تأبين أخ عزيز و صديق رائع رائع قلَّ مثيله هو ألمغفور له الشيخ بكر محمود رسول
لا أعرف كيف أبدأ، و أنا الضليع في الكتابة، و كيف أُؤَبنُك في ذكرى وفاتك الأولى يا أخي ألعزيز.
شيخ عشائر ألبجدر، و وزير سابق رائع، و إنسان قلَّ مثيله، ليته لم يمت، و عاش ألف عام أو أكثر. فهو فارس الشجاعة الأروع، و بطلها المقدام بلا حدود، وذو كرمٍ و مروءة تعجز عن و صفهما الألسن، و قلب يختار من الأطفال من نبذهم المجتمع (الظالم) بسبب عاهة، أو قبح أو علّة لمساعدتهم قبل غيرهم، لا يختار ألنظيف الجميل، ويفضل عليه القبيح العليل، و تلك هي أخلاق ألأنبياء و القديسين يا أخي العزيز. لا أنسى يوم زرتني في بيتي قرب شارع الكاردنز في عمان في ثمانينات القرن الماضي تاركاً الوزارة و الإمارة في العراق، و مفضلاً الإبتعاد عن حكم الجلاد المقبور صدام الذي حاول إغتيالك في مطعم الواحة في تلاع العلي في عمّان، و نجّاك ألله بفضله و فضل حارسك الشخصي. و لا أنسى كيف إختارك جميع أعضاء جامعة الدوَل العربية، بدون إستثناء، أميناً عامّاً لمنظمة العمل العربية، و أنت عراقيٌّ من إخوتنا الكُرد، و لست عربيا. نعم، إختاروك لأنك ألأفضل و الأنبل، فكرموك بعدما الطغاة شردوك و في بلاد الغربة لاحقوك.
و فوق كل ذلك كنت يا أخي الكريم علماً من أعلام الثقافة و القراءة الجادة المتميزة، و فقدانك ترك شرخاً في حياة أصدقائك و محبيك، و أنا من أوائلهم، إن لم أكن أولهم. و لا شكّ أنّك من أحباب رب كريم رحيم سيحسن عقباك، و لعلي بعد أجلي أراك، و تقر عيناي بلقاك، فأسأل الله عز و جل أن يرفع من قدرك في مثواك، فإنّي أشهد لك، كما شهدت لك خير شهادة أمام ألحكومة ألكندية يوم لجأت إليها هرباً من جلاوزة ألمقبور صدّام، فقال لك موظفو الهجرة الكندية: هذا الرجل صادق في كل كلمة قالها، فوافقوا على لجوئك إلى بلدهم. أشهد أنّك كنت من خير الأنام، ضاحك الوجه، بهيّ الطلعة، جميلٌ ودود غير حقود، و تلك هي أخلاق ألفرسان، وسيَرِ الشجعان، و مبادئ الخلق الرفيع طول الزمان. رحمك الله يا أخي العزيز، و لا أفضل من مغفرة رب الأكوان، حفظك إلى ألأبد في أفضل ما لديه من جنان.
أخوك ألمحب دوماً أبو ريم، طعمة عزيز السعدي، صديقك و صديق كل الأفاضل و الأكارم و النبلاء و الشجعان.