هل تأخر العالم في محاربة الإرهاب ؟
نعم لقد تأخر العالم كثيراً في محاربة الإرهاب لأسباب كثيرة ، ولم يضع النقاط على الحروف
كما يقال ، ولم يقم بواجبه الإنساني كما يجب لأسباب شتى ، منها المصالح ومنها ضبابية الرؤية
ومنها النأي بالنفس لئلا تتفاقم الأمور أو الخوف من التهديدات والعواقب التي تخاف منها الدول ،
فالإخوان المسلمين التي إنبثقت معظم المنظمات الإرهابية من رحمها التي إستلهمت أنشطتها
وافكارها من أدبيات الإخوان ، منها القاعدة وداعش وبوكو حرام وطالبان وحزب الله وغيرها
من المنظمات الإجرامية بحق بلدانها والعالم ، ولا زالت تركيا الإخوانية تحتضنهم وتدعمهم .
وللأسف لا تزال بعض الدول لم تستوعب الدرس ، متمسكة بما يسمى حقوق الإنسان ،ولكن
هل إلتفتت إلى حقوق الضحايا بالعودة إلى تاريخ هذه المنظمات الإرهابية وسلوكها والجرائم التي
يشيب لها الولدان والإبادة الجماعية التي ارتكبتها في بقاع كثيرة من العالم وغسيل الأموال
والإتجار بالبشر وبيع المخدرات والإغتصابات ؟ أين كانت حقوق الإنسان من هذه الجرائم ؟
وعلى دول العالم أجمع أن تتعاون في تبادل المعلومات الأمنية والإستخبارية وتبادل المجرمين
والقبض على أعضاء هذه المنظمات الإرهابية قبل ارتكابها لجرائمها ومحاكمتهم بأشد العقوبات
ليكونوا عبرة لمن إعتبر ، وهذا يتطلب تغيير القوانين لتتماشى وتتناسب مع مستوى ألإجرام .
والإخوان المسلمون كحزب إرهابي غايته الوصول إلى الحكم بأية وسيلة حتى إن لم تكن شريفة
والقاعدة وداعش وبوكو حرام وحزب الله وطالبان وغيرها ، أثبتت بالقول والفعل والسلوك إنها
لا تتوانى بإرتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية للوصول إلى غايتها ، حتى الإبادة الجماعية ،كما
حدث في العراق بحق اليزيديين من قبل داعش ، وفي المانيا يحاكم عراقي بتهمة الإبادة الجماعية
لليزيديين ، فهل يستيقظ العالم من سباته ويعي الخطر المحدق به للقيام بواجبه الإنساني ؟ والقيام
بهذا الواجب المتأخر خير من عدم القيام به أبداً ، والآن الآن وليس غداً ، لقطع دابر هذه المنظمات
الإجرامية بحق الإنسان والإنسانية جمعاء ، فالقاعدة وبوكووطالبان وحزب الله وغيرها من المنظمات
الإرهابية إذا ما سنحت لها الفرصة وتراخى العالم بملاحقتها ستعود إلى سابق إجرامها واكثر ،
لأنها تتبع المبدأ الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، ومثلما يقول المثل المصري : ( تتمسكن حتى
تتمكن ) ، فهل وصلت الرسالة ؟ نتمنى ذلك من الأعماق ...
بقلم : منصور سناطي