المحرر موضوع: من روائع الشعر الامريكي الكوميديا الالهية هنري وادز ورث لونغفيلو The Divine Comedy Henry Wadsworft Longfellow (1982-1807)  (زيارة 847 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوآرش هيدو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من روائع الشعر الامريكي
الكوميديا الالهية
هنري وادز ورث لونغفيلو
The Divine Comedy
Henry Wadsworft Longfellow (1982-1807)

ترجمة يوآرش هيدو

تنويه: الكوميديا الالهية (The Divine Comedy) في الاصل عنوان الملحمة الشعرية‏العظيمة لدانتي الغيري Dante Alighire((1321_1265 ) اعظم شعراء  ايطاليا ‏على الإطلاق ومن أعلام الأدب العالمي.

‏تتألف الملحمة من ثلاثة فصول أو أجزاء يصف فيها دانتي الجحيم والمطهر فالفردوس في رحلة خيالية قام بها برفقة حبيبته( بياتريس  )Virgilius وبقيادة فرجيليوس(71_19 ق. م)‏أعظم شعراء روما القديمة  وصاحب ملحمة " الانيادة  الشهيرة" .

 وقد قام الشاعر الأمريكي الكبير هنري وادزورث لونغفيلو  بترجمة ( الكوميديا الإلهية)  إلى اللغة الإنگليزية  وذلك أثر فقده زوجته الشابة  التي قضت نحبها في حريق، ‏إذ وجد في ترجمة ذلك العمل الأدبي الكبير ‏عزاء وتخفيفاً لالامه  من هول الفاجعه. ‏وقد اختار لونغفيلو  العنواننفسه لقصيدته هذه تيمنا بملحمة دانتي الخالدة "قصيدة الأرض والسماء ومعجزة العصور الوسطى"‏كما يصفها لونغفيلو ‏في قصيدته هذه.

 ‏كان هنري  وادزورث  لونغيلو  أبرز كتاب عصره رغم انه اشتهر كشاعر  في المقام الأول.  ومعظم صوره  الشعرية في قصيدته (الكوميدياالإلهية )  التي تعتبر واحدة من أجمل قصائده مستلهمة  من ملحمة دانتي.

( المترجم  )


وفيما يلي ترجمة القصيدة:

                       

                 ( 1 )

   

كثيرًا  ما رأيت  بباب  كاتدرائية

عاملاً  يتوقف في ذل وتواضع

نابذاً حمله، وباقدام  موقرة

 يدخل،  رأسماً  علامة الصليب ويركع على الأرض مرددا الصلاة الربانية(1 ).

‏يتراجع  ضجيج  العالم بعيداً

وصخب  الشارع العالي

 يتحول إلى جلبة غير مفهومة.

 هكذا كلما أدخل هنا من يوم لآخر

تاركا  حملي عند باب هذا الدير 

‏راكعاً في صلاة غير مستح من أن أصلي .

 يضمحل اضطراب الزمن الذي يوقع  الغم في النفس أمام الهمهمة التي يتعذر التعبير  عنها بالكلام فيما الأجيال الخالدة تراقب وتنتظر.

       

                      ( 11 )


‏ما أغرب التماثيل التي تزين هذه الأبراج !!

 هذه المجموعة الكبيرة من النصب التي في اكمامها المطوية تبني الطيور أعشاشها،

وبينما هي مظللة بالأوراق يزهر  الفناء والمدخل مثل تعريشة في بستان،  ويبدو  ‏الدير الفسيح مثل صليب  من الزهور !

لكن الابالسة والتنانين على الافاريز  ‏

تراقب المسيح الميت  بين اللصين الحيين، (2)  وإلى اسفل يتدلى  يهوذا الخائن! (3)

 اواه !  من آية الأم مبرحة  في القلب وفي الدماغ

من أي ابتهاج يدوس على اليأس ،

من أي حنان ، من أي دموع ، من أي كره للباطل

بل من أي صيحة غاضبة لروح  معذبة،

 انبثقت قصيدة الأرض والسماء هذه ،

هذه الأنشودة الخالدة ،

معجزة العصور الوسطى ! (4)

             

             (111)

‏أدخل  فأراك في ظلام الممرات ،

 أيها الشاعر المحزون  ! (5 )

واجاهد كي  أجعل خطوات تجاري خطواتك .

الهواء  ممتلىء  بعطر مجهول ،

جموع الموتى المصلين يفسحون  لك المكان لتمر،

وتتألق  الشموع النذرية 

مثل الغدفان (6)

التي تسكن بساتين الصنوبر في راڤينٌا. ( 7 )

 و تطير الأصداء المرفرفة  من ضريح إلى ضريح. 

ومن كراسي الاعتراف اسمع أصواتاً تردد المآسي المنسية ، ومناحات  تتصاعد من سراديب الموتى من تحت ،  ومن ثم اسمع صوتاً  سماوياً  يبدا

‏بالكلمات المحزنة ، "وأن تكن خطاياكم ‏

كالقرمز "  ،  وينتهي ب "مثل الثلج."(8)

       

‏                  (IV)

‏في حجاب ثلجي البياض  و وشاح كأنه من لهب

تقف امامك  تلك الكائنة  التي من زمن بعيد

 ملات قلبك الفتي بالهيام والمحن(9 )

‏التي منها انبثقت أنشودتك بكل روعتها وعظمتها،

واذ تلفظ اسمك في تعنيف قاس،

 يذوب الجليد الذي حول قلبك مثل  ثلج

 يكسو  قمم الجبال ، وفي  فيض  مفاجىء  يأتي متدفقاً من شفتيك  في نشيج من الخجل

فتعترف   انت اعترافاً  كاملا ، ويتألق  جبينك المرفوع بشعاع  يحاكي ضوء الفجر وهو يبزغ على غابة مظلمة وتشرب  من نهري النسيانوالذاكرة (10)

فتستعيد الحلم  وتنسى الاسى- وأخيرا يأتي الصفح الكامل الذي هو سلام كامل.

           

‏                    (V)

ارفع ‏عيني وإذا بجميع النوافذ تتوهج بصور القديسين والرجال الأبرار الذين قضوا نحبهم شهداء الإيمان الخالدين الممجدين،

 والوردة العظمى ( 11 )  فوق اوراقها  تعلن

 انتصار المسيح ،  ويمتلىء  الهواء  بالأغاني الملائكية الرائعة  ،  و بياتريس واقفة بجانب دانتي مرة ثانية غير معنفة  هذه المرة ،  بل تبتسمبكلمات ثناء  . ثم يعزف الأرغن  وإذا أجواق  غير منظورة   تترنم  بأغاني المحبة والسلام اللاتينية القديمة

وبركات الروح القدس ،

والنواقيس ‏الشجية بين الأبراج

فوق السطوح وعبر السماء من علًِ

 تعلن نبل المضيف!  ( 12 )


‏             ( VI )

‏يا نجمة الصبح والحرية ! ( 13 )

يا جالب الضياء الذي تشرق عظمته

فوق ظلمة  جبال الاپنين  ،

يا بشير  الفجر الاتي!

ان أصوات المدينة والبحر،

أصوات الجبال والصنوبر

تردد أنشودتك، حتى تغدو الابيات المألوفة

ممرات للفكر الإيطالي!

لقد انتشر ضرامك في كل اتجاه من كل القمم

بين أمم الارض جميعاً، ويسمع صوت

كأنه عزيف ريح عاتية، والرجال الأتقياء،

غرباء روما ، والمهتدون الجدد ،

يسمعون بلغاتهم الخاصة(14)  كلمتك المدهشة

فينذهل كثيرون ويرتاب كثيرون.

                 

                 **************


- الهوامش-

- ( 1 ) اي  " أبانا  الذي في السموات...الخ

- ( 2 ) ‏صلب يسوع بين لصين  أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وقد اعلن ان  يسوع  اسلم  الروح فيما  كان اللصان  لا يزالان حيين . (يوحنا  19: 30- 33 ) 

- (3 ) ‏إشارة إلى يهوذا الأسخر يوطي الذي ندم على تسليمه سيده  فمضى  وشنق  نفسه على شجرة. ( متى  27-5 )

- ( 4 )‏يقصد الشاعر بذلك (الكوميديا الإلهية ) لدانتي.

- (5)  اي دانتي اليغيري.

- (6 ) ‏جمع غداف وهو طائر يشبه الغراب  او غراب  القيظ كما يسمى.

- (7 )  راڤينا  (Ravenna )‏ مدينة  إيطالية في اميلية  قرب الأدرياتيك أحبها  دانتي كثيرا و أوصى بدفنه فيها.

- (8 ) ‏إشارة إلى ما ورد  في سفر اشعيا  ( 18 :1 ) والمطهر  لدانتي ( 98: 31 ) .

- (9 )  اي بياتريس ( Beatrice Portinari ) حبيبة دانتي.

- (10 ) ‏إشارة إلى ما ورد في المطهر من الكوميديا الإلهية حيث يشرب دانتي من نهري(Lethe ) ‏الذي يسبب النسيان و( Eunoe) ‏الذييعيد الذاكرة.

- (11 ) ‏في الفردوس تنتهي رحلة دانتي  برؤية  العذراء والثالوث الأقدس  ومن حولهم القديسون  في فردوس على شكل تويج وردة عظيمة.

- (12 )‏إشارة إلى العشاء الأخير أو العشاء الرباني.

- (13 )  ‏يعتبر دانتي  "نجمة الصبح"  بالنسبة  لايطاليا  على وجه الخصوص لانه نادى  بالحرية والديمقراطية.

- (14 ) ‏إشارة إلى سفر أعمال الرسل( 6: 2 -7 ).