المحرر موضوع: الكلام الممنوع / القسم الرابع  (زيارة 587 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 464
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلام الممنوع / 4
3 ــ يمكننا  وصف الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية بالفترة التي شهدت أكبر هجرة للآشوريين باتجاه الغرب ، مع الاخذ بنظر الاعتبار الزيادة في السكان مقارنة بسنوات الثلاثينات والاربعينات  ، حيث أن تل الفترة شهدت الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت والتغيير الذي شهده العراق ، والعمليات الإرهابية  والهجمات ضد الكنائس ومناطق تواجد الاشوريين  بالإضافة الى  الاحداث الأمنية والعسكرية  والميليشاوية  التي تعرض لها العراق ( منطقة سهل نينوى )   وكذلك سوريا ( الخابور ) والخ  ,, وبما أدى الى تفريغ مدن بغداد والبصرة والموصل وكركوك ومناطق سهل نينوى والخابور من الاشوريين / المسيحيين .
4 ــ  وهنا لا بد لنا من الإشارة الى نقطة مهمة تتعلق  بالفرق بين نزوح الاشوريين والعراقيين بصورة عامة ضمن حدود اوطانهم في الشرق الأوسط المتمثلة بالسكن في مخيمات للنازحين التي تفتقر الى الكثير من مقومات العيش الكريم  وبين استقرار الاشوريين ( وغيرهم ) وقبولهم كلاجئين سياسيين او قبولهم من النواحي الإنسانية في دول المهجر المختلفة كأوروبا وامريكا وأستراليا ، حيث نجدهم يتمتعون تقريبا بنفس الحقوق لسكان تلك البلدان من نواحي السكن والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي  وتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات وبالتالي إمكانية الحصول على فرص العمل والتجارة وغيرها بالإضافة الى احترام حرياتهم ومعتقداتهم الدينية .
5 ــ ونتيجة للتواجد الآشوري الكثيف نسبيا في بعض دول ومدن المهجر واستقرارهم هناك  ، أتجه الاشوريون الى تأسيس العديد من المؤسسات القومية  والأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية والاجتماعية و المؤسسات الدينية (  الكنائس ) .. بالإضافة الى تأسيس قنوات تلفزيونية فضائية   تابعة لبعض الأشخاص أحيانا او تابعة لمؤسسات مختلفة أحيانا أخرى  .. وأذاعات محلية او قادرة على التواصل مع الآشوريين في العالم .. ولا يفوتنا أن نذكر وصول او صعود عدد من الاشوريين  الى برلمانات ومجالس البلديات والمناصب الأخرى  لتلك البلدان .
6 ــ  لكن ما يدعو الى الأسف الشديد ، أن الآشوريين لم يستثمروا  تواجدهم في المهجر رغم  الحرية التي يتمتعون بها ورغم كل امكانياتهم المادية وبكل الفرص الأخرى المتاحة لهم  لطرح القضية الآشورية في المنابر الدولية .. لا بل يمكننا القول ان الاشوريين في المهجر قد فشلوا تماما في المحافظة على القضية الاشورية المتوارثة من الثلاثينات  .. وفشلوا أيضا  حتى في تكوين قضية اشورية  على  ضوء ما تعرض له الشعب الاشوري خلال العقود القليلة الماضية .
7 ــ حيث أخذوا معهم من الأوطان الشرق أوسطية التي هاجروا منها الكثير من الصفات السيئة المتعلقة بالولاءات العشائرية والمذهبية والطائفية والمناطقية والكنسية وغيرها .
8 ــ لذلك فأن الحرية وحرية التعبير والحرية السهلة التي تتيح تأسيس الأحزاب والجمعيات
التي تضمنها قوانين ودساتير دول المهجر قد أستغلها الآشوريون على العكس مما كان ينبغي .. أذ جرى استغلالها واستثمارها بالإتجاه الذي يكرس فرقتهم وانقساماتهم السياسية والقومية والكنسية والعشائرية  ..
9 ــ فبالإضافة الى الفدريشن الذي تأسس  في أمريكا سنة 1933  والاتحاد الاشوري العالمي  الذي تأسس في فرنسا سنة 1968 ..  قامت الأحزاب السياسية في العراق ببناء تنظيمات حزبية لها ( فروع ) في دول المهجر ، بالإضافة الى  أحتواء العديد من المؤسسات والجمعيات  الأخرى  بالاستفادة من بعض أعضائها الموالين لتلك الأحزاب ..
مع قيام بعض المؤسسات القومية والسياسية وفي المهجر بإنشاء تحالفات مع الأحزاب الاشورية في العراق والاوطان الأخرى تبعا لحالة المد والجزر التي رافقت عمل وأداء تلك الأحزاب  .. وبموازاة ذلك شهدت الساحة القومية في المهجر انبثاق وتأسيس العديد من  المؤسسات القومية والجمعيات والأحزاب كما أشرنا في  الفقرة 5 أعلاه .
10 ـ لكن يمكننا أن نختصر الطريق عليكم  ونؤكد على حقيقة جوهرية  واحدة ، وهي .. أن المهجر الآشوري قد فشل تماما في الحفاظ على الوجود الآشوري في أوطان الشرق الأوسط  أو الحد من الهجرة على الأقل  : ..
أولاً : لأننا اذا نظرنا الى طبيعة العمل القومي والسياسي للآشوريين في المهجر ، فأننا سنجده وكأنه نسخة طبق الأصل من العمل القومي والسياسي الآشوري في العراق وسوريا وبقية اوطان الشرق الأوسط من حيث القواسم المشتركة التي تتسم بالانقسامات والتشظي .
ثانيا : كما ذكرنا سابقا ، فأن آشوريي المهجر قد استفادوا واستثمروا قوانين ودساتير دول المهجر المتطورة التي تسمح أحيانا لثلاثة اشخاص بأنشاء تجمع اجتماعي وثقافي او رياضي  معترف به حكومياً .. فكان هذا عاملاً مساعدا لتكريس الانقسامات وتفريخ عدد من الجمعيات والاتحادات والمؤسسات المختلفة .
ثالثا : وكان للتطور التكنولوجي وأنتشار الأنترنيت ووسائل الاعلام  والتلفونات المحمولة تأثيرا كبيرا على الأعلام  من ناحية عكس صورة غير حقيقية للواقع القومي والسياسي لمؤسسات المهجر القومية والسياسية ..
رابعا ــ فبصورة عامة  .. كان ولا يزال  كل ثلاثة اشخاص واحيانا أقل ، يطلقون على أنفسهم  ، الجمعية الفلانية والمؤسسة الفلانية  او الاتحاد الفلاني  أو فرع الحزب الفلاني ..
خامسا : ويمكننا ان نقول ، أن الأسماء البراقة والضخمة التي كان يختارها أصحاب  تلك المؤسسات لأنفسهم كانت بمثابة بالونات هوائية كبيرة ولكن فارغة إلا من الهواء ، فعلى سبيل المثال لا الحصر .. هناك فدريشن ( أتحاد آشوري ) باسم  كل دولة من دول المهجر ، وأحيانا ونتيجة  للانقسامات  نجد أكثر من اتحاد او فدريشن في الدولة الواحدة  يسمى باسم تلك الدولة ، مرورا باسم القارة التي يتواجد فيها  كالاوروبي والاسترالي وغيرها  وأحيانا أخرى يتم تسميته باسم القارة التي يتواجد فيها   .. واحيانا أخرى ، يأخذ تسمية العالمي ، والخ .
سادسا : من جانب آخر ، فأن القاسم المشترك بين معظم مؤسسات المهجر السياسية والقومية وحسب المعلن في مبادئها وبرامجها السياسية  .. كان يتمثل بالولاء للهوية القومية الآشورية ، والكفاح من اجل الكيان القومي للشعب الآشوري  وحقوقه المشروعة على ارضه التاريخية ، والمطالبة بأقليم آشوري او الحكم الذاتي  وغيرها .
سابعا : لكن ما يثير استغرابنا وتساؤلنا باستمرار ، أنه رغم تلك القواسم المشتركة التي توحي بأن كل مؤسسة وحزب واتحاد هي نسخة طبقة الأصل مع بعضها ، إلا أنها فشلت تماما في الوصول الى تأسيس أطار قومي او تحالف جبهوي  قادر على التعبير عن معاناة وطموحات شعبنا الآشوري ولو ضمن حدوده الدنيا .. وكان ذلك الفشل واضحا جدا لأبناء شعبنا الآشوري ، لأنه كان دائما العنوان البارز والنتيجة النهائية لكل الاجتماعات والمؤتمرات التي عقد خلال السنوات الطويلة الماضية في دول المهجر .. لا بل أن تلك الاجتماعات والمؤتمرات كانت فرصة للمزيد من الانقسامات والفرقة وتفريخ مؤساات أخرى كما ذكرنا .
ثامنا : لكننا تمكنا من الاستنتاج  أن أسباب ما نحن بصدده ( ونقصد ، فشل العمل القومي والسياسي الاشوري  في المهجر ) ، يعود الى الأسباب التالية ..
يتبع
BBC