت الخطى  وتابعت   السير بسرعة فقد تصل قبيل إتمام مراسيم الدفن."
انطلق ماريهبالاها ‏مسرعا حتى وصل إلى باب الكنيسة وحينما دخلها رأى جموعاً  من الناس تنوح وجموعاً أخرى تصلي . مضى  مسرعاًنحو النعش ووضع  عمامته جانباً و مزق ثيابه وبكى  بمرارة وألم حتى سقط أخيراً على الأرض وكأنه جثة هامدة.
‏بعد  مضى فترة من الزمن رفعه بعض الحاضرين عن الأرض و ألبسوه عمامته  وطفقوا يوآسونه ، وبعد الانتهاء
من الصلوات  التي تتلى على الموتى، و وري جثمان البطريرك الثرى وكان ذلك في الرابع والعشرين من شباط عام (1281م ). عسى ان  تكون ذكراه مصدر  بركة. وعاد الأباء الى القلاية اي المسكن  الذي كان يقيم فيه الجاثليق.
‏وفي اليوم التالي اجتمع  الآباء (أي الأساقفة : المترجم ) معاً لينتخبوا  شخصاً مناسباً يخلف البطريرك الراحل.
 كان الحاضرون في الاجتماع رئيس أساقفة  عيلام ،  رئيس أساقفة تانكوت (  في الصين  ) ، رئيس أساقفة  طيرهان  القريبة من سامراءبالعراق ، ورئيس  أساقفة
طور عبدين، فضلاً عن الاشراف  والنبلاء والوجهاء والكتاب والمحامين والاطباء.  ودار  بينهم نقاش  حول الرجل  المناسب  للجلوس علىالكرسي البطريركي . واخيراً  اتفق  الجميع على ان يكون ( ماريهبالاها )  الرئيس والمدبر لكرسي ساليق_ وقطيسفون .
o   وقد كان  السبب  في انتخابه هو ان الملوك الذين كانوا  يديرون  دفة الحكم  في العالم بأسره  انذاك ،  كانوا من المغول ولم يكن  هناكرجل  اخر غير ماريهبالاها ملماً  بعادات وتقاليد واسلوب  حياتهم  وسياستهم في الحكم  وبلغتهم.  وعندما  اخبر المجتمعون  ماريهبالاها  بهذه الامور ،  اعترض  على اقوالهم معرباً  عن اسفه لعدم  قدرته  على  تحمل  هذه المسؤولية الجسيمة  مبيناً  انهإنسان ضعيف يفتقر  الى الثقافة اللازمة  والتعاليم  الكنسية  وبأن لسانه  يتعلثم.  وتساءل قائلاً : كيف
يمكنني ان أصير بطريركاً  لكم  وأنا اجهل كلياً  لغتكم السريانية  التي من الضروري ان يكون  البطريرك ملماً بها؟ "وبعد إلحاحهم  الشديدأذعن  لرغبتهم  وقبل  بالمنصب . وأبدى  الشيوخ  والكهنة  والإشراف والوجهاء والكتبة وكذلك  الاطباء  جميعاً دعمهم  وتأيدهم لهم.
نهض ماريهبالاها  واتجه نحو دير ( مار ميخائيل)  في ترعيل  حيث كان  يقيم  الراهبان قد سمعوا  آنذاك  خبر  وفاة  الاب المقدس  ماردنخا  وعند وصول ماريهبالاها  استقبلوه بفرح  وآسوه  وأعربوا  عن تأييدهم  لانتخابه بطريركاً. لقد  كان  ذلك شيئاً  صدر  عن مشيئته  الربوعلى الجميع  القبول به .  وقال له  الربان  برصوما: " هذا شأن  الهي  عليك  القبول  به وليس  بمقدورك ان تعفي  نفسك عنه لذلك ،  هلم  نذهب فوراً  الى الملك
(اباكا ) لنرى  ان كان. هو الآخر  موافقاً  على انتخابك
ونتسلم القرار  النهائي.
انطلق  الاثنان  بصحبة جمع من الشيوخ  والوجهاء  والاباء ( الاساقفة ) والرهبان  الى ( اذربيجان)  اذ كان من عادة الملوك تمضية  اشهرالصيف الحارة هناك. وصل ‏الوفد إلى ( الجبل الأسود ) ، المكان الذي كان يقيم فيه الملك وأخبروا  الأمراء الذين استقبلوهم بأنهم يرغبونبلقاء الملك . وبعد أن سمح لهم بالدخول،  خاطب الرهبان  الملك قائلين :  ليعيش مليكنا  المجبل
الى الأبد ! ‏نود أن نعلم جلالتكم بأن الجاثليق  قد مات وأن المسيحيين جميعاً قد اتفقوا بالإجماع على أن يحل محله هذا الميطرافوليط القادم  من بلدان الشرق  للذهاب  الى أورشليم . بماذا يأمر الملك؟!"
‏أجاب ( أباكا)  ان  نقاوة الفكر والضمير هذه لهي جديرة بالإعجاب .  إن الرب الإله يكون مع من يطلبه  ويعمل بمشيئته. ‏أن هذا الرجلورفيقه  قد قدما من الشرق للذهاب إلى اورشليم،  ولم يحصل لهما هذا إلا من خلال مشيئة الرب  . نحن أيضا سند عن المشيئة الإلهية
ونستجيب  لإستعطاف المسيحيين ، سوف يمثلهم كرئيس لهم ويحميهم وسيجلس  على الكرسي " . ثم
‏امسك بيد مار يهبالاها  وخاطبه  قائلا : كن قويا واحكم  وعسى أن يكون  الرب  معك  ويعينك ".
وخلع عليه عبائته  وأجلسه على كرسيه الخاص الذي كان بمثابة عرش صغير ، وأمر أن تنشر فوق مظلة خفيفة كانت  ‏تستخدم لوقاية  الملوكوالملكات  وأولادهم من حرارة الشمس أو من المطر . ‏لكن هذه المظلات كانت في أغلب المناسبات تنشر فوقهم كرمز للاجلال
 والتوقير  . كما منحه  الملك ( بايزا  _ paiza)  من ذهب وهي شارة  الملوك فضلا عن ال ( پوگداني)  ‏أي اوامر مكتوبة تخوله بامتلاك السيادةعلى الجميع،  وكذلك الختم  الكبير الذي كان سابقا مُلكاً للبطريرك  الراحل.  وخصص له مبلغاً  كبيراً  من المال لدفع نفقات مراسم وضع  اليد ( الرسامة ) . ‏ودع   الراهب برصوما  وماريهبالاها  ( ومن معهما ) الملك واتجهوا  إلى بغداد ومنها إلى كنيسة كوخي العظيمة حيث جرتمراسم
‏تكريس قريتها ولا بعدة أدارة دفة سلطة كنيسة المشرق.
وهكذا اعتلى ( ماريهبالاها _المترجم ) الكرسي البطريركي لساليق وقطيسفون من خلال قداس مهيب اقامه ميطرافوليط عيلام الحافظ والقيمعلى الكرسي الرسولي. وبمشاركة الآباء الحاضرين هناك وهم ايشوع زخا  رئيس  أساقفة  نصيبين  وأرمينيا ، ومار موشي رئيس أساقفة  أربيل ،  مار جبرائيل رئيس أساقفة  الموصل  ونينوى ،  مار ايليا رئيس  اساقفة داقوق  وبيت كرماي ،  مار يعقوب رئيس اساقفة  سمرقند ،  مار ابراهام رئيس  اساقفة طرابلس  أورشليم ،  وماريوخنا رئيس اساقفة  أذربيجان فضلاً  عن اربع وعشرين اسقفا  كان  من بينهم ماريوسف اسقف سلامس،  مار ابراهام اسقف اوشنوق ومار يوحنا اسقف شوشتار.
‏جرى هذا السياميذ ( الرسامة : المترجم ) ‏في شهر تشرين الثاني في يوم الاحد الأول لتكريس الكنيسة في سنة 1539 حسب التقويماليوناني ( شهر تشرين الثاني 1281 م ) وكان ماريهبالاها في السابعة والثلاثين من عمره عنده رسامته . ‏وحدث أن جاء الملك ( اباكا)  إلىبغداد في شتاء تلك السنة  وزاره ماريهبالاها   في يوم السبت الذي يسبق صوم الرب ( الصوم الكبير  )  وحدثه عن الأوضاع الحقيقيةللمسيحيين ووجد  تفاهماً  وتعاطفاً  عميقين  من لدن الملك الذي منحة  عطايا  كثيرة و تفويضا
خطياً (  پوگدانا _ امر ) ‏بجباية  ضريبة سنوية لصالح الكنائس والإديرة  والرهبان والقساوسة والشمامسة  بمبلغ  ثلاثين  الف دينار ‏أي مايعادل مئة  وثمانين درهماً (  زوزا ) ‏من الفضة  وبعث البطريرك على الفور رجالاً  لجمع الهبات من مختلف البلدان بموجب هذا الأمر الملكي . بعد أن غادر الملك ( أباكا )  هذه الحياة الفانية ، توقفت هذه العطية . وتغيرت الأحوال ولاحت  في الأفق متاعب لم تكن في الحسبان.