الأخ الفاضل شمعون كوسا الجزيل الإحترام
نأسف لسماع هذا الخبر المؤلم ( وفاة العلامة والمؤرخ الكنسي الأب المرحوم ألبير أبونا - الذي أنتقلت روحه الطاهرة الى الأخدار السماوية هذا اليوم السبت 04 كانون الأول من العام 2021 عن عمر ناهز 93 سنة ).
وكما نشكركم كثيرا على كلمة الرثاء المؤثرة بحق الراحل الكبير الأب ألبير أبونا، وفيها بينتم محطات مهمة وثرة من مسيرة حياته وحضرتكم كنتم شاهدا على إحدى أهم هذه المحطات التي كان فيها الأب ألبير يدرس اللغة الآرامية وآدابها في معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل.
كان الأب الراحل ألبير أبونا بحق قديسا بتواضعه وخدمته وإيمانه وعطائه الثر وكنوزه الكتابية، فهو لم يهتم أبدا في مسيرة حياته بما يصبو عامة الناس وحتى بعض رجال الذين، من جاه وشهرة وماديات الحياة، حيث كان يعطي ولا يأخذ ويعمل في الخفاء لخدمة الآخرين، لا في العلن كما أصبح هدف إنسان اليوم، وكان يتضع بالرغم من مكانته المعنوية والعلمية والأدبية السامية.
نصلي ونتضرع الى الله الآب كي يعطيه الراحة في الفردوس الأبدي ليستريح في ملكوت الرب الذي من المفترض أن يكون قد أعد لأناس من أمثاله، ولقديسيين زرعوا المحبة والطاعة ومثلوا قمة العطاء الروحي والإيماني كما كان يفعل في حياته دوما.
شخصيا كنت قريبا من الراحل الكبير الأب ألبير أبونا في تسعينيات القرن الماضي عندما أصبح كاهن كنيستنا “ كنيسة مريم العذراء سلطانة الوردية “ في منطقة الكرادة خارج ببغداد، ولمست كل هذه الصفات العظيمة في شخصيته المتواضعة، فبالإضافة الى واجباته وإلتزاماته الكنسية والتأليفية والكتابية كان يزور المسنين والمقعدين في منطقتنا، من الذين كانوا يطلبونه للمجيء الى دورهم للإعتراف وكان يناولهم القربان المقدس مع ظرف فيه مبلغ من المال ليس لحاجتهم للمال وإنما تكريما منه للتخفيف عنهم وعن عجزهم وعوقهم.
في فترته طور المدرسة الإبتدائية - مدرسة مرجعيون - التي كانت تتبع الكنيسة بإدارة الراهبات وطور قاعة المناسبات التي قرر أن يكون تأجيرها مجانا وخاصة في التعازي، وألغى المظاهر البيروقراطية والروتين الذي كان يتبعه الذين قبله.
كان الأب ألبير قد حاضر في جمعيتنا ولأكثر من مرة مستعرضا نتاجاته في التأليف الكنسي والتاريخي واللغوي، وكانت قاعة الجمعية وحديقتها تعج بعشرات الزوار الذين يأتون لسماع محاضراته والإستفادة من كنوزها.
يبقى الراحل الكبير العلامة الأب ألبير مؤرخ كنيستنا الحديثة وكاتب سير القديسين وحامي لغة كنيستنا التي سماها بالآرامية تيمنا باللغة التي تكلم بها سيدنا المسيح له المجد.
الرابط أدناه إقتبسته قبل قليل من موقع البطريركية الكلدانية في بغداد وفيه ينعون الأب الراحل ألبير أبونا رحمه الله، في هذا الرابط توجد صورة للأب ألبير وهو بلباس الرهبان ويقف من يساره الأخ الكاتب يوحنا بيداويد - إنها فعلا صورة تاريخية -.
https://saint-adday.com/?p=46680إرحمه يا رب إرحمه 🤲🙏