المحرر موضوع: قلق حزب الله على حليفه المسيحي يعزّز رغبته في تأجيل الانتخابات  (زيارة 579 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31485
    • مشاهدة الملف الشخصي
قلق حزب الله على حليفه المسيحي يعزّز رغبته في تأجيل الانتخابات
أجندة حزب الله الطرف المهيمن على القرار السياسي اللبناني تضع مصير الانتخابات اللبنانية على المحك.
العرب

حزب الله لا يريد أن يدخل انتخابات نتائجها غير مضمونة
بيروت- قالت أوساط سياسية لبنانية إن تحذيرات زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحية سمير جعجع من سعي حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر لتأجيل الانتخابات لها ما يبررها على أرض الواقع، مشيرة إلى أن حزب الله لا يريد أن يدخل انتخابات نتائجها غير مضمونة له أو لحلفائه ويمكن أن تفضي إلى خسارته الأغلبية الحالية.

وقالت الأوساط إن حزب الله يخاف بالدرجة الأولى على حظوظ شريكه في التحالف التيار الوطني الحر الذي تراجعت نسبة الثقة فيه داخل بيئته المسيحية التقليدية بينما نجحت كتل وشخصيات أخرى في ملء الفراغ الذي تركه، خاصة في ظل ارتهان مستقبل التيار بفرض جبران باسيل على رأسه كونه صهر الرئيس ميشال عون.

وتشير التوقعات إلى أن أداء التيار المتراجع سيعطي فرصة خاصة لحزب القوات اللبنانية من أجل التوسع على حسابه، وأن تصريحات جعجع الداعمة لإجراء الانتخابات في موعدها تخفي اقتناعه بأن بوسعه أخذ الكثير من حصة التيار.

◄ ليس لحزب الله أي مشاكل حاليا في السيطرة على الوضع السياسي والأمني في البلاد، ويستمر في التصرف كحزب مهيمن

وأضافت هذه الأوساط السياسية أن حزب الله أجرى تقييما داخليا للوضع السياسي الراهن ولحظوظ الحزب وحلفائه في الحصول على نتائج شبيهة بالتي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية، وأن التقييم أفضى إلى تسجيل مخاوف جدية على حظوظ الحزب في مناطق سيطرته خاصة لدى الفئات الشبابية.

وحذّر التقييم من أن الشباب في مناطق سيطرة الحزب، وحتى الذين يُعَدّون مِن أنصاره، قد يختارون مقاطعة الانتخابات، خاصة مع تراجع الإنفاق السخي الذي كان يقدمه في مناسبات سابقة؛ وذلك تحت تأثير العقوبات المفروضة عليه وعلى الداعم الرئيسي له، أي إيران، فضلا عن الصعوبات التي بات يلاقيها في الحصول على الأموال من أنصاره في الخليج بسبب التوتر الحاصل حاليا.

ولا يريد حزب الله أن تجرى الانتخابات في ظروف يطغى عليها تعكّر المزاج العام ويتنامى فيها الغضب على الطبقة السياسية التي تم تحميلها مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، وأنه يعتقد أن تأجيل الانتخابات بالرغم من مساوئه سيكون أفضل من إجرائها دون التأكد من تحقيق نتائج جيدة. كما أن هذه الضبابية قد تفسح المجال لصعود تحالف برلماني من خصوم الحزب الذين بدأ عددهم يتزايد.

وليس للحزب أي مشاكل حاليا في السيطرة على الوضع السياسي والأمني في البلاد، ويستمر في التصرف كحزب مهيمن، خاصة وأن الطبقة السياسية في أغلبها تصطف وراءه وتنبري لتدافع عنه حتى دون أن يطلب منها، وتخوض معاركه الخارجية بدلا منه.

وحث المانحون الغربيون، الذين يعتمد عليهم لبنان في وقف انهياره المالي، على إجراء الانتخابات. وقال السياسيون من كافة الأطياف، بمن في ذلك حزب الله ، مرارا إنه ينبغي إجراء الانتخابات وإلا ستتلقى البلاد ضربة أخرى.

وكان سمير جعجع قد قال الثلاثاء إن حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر سيعملان على تأجيل الانتخابات أو تعطيلها لأنهما شبه متأكدين من أنهما سيخسران الأكثرية النيابية التي بحوزتهما.

سمير جعجع: الاستمرار في الوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة

وأضاف من مقر إقامته في بلدة معراب الواقعة في الجبال المطلة على بلدة جونيه الساحلية أن “الاستمرار في الوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وهذا هو الموت الذي من الممكن أن نصل إليه… من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جدا وهي عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أي وقت آخر”.

وقال إنه دون انتخابات في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه بالأغلبية “سترى المزيد من الشيء نفسه”، في إشارة إلى الانهيار المالي في لبنان الذي تقول الأمم المتحدة إن الأزمة جعلت 80 في المئة من شعبه في حالة فقر.

ومضى يقول “أهم شيء الآن الانتخابات النيابية لنخرج بأكثرية نيابية مختلفة، ماذا إذا اللبنانيون لم يتحملوا مسؤوليتهم ورجعنا إلى الأكثرية النيابية ذاتها، العوض بسلامتك، سيستمر الوضع على ما هو عليه”.

ورد عضو مجلس النواب عن حزب الله إبراهيم الموسوي على تصريحات جعجع بالقول إنها “كذب” و”افتراء”، وذلك في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الحكومة.

وشكل لبنان حكومة تضم معظم الأحزاب السياسية الرئيسية في سبتمبر بعد شلل سياسي على مدى 13 شهرا، لكنها لم تجتمع منذ ما يقرب من 50 يوما بفيتو من حزب الله وحلفائه الذين اشترطوا إقالة طارق بيطار المحقق العدلي الذي يحقق في انفجار مرفأ بيروت وتجرأ على استدعاء وزراء سابقين ونواب محسوبين على حلف حزب الله.

وأعلن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الأربعاء أنه يتريث في الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء ويسعى لإيجاد حلّ. لكن من الواضح أن هذا الحل غير ممكن حاليا في أجندة حزب الله الطرف المهيمن على القرار السياسي اللبناني.

وتبددت آمال ميقاتي في حشد المساعدات الإقليمية والدولية بسبب أسوأ أزمة دبلوماسية منذ سنوات بين لبنان والسعودية التي سحبت سفيرها وطردت المبعوث اللبناني وحظرت الواردات من لبنان على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.