المحرر موضوع: الحرية في قول ما نريد، والحر في قول ما هو صحيح  (زيارة 1378 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرية في قول ما نريد، والحر في قول ما هو صحيح
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

الحرية بحسب مفهومي لها

لا أجزم بأني موفق في إختيار العنوان، محاولاً أن أبين فيه وجهة نظري في ما سيطرح من بعده، وعسى أن يكون الأختيار صائباً. بيد أن الحرية كما نعرفها شعبياً، هو أن اعمل ما أريد وافكر كيفما أريد، وأقول ما أريد، دون ضغط خارجي او تدخل، وهنا ممكن أن تتقاطع مع حرية الآخرين، لذلك من الصعب تبني هذا المعنى للحرية، وإلا غدت الفوضى عارمة.
في موقع ويكابيديا وجدت فقرة اعجبتني في تعريف للحرية:
التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات
 وما يهمني هنا هو العبودية للذات بسلبياتها وإيجابياتها،  فقد تكون السيطرة فيها إستحالة، ومن الصعب أن نثق كثيراً بآراء وافكار من هو أسير ذاته، خصوصاً عندما يتبنى قناعات فكرية خارجة عن المنطق، أو مواقف تخضع لمزاجه او عناده، ويعتبرها جزء من شخصيته وقد تكون مبنية على مبدء (خالف تعرف).
والأنسان الحر الذي يعي ما تعني الحرية ويحترمها، لن يقدم حريته على حساب حرية الآخرين او يضر بها، وبذلك لا تكون آراءه  مبنية على قناعات مزاجية، بل المنطق الصحيح في الغالب، ومواقفه لا تخضع لحسابات خاصة او خلل نفسي، بل المصلحة العامة أهمها.
حرية الرأي والنقد
ونرى محاسن ومساوئ أستخدام الحرية في الرأي والنقد، فمن جانب نقول حرية الرأي مقدسة، وحق يجب أن يصان شرعا، لكن التمادي يجعلها مشوهة ومقرفة، وكذلك النقد، حيث لا يوجد شخص او فكر اعلى من النقد، لكننا نتوق إلى نقد مبني على أسس صحيحة وليس على مشاكل شخصية ونفسية ومصالح خاصة او تبعيات.
ولدى أستفساري عن حالات معينة في حديث خاص مع أحد المتختصين من الذين أثق جداً بمعلوماتهم، وبعد أن بينت له حالات سلبية معينة وطلبت منه تخشيصها علمياً، لم يقصر الرجل في تزويدي بمعلومات تستحق الوقوف عند كل منها، ومن الصعب جمعها في هذا المقال، كونه ومهما طال، لا بد وأن يحدد بصفحات قليلة، لذا أقدم أعتذاري للمحترم كوني أختصرت الكثير من جهده، واعتذار آخر كوني وضعت رأي الشخصي بعد التعريف العلمي، وبالتأكيد لن يرتقي إى المستوى الأكاديمي.

أخترت بعض المصطلحات والتعريف عليها باللون الأزرق، وبتصرف مع تعقيب
والسؤال يطرح أمام القراء، ولهم حق الأجابة: من ينطبق عليه قسماً منها؟

التعويض
موازنة القلق النفسي الناشئ عن حدث ما او موضوع ما عن طريق انجاز في ميدان اخر اي تغطية جوانب الضعف عن طريق ابراز جوانب قوة معينة
اكثر من يدغدغهم مصطلح التعويض، هم اولائك الذين كانوا في زمن ما بمركز قيادي يأتمرون على المساكين، ولا يصدقون لغاية اليوم بأنهم مواطنين مثل الآخرين، فما ان يدخلوا في خلاف إلا وتخرج كل السلبيات التي يحملها القادة العفلقية أيام المقبور، وبداخلهم مقتنعين بأن الخصوم سترضج لجبروتهم الذي لم يبقى منه سوى الأطلال.
التسامي
تحويل الصراعات والنزعات الغريزية غير المقبولة الى نشاطات ومجالات مفيدة وتسلية مقبولة اجتماعيا مثل الفنان والشاعر وممارسة الرياضة او اي عمل يكون مثير للاعجاب، والتسامي غالبا ما تظهر عند الشخص العدواني والعنيف والخائف والحزين.
قد يكون هذا الوصف إيجابي برمته، لكن الويل وكل الويل عندما يكون هذا التسامي من أجل درء العيوب  ومحاولة التكابر على حساب ما يعطى للآخرين، ومثل هذا لا يقبل سوى التقييم الإيجابي، كونه قيّم نفسه بالأساس وجعلها تسموا على كل المتسامين شاكلته، ولشدة خوفه من الخسارة حتى وإن كان هو سببها، يعود إلى حالته الطبيعية كشخص عدواني وعنيف.
التبرير
حالة لاشعورية يعطي الفرد فيها اسبابا لافعاله واقواله غير المقبولة، ليقنع نفسه  أولا بانه على حق، ولا يكتفي، بل يحاول إقناع الآخرين تحت أي مبرر.
واقرب مثال على ذلك، نراه في البعض الذين سبق وأن كانوا ضمن تنظيم ما، ولخلاف شخصي مع شخص، طالب كل اعضاء المجموعة أن يقفوا معه بالضد من الغريم، ولكون ذلك محال مع العقلاء، فما كان عليه سوى الأسراف في النقد مبرراً ذلك بمفاهيم يمكن أن تدحض بسهولة، وهيهات من لا يتفق مع افتراءاته وعدوانيته؟
 
العبودية للذات
أعود لهذه النقطة المهمة تحديداً، ولا اعرف إن كان لهذا النوع من العبودية شيء من قصة نرسيس الذي عرفناه بالعقدة النرجسية، حيث إن الصراع كبير ومختلف بين تأليه الذات والعبودية لها، وكلاهما يصبان في نفس الحفرة التي يقع فيها المتكبر والمتعاظم بنفسه.
لذا يصعب التعامل مع تلك الشريحة، كوننا منطيياً نتعامل من إنساناً مثلنا، إنما كواقع نفسي، نكون أمام شخصية مريضة في تعاليها، يخال نفسه بأنه اعظم واكبر شأنا من الآخرين مهما كانوا.
مثل هؤلاء من الصعب تصديقهم في كل ما يخرج منهم من نتاجات فكرية او فنية، ولا نأخذ بجدية نقدهم وآراءهم، كونها لا تخرج من منطق الفائدة والبناء، بل من باب التكبر والأستعلاء في الرأي والمبالغة فيه.
فمن يبالغ بحجم نفسه لن يأخذ منه تواضعاً
ومن يكابر في نفسه لن بجنى منه طيبة
ومن يتعالى على غيره لا يكسب أحتراما، بل مجاملة مهما علا شأنه
المناصب خلقت لقيادة اشخاص للمكان الذي يكون فيه القائد او يصبو له
والمواهب وجدت لنفع الآخرين وليس لأستصغارهم
وتباً لقلم يكتب صراعات الكاتب النفسية
والأنسان هو من يتسامى بحريته والحرية تسموا به
واجمل أنسان هو من كان حرا في إنسانيته
والحر هو من يقول الحق لأجل الحق فقط
ومن يعرف الحق يحرره
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد زيد ! هكذا كان وسيستمر حال وتصرفات الانسان !
القسم من هذه الحالات تجدها مرضية عضوية او نفسية دون علم صاحبها بها !
القسم الآخر وراثية ويدخل في هذا الجزء التاريخية ايضاً ! اي هذا الشخص ينظر للوراء ( تاريخه ) ثم يتقدم حسب ذلك التاريخ ! يعني هذا هم مريض !
القسم الثالث هو بسبب الجهل والتخلف ! وهنا النسبة تكون اكبر ! واعتقد هذه هي علة الشرقي بصورة عامة !
اغلب الامراض التي ذكرتها في كلمتك تخف او تنعدم مع الشعوب الواعية ! الشعوب التي تعلمت بصورة صحيحة كالحرية والديمقراطية والنقد والرأي الآخر وغيرها ( كل يوم يذهب رئيس وزراء هولندا الى مكتبه بدراجته الهوائية ) !
الظروف والتربية الحياتية والبيتية والمدرسية لها تأثير هي الاخرى !
ولكن انا اليوم وبتواجد هذا الإنفتاح والاتطلاع على العالم وشعوب وتجارب الأخرين اعتبرها امراض او اعراض تخلفية جاهلية !
يعني كل واحد يتميز بإحدى تلك الصفات إبتعد عنه لأنه متخلف ! والله بهيچي حالة لازم ماتطلع من البيت !
في كل الاحوال نحن شعوب لاتستحي وفوگها متخلفة ! وانا اتحدث عن نفسي قبل الآخرين ! تعال خلّص نفسك من هاي الورطة !
عندما لا يدرك الانسان معنى الانسانية او لا يستوعبها فهو كالحيوان لا اكثر ولا اقل ! إي مو إحنا ناقصين حيوانات !
الضمير والإنسانية والعدالة هي إلله الارض ومن لا يملكها لا إله له ! والله فكرة !
راح نسكت هنا قبل أن ننقصف ! تحية طيبة !

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ زيد ميشو المحترم

لا أبالغ ولا أجامل إن قلتُ: لم أقرأ مقالة عميقة بمعناها وهادفة بمضمونها وتصف واقعنا مثل مقالتك هذه. نعم، الحرية هي ان تلتزم وتقيّد ذاتك، من أجل حرية الآخر. عداها ومثلما اوضحتَ، تصبح فوضى.

أقتبس من كلامك، لنرى نتائج الحرية، عندما لا تُستغل بالشكل الصحيح.

(حالة لاشعورية يعطي الفرد فيها اسبابا لافعاله واقواله غير المقبولة، ليقنع نفسه  أولا بانه على حق، ولا يكتفي، بل يحاول إقناع الآخرين تحت أي مبرر.
واقرب مثال على ذلك، نراه في العض الذين سبق وأن كانوا ضمن تنظيم ما، ولخلاف شخصي مع شخص، طالب كل اعضاء المحموعة أن يقفوا معه بالضد من الغريم، ولكون ذلك محال مع العقلاء، فما كان عليه سوى الأسراف في النقد مبرراً ذلك بمفاهيم يمكن أن تدحض بسهولة، وهيهات من لا ييفق مع افتراءاته وعدوانيته؟) انتهى الاقتباس.

كل شخص مسؤول وصاحب مبدأ، له أساسيات في ما يؤمن به (ستراتيجية)، وعليه ان يبقى أمينا لهذه الاساسيات، وان لا يتركها ويهجرها لاسباب ثانوية وشخصية، كما أتى في الاقتباس أعلاه. والاخطر من ذلك، الطعن بها ومحاولة التأثير عليها وتحجيمها، والتخندق مع من كان بالامس معارضا. هؤلاء ومن هم على شاكلتهم، أصحاب نظرة ضيقة، ويعتقدون عن جهل، بانهم على صواب.

 النقد البنّاء حالة صحية، لتقويم وتصحيح بعض الجزيئيات التي تحدث نتيجة العمل، لكن دون المساس في الفكر الستراتيحي الاساسي. وهذا لا نراه عند البعض، الذين نوّهتَ عنهم في مقالتك هذه. فهل يعترف هؤلاء بأخطائهم ويعودوا الى المسار الصحيح، لربما لا يسمح لهم بذلك كبرياؤهم وجبروتهم. تقبل تحياتي....

سامي ديشو - استراليا

 

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ العزيز نيسان سمو
تقول في ردك بأن الأمراض المقصودة تنعدم مع الشعوب الواعية، ولا اعرف إن كنت سأتفق معك أم لي رأي آخر.
غالبية الأمراض نراها في اشخاص موجودين في دول تعتبر الحرية فيها مقدسة، ويحملون جنسية الشعوب الواعية، ومع ذلك، برزت تلك الأمراض أكثر من قبل، لتصبح بشعة جداً
المشكلة أخي الكريم هي في القناعة ولا اعرف من أين يأتون بها، حيث نراهم مقتنعين جداً بأنهم سويون وتفكيرهم صحيح!
نعم اتفق مع ما ذكرت، من بفتقر إلى الأنسانية والعدالة ومشكوك في ضمبره لا إله له ولا دين.
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الشماس العزيز سام ديشو
أشكرك على تقييمك الإيجابي للمقال
اكثر ما استغرب له هو تغيير القناعات لأسباب اقل ما يقال عنها تافهة
والأغرب من ذلك هو أحتقاره لما كان عليه سابقاً، تماما كالذي يرفع رأسه ويبصق في الهواء.
بالحقيقة لدينا جميعا الكثير من الأمثلة للأسف الشديد، بالأمس كان مدافعاً واليوم يصف بجانب المهاجم، وكأنهم طلاب مرحلة أبتدائية.
للأسف أيضاً، يتم الحكم على الأخضر بسعر اليابس
هناك أشخاص إنسحبوا من تنظيم ما كانوا ينتمون له، وبين الحين والآخر ينتقدون حالة ما في تنظيمهم السابق، او مع اشخاص قياديين فيه او داعمين،  والهدف هو البناء، فقم وضعهم في نفس الميزان وهذا خطأ كبير.
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية