المحرر موضوع: القتل الرحيم للإسلام السياسي!  (زيارة 583 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
القتل الرحيم للإسلام السياسي!

مقدمة :
مبدئياً إخترعت البشريّة الأديان لتكون علاقة خاصة بين الإنسان وربّهِ!
غرضها الأساس الإستناد لقوة ماورائية عظمى تنصرهُ على أعدائهِ في الحياة الدُنيا التي يحياها ,وفي الحياة الآخرة (التي يتخيّلها)!
إنّما عندما تصبح هذه العلاقة ,علاقة عامة جَماعيّة شعبية ,فهذا يعني أنّها تحوّلت الى شعائر ومَظاهر لذلك الدين .أحياناً من أجل الفرح المشترك (في الإحتفالات والأعياد والمناسبات) ,وأحياناً من أجل التعبّد الجماعي (كالصوم والحج وما شابه) .لحدّ الآن الأمور بخير ولا بأس في ذلك رغم الهدر الإقتصادي غالباً للوقت والمال الملازم لتلك الشعائر والتعبدّات!
المهم أن لا يكون منها ضرر على باقي البشر!
لكن عندما يشتغل رجال أو نساء بنشر وترويج تعاليم هذا الدين أو ذاك سوف يُسّيسون الدين ,وربّما يصاحب عملهم الكذب والتزوير والفساد والإستغلال البشع لمشاعر الناس ,عن طريق تهييجهم بطرق مشروعة أو غير مشروعة ,لتحقيق أغراض رجال الدين أنفسهم أو سياساتهم الذاتية!
من هنا نشأ مايسمى الإسلام السياسي من دين الإسلام على سبيل المثال,
كذلك العديد من الحركات والأحزاب السياسية (في أديان أخرى)!
أغلب تلك الحركات السياسية المغطاة بعباءة الدين ,لا ترقى للعلاقة الروحية السامية المفترضة في أي دين بالأخص ما يُسمى سماوي!
ولمن يسأل / متى نشأ الإسلام السياسي وأمثالهِ؟
أجيب تقريباً منذ اللحظة الأولى لنشوء هذا الدين أو ذاك ,مع الإختلاف في بعض التفاصيل!
ففي المسيحيّة بدأت السياسة زمن الإمبراطور قسطنطين العظيم ,عندما إعتنق المسيحية وأعلن مرسوم ميلانو عام 313 م ,وسنّ يومها قوانين وسياسات تتفق مع مباديء المسيحية حسب فهمهِ الخاص!
بينما في اليهودية التوراتية (أولى الديانات الإبراهيمية) اُستخدمت السياسة منذ البداية ولحدّ قيام دولة إسرائيل الحديثة ,وما زالت!
عموماً على الدوام ,كانت هنالك مجاميع من البشر تؤمن بدين معين ثمّ تتجه لإستغلال ذلك الدين لجني منافع عن طريق نشر رسالتها الدينية!
بإختصار شديد يتحوّل الدين من عبادة وعلاقة خاصة بين الإنسان وربّه الى مصلحة وتجارة وأعمال (بيزنس) تشمل تفاصيل الحياة كلّها!
***
صورة تمثل الموت الرحيم!


فكرة القتل الرحيم / هل هي رحمة أم نقمة؟
عملياً وعلمياً مثلما هناك غريزة الحياة ,مقابلها هناك غريزة الموت!
فنحن نعلم أنّ غريزة حبّ البقاء (إيروس) ,تقابلها غريزة غير معروفة على نطاق واسع لدى الغالبيّة إسمها غريزة الموت (ثاناتوس) .
هذه الأخيرة تحدّث عنها عالم النفس الأشهر (سيگموند فرويد) ,وحسبه تعمل هذه الغريزة على تدمير وتفكيك المترابط ,ويظهر عملها في سلوكين مُحددين هما :
الرغبة في إيذاء الآخر (الساديّة) ,الرغبة في إيذاء النفس (المازوخيّة)!
من جهة أخرى / هل سمعتم عن رصاصة الرحمة؟
تلك التي يطلقونها على الحيوان المُحتضر (فرس السباق مثلاً) كي ينهون مُعاناتهِ ,إذ لا أمل يُرتجى من بقائهِ حيّاً لبضع ساعات إضافية يُصارع فيها سوء العذاب!
بالنسبة للإنسان المصاب بمرضٍ قاتل لا محالة ,والميؤوس من شفائهِ نهائياً ,إبتكروا مصطلح (الموت الرحيم) لمن يطلب ويتمنى ذلك الموت!
لماذا يُسمى قتلاً رحيماً؟
لأنّه يُنهي معاناة وعذاب لا ينتهيان إلّا بالموت ,فهو رحمة إذاً لا نقمة!
بينما عالِم البايولوجي (ريتشارد داوكنز) إستخدم هذا التعبير على سبيل المَجاز فكتب :
[إنّ داروين قاد بنظريته للتطوّر والإرتقاء عملية قتل رحيم لفكرة الإله]!
على كلٍ ,بما أنّ أغلب عقلاء الكوكب يُجمعون على أن لاشفاء يُرتجى من الإسلام السياسي وأمثالهِ من عقائد شموليّة ,فلا بَديل لخلاص البشرية منها سوى فنائها .والأرحم بالطبع سيكون القتل الرحيم!
لكن كيف ذلك والإسلام السياسي لن يطلب هذا بنفسهِ ,بل يريد البقاء والمزيد من التمدّد والإنتشار في جميع أرجاء الكوكب؟
الجواب يقرّره قادة وعلماء وزعماء وفلاسفة العالم عبر مؤتمر عالمي علني يستمر لوقت طويل يناقش القضية على مهل وتأني وعلميّة وواقعية فربّما يتوّصل هذا المؤتمر الى قرار (القتل الرحيم للإسلام السياسي) عبر إعلانه حركة فاشية نازية عنصرية يتوجب إجتثاثها!
***
الخلاصة:
تُجّار الإسلام السياسي يعملون ضدّ الحياة ضدّ السلام ضدّ المحبّة ,مع الموت والحروب والكراهية!
هم لا ينتجون منفعة للبشرية ,لا إقتصادية لا إجتماعية لا نفسيّة ولا حتى إنسانية!
حضورهم وكلامهم وتعاليمهم تقود للقلق الدائم والإحباط وكراهية الحياة!
ورغم أنّهم اليوم في موقف لا يُحسدون عليه وفي تراجع مستمر منذ ظهور الإنترنت وكوكل ووسائل التواصل والإتصالات الحديثة ,هذه التي كشفت زيفهم وأكاذيبهم وخزعبلاتهم . وقد أصبحوا في موقف دفاعي لأجل البقاء وليس هجومي (كما داعش وأخواتها) ,لكنّهم مع ذلك لن يطلبوا عملية (الموت الرحيم) لأنّهم قاصرين عن معرفة ما ينفعهم أو يضرّهم .وسوف يستمرون بتدمير الحياة كلّما إستطاعوا لذلك سبيلا .
من هنا يأتي إقتراحي بموتهم الرحيم ,إذا إتفق (المؤتمر العالمي المُقترح) على هذهِ الوسيلة!
على كلٍ رغم إقتراح البعض فكرة (الموت البطيء) للإسلام السياسي عن طريق بقائهِ وإنفضاح أمرهِ تدريجياً لجميع الناس , لكنّي أظنّها طريقة مُكلفة تدفع البشرية لمزيد من التضحيات الجسام بالأرواح والأموال!
أقول (الموت الرحيم) بقرار عالمي هي الوسيلة الوحيدة  حسب ظنّي ليرتاح الإسلام السياسي ويُريح!
وأضيف أوّل مَنْ سيربح ويهنأ من هذا القرار هم المسلمون الطيّبون أنفسهم ,لأنّهم سيتخلصون من السرطان الخطير الذي كان ينمو داخلهم!
[مليئة هي الأرض بالفائضين عن اللزوم ,والحياة قد داخَلها الفساد بسبب هذا الفائض من الفائضين] هكذا تكلّمَ زرادشت / نيتشه!


رعد الحافظ
1 ديسمبر 2021