المحرر موضوع: طريق الحرير و طريق الخيانة و ألعمالة و النذالة 28 11 2021  (زيارة 494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طعمة ألسعدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
طريق الحرير و طريق الخيانة و ألعمالة و النذالة 28 11 2021
لا زال كُلُّ ذي حسٍّ و طني، و عراقيٌّ قُحْ نبيل شريف، مخلص لبلده و شعبه، ينادي و يطالب بتوقيع إتفاقية طريق الحرير مع ألصين، لكي يعمَّ ألخيرُ في العراق من جنوبه إلى شماله، و شرقه و غربه، خيرٌ لم يحلم به العراقيون في أحلى أحلامهم أبداً، لكنْ  أسمعتَ إن ناديت حيّاً، لكن لا حياةَ لمن تنادي. فبعض حكام ألعراق ألذين جاءت بهم ألأقدار عن طريق إنتمائهم إلى ألمنظمات ألصهيونية لا تهمهم مصلحة العراق و شعبه، بل هم غارقون في أوحال الخيانة و خدمة ألصهيونية العالمية و ليس بلدهم العراق.
دلّني على مسؤول في أعلى المستويات له تأريخ مُشَرِّف يؤهله لتولي منصبه عن جدارة، و كفاءة علمية، أو أكاديمية غير مزوري ألشهادات ألمجرمين ألذين يديرون دوائر الدولة ممثلين للأحزاب ألإسلامية (أللا إسلامية) و غير الإسلامية، و حتى الكثير من المستقلين، فالفساد و ألغش إنتشرا بين أبناء ألشعب، و خصوصاً ألمهاجرين من القرى و الأرياف، إنتشار خلايا السرطان في ألجسم. و لا يقتصر ذلك على موظفي الدولة، بل يشمل المنظمات و المؤسسات الأهلية. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، أعرف شخصاً ينادونه بلقب دكتور، و يظهر بمقابلات تلفزيونية في قنوات  من مستواه، و أشك أنه حاصل على شهادة الدراسة المتوسطة، و حكمي هذا قياساً على مستواه العقلي و الثقافي أثناء الحديث معه، ولديه مؤسسة تحصل على دعم حكومي كما أظن، و مكتبه عبارة عن  بيت في الكاظمية ليس فيه موظفين، و تهتم مؤسسته بالتنمية الإعلامية (عن طريق علفها بالشعير و الجت و البرسيم و بقايا الطعام). و ألمضحك ألمبكي أنني سألته بوجود شاهد من أقربائي كان يرافقنا: ما هو إسم موقعكم الألكتروني Website، و عنوان مراسلتكم الألكتروني E-mail  ففاجأه السؤال و قال: شنو يعني إي مَيْلْ؟ و من هالمال حمل جمال.
و من الطرائف التي حصلت لي شخصياً، أنَّ أحد زملائي ألطلبة في المرحلة الجامعية كان يحاول أن ينقل إجاباتي في درس الفيزياء لدى الأستاذ فياض ألنجم رحمه الله ألمعروف بأسئلته الصعبة كمدرس من خيرة المدرسين، و كنت أمنعه بواسطة يدي و كتفي لأنه كان جالساً خلفي فلم يستطع تحقيق مبتغاه. و عند إنتهاء الإمتحان عاتبني قائلاً: يا أخي ليش ما خليتني أنقل؟ ألم يقل ألقرآن الكريم: و تعاونوا على البر و التقوى؟ فأجبته بسرعة: أهذا ألعمل برٌّ و تقوى، أم ٌ إثمٌ و عدوان؟ فسكت. هذا شأن ألغشاشين و ألفاسدين، يظنون أنّ بإستطاعتهم جعل ألدين كالعجينة، يلوكونه كيفما شاؤا، و يحللون ما يحلو لهم، و يحرمون ما لا رغبة لهم فيه، و هم لا يخدعون إلا أنفسهم، و عقاب ألله شديدٌ يوم ألحساب.
لا أريد أن أمدح نفسي، لكني أتذكر أنني كنت أيام الدراسة منذ الطفولة أكره ألغش و الغشاشين، و أعتبر هذا العمل جبناً و خيانةً، و أُمثَّل ألطالب ألذي يغشُّ بمثل من يغُشُّ أو يسرق أباه، لأننا تعلمنا في البيت و في المدرسة أنّ ألمعلّم بمقام ألأب، يجب أن يُحَبّ و يحترم ويبجّلْ. و رحم ألله ألشاعر أحمد شوقي ألذي قال:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجــــــــــــــــــــ يـلا ***** كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعَلِمْتَ أشرفَ أو أجــــــــلَّ من الذي  ***** يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
هذه مكانة ألمعلم ألتي يستحقها فكيف نغشَّهُ في الإمتحانات؟ وغشّ ألمعلم، إن إرتكبه عديم أخلاق و تربية، فهو يغشّ نفسه و والديه أيضاً. و هو إن لم يتعلَّم دروسه، فلا خاسر إلا هُوَ، هُوَ. و ألغش أنواع، و أكثره رذالةً و خيانةً و وضاعةً هو تزوير ألشهادات، فيخون ألمزوِّر أمة بأكملها، و وطن رباه وغذّاه و شرب من ماء دجلته و فراته، و يستلم من أموال ألشعب مالاً حراماً عليه يغذي به أطفاله و عائلته كاللص الحقير تماماً.
أكاد أن أقولَ، لا توجد دائرة حكومية تخلو من مزوري الشهادات. و شمل ذلك حتى القضاة حماة العدالة، فإشتروا لأنفسهم الوضيعة شهادات دكتوراه مزورة لتولي أعلى ألمناصب، فعلى من نعتب إذا أصبح حامي البيت حراميها كما يقول المثل الشعبي؟
صعد إلى قمة ألسلطة في العراق أشخاصٌ أعرفهم حق ألمعرفة، كانوا يتملقون لي بمناداتي أستاذ، رغم عدم حبي لمثل هذه الألقاب لأنني لا أشعر بالنقص، بل أعرف قدر نفسي، و سيعرفون أنفسهم إن قرأوا هذه ألمقالة، إذا كانوا يقرأون، و هم بلا قاعدة شعبية، بل يستندون على ركائز إستعمارية و صهيونية أتت بهم إلى ألسلطة، و ستبصقهم خارجها متى شاءت. هؤلاء لم يحققوا قفزة في إنتاج ألكهرباء، لأن الطاقة الكهربائية محرك ألصناعة لدى القطاع الخاص ألذي بنى دول العالم كما كتبت مراراً، و لم تبنها ألحكومات المترهلة الكسولة. فالقطاع الخاص يختار خيرة المهندسين و ألعلماء و ألإختصاصيين، و يدفع لهم أضعاف ما تدفعه الحكومات ألتي هي في العالم الثالث ملجأ و حاضنة قليلي ألكفاءة و الفاشلين إلا ما ندر، فلكل قاعدة شواذ. وكهرباء متوفر بأسعار مناسبة يعني صناعة وطنية، و إزدهاراً للإقتصاد، و إمتصاصاً للبطالة، و رفع مستوى دخل الفرد العراقي، و نهضة في مستوى التعليم كنتيجة للنهوض الإقتصادي، و هذا ما يتمناه كل وطني غيور، و يقف ضده كل عميل خائن مأجور، فهل وصلت ألرسالة؟
و على ألحكومة، إن كانت تمثل ألشعب و مصالحه، أن تنضم إلى طريق ألحرير من أجل بناء الوطن و رفاه ألمواطن، و على ألرجل ألشجاع الأصيل أن لا يكون حذاءً بأقدام ألصهيونية، أو ألأميركان لأنهم سيحتقرونه كخائن لشعبه و خائن لوطنه دون أدنى شك.
و رحم ألله أحمد شوقي الذي قال:
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـــــــــــةَ عِلمهم ***** واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحـــــــــــــيـاةَ مُقيّداً ***** بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا

سقراط أعطى الكـــــــــأس وهي منيّةٌ **** شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غــــــباوة ***** فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلــــــــــوبِ كثيرةٌ ***** ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا
                                                                             طعمة عزيز ألسعدي               
                                                                         لندن 28 11 2021