المحرر موضوع: اللقاحات تجمعنا وتفرحنا وتجعلنا اكثر انتاجا وديناميكيه  (زيارة 509 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 338
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اللقاحات تجمعنا
وتفرحنا وتجعلنا اكثر انتاجا وديناميكيه

الدكتور خالد اندرياعيسى
 
 
استعير عنوان هذا المقال من الشعار الذى تبنته منظمة الصحة العالمية عام 2021 عنوانًا لحملتها السنوية أسبوع التحصين العالمي.
وهو الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام والذى يهدف إلى التحصين العالمى بمعنى اخطا ,وتداعيتها، وزيادة مُعدلات التطعيم باللقاحات ضد االأمراض والاوبئه والوقايه.
ومنهالامراض لة لا ترتبط بوباء كورونا الذى نُعانى منه الآن ولكن تتعلق بالتطعيم باللقاحات ضد الأمراض التى أصابت البشرية كلها فى مقتل كالسُل والدفتريا والحصبة والسعال الديكى وشلل الأطفال. وتزداد أهمية هذه الحملة فى الدول النامية التى مازالت تشهد انتشارًا واسعًا لهذه الأمراض فيها وأركز هُنا على ما فرضه وباء مرض الكورونا من تعاون دولى لمكافحة انتشاره والحد منه قدر المستطاع.
فبعد فترة من الأنانية الوطنية وانكفاء ومعاناة كُل دوله مع مشاكلها الصحية والاجتماعيه الداخلية، ثبت للجميع أن هذا الوباء يُمثل تحديا خطيرا وعالميا. ومن ثَم، فإن محاصرته ومكافحته ينبغى أيضًا أن تكون على أساس دقيقه ومجربه علميا وعمليا وعالميا.
وأن الدول الغنية التى نجحت فى تطعيم أعداد كبيرة من سُكانها لن تكون بمنأى عن وصول الوباء اليها المرض طالما كان مُنتشرًا فى أجزاء أُخرى من العالم.
وأعرض هُنا لنماذج من التعاون الدولى فى هذا الشأن.
فعلى المُستوى الدولي، تبنت مُنظمة الصحة العالمية برنامج كوفاكس بهدف إرسال اللقاحات إلى الدول الفقيرة مجانًا.
ويهدف هذا البرنامج إلى إرسال 337.2 مليون جُرعة لقاح لتطعيم 20% من سُكان عدد 145 دولة من الدول النامية خلال النصف الأول من عام 2021.
ومع ضرورة الاحتفاء بهذا البرنامج، فإن المبالغ التى خصصتها الدول الغنية له أقل من حجم الخطر، كما أن المُنظمة مازالت تحتاج إلى 2 مليار دولار لتحقيق هدف البرنامج وذلك وفقً تصريحات رئيس المُنظمة الذى دعا الدول الغنية إلى زيادة مُخصصاتها لدعم البرنامج حمايًة للبشرية كُلها.
وفى هذا السياق، كانت الصين رائدة فى إرسال اللقاح الذى تصنعه إلى الدول الأخرى وإعطاء رُخصة بإنتاجه خارج الصين وهو ما أسماه بعض الباحثين بدبلوماسية اللقاحات فوصلت شُحنات اللقاح الصينى إلى 80 دولة فى جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ومنطقة البحر الكاريبي. كان أغلبها فى شكل مساعدة بينما قامت 27 دولة بالشراء فقط.
كما قامت الصين بمنح رُخصة لتصنيع اللقاح فى دول أُخرى فكانت الإمارات أول دولة عربية تحصل على هذه الرخصة وتم توقيع اتفاق فى نهاية مارس 2021 بين شركة إماراتية وأخرى صينية لإنتاج اللقاح تحت اسم حياة فاكس، على أن يتم الإنتاج على مرحلتين:
الأولى
فى أحد المصانع القائمة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 مليون جُرعة شهريًا، والثانية فى مصنع أكبر يتم إعداده ومن المُتوقع أن يبدأ تشغيله خلال عدة شهور بطاقة إنتاجية 16.5 مليون جُرعة شهريًا. وفى شهر أبريل، تم توقيع اتفاق بين شركة فاكسيرا المصرية وشركة سينوفاك الصينية لتصنيع 20 مليون جُرعة لقاح سنويًا.
وثانيا
إضافة إلى إنشاء خط إنتاج جديد يُوفر 60 مليون جُرعة لقاح لمصر وإفريقيا وذلك حسب تصريح وزارة الصحة المصري
ثالثا
واتبعت روسيا سلوكًا مماثلًا بشأن لقاحها المُسمى سبوتنيك، فقد وافقت على انتاج اللقاح الخاص بها فى عدد من الدول شملت الهند فى آسيا، وصربيا فى أوروبا، والأرجنتين فى أمريكا اللاتينية، وبدأت مُفاوضات بين شركة مينا فارم المصرية وشركة سبوتنيك الروسية لإنتاج 40 مليون جُرعة لقاح سنويًا فى مصر ومن المُتوقع أن يبدأ الإنتاج فى الثلث الأخير من عام 2021.
ومع استفحال انتشار الوباء فى الهند فى شهر أبريل والذى وصل إلى حد إصابة أكثر من 300ألف شخص يوميًا وعجز النظام الصحى عن التعامُل مع هذا العدد الهائل من الإصابات، قامت الحكومة البريطانية بإرسال معونات طبية عاجلة شملت مكثفات الأكسجين وأجهزة للتهوية، وقامت الحكومة الفرنسية بإرسال أجهزة للتنفس الصناعي، وتعهد وزير الخارجية الألمانى بإرسال مُساعدات مماثلة للهند. كما ارسلت روسيا كميات كبيرة من لقاح اسبوتنيك.
وأعلن البيت الأبيض الأمريكى إرسال معدات طبية ومكونات لإنتاج لقاحات، وأن الرئيس بايدن على استعداد لإرسال أعداد كبيرة من لقاح استرازينيكا وذلك بعد أن تُصرح إدارة الغذاء والدواء بسلامة استخدامه، حيث إن هذا اللقاح لم يتم الموافقة عليه حتى الآن فى أمريكا. مُضيفًا أنه يوجد لديه مخزون من هذا العقار يبلغ 60 مليون جُرعة لا تنوى أمريكا استخدامها لأنها تعتمد على عقارات أُخرى.
التعاون الدولى فى مجال اللقاحات هو جُهد ضرورى انساني ومحمود مطلوب؛ لأنه يُنقذ حياة مئات الآلاف من البشر ويوفر لهُم الحق فى الحياة وهو أسمى حق من حقوق الإنسان لأنه بدونه لا يُصبح لأى كائن حقوق أُخرى، كالحق فى التعبير او الحق فى العمل، مكان أو اعتبار.أما بالنسبة لأزمة وباء كورونا، فقد أظهرت ردود فعل متباينة بين الدول.
فمن ناحية، كشفت عن غريزة حُب البقاء والحياة والرغبة فى النجاة بالذات حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين.
ومن ناحية أُخرى، أفصحت عن إمكانية السعى إلى التعاون والدعم الدولى ومُحاصرة الوباء عالميًا. وبغض النظر عما إذا كان مبعث هذا التوجه هو أسباب أخلاقية وإنسانية تتعلق باحترام الحياة البشرية أو أسباب عملية تتعلق بإدراك أن أى دولة ستظلُ مُهددة طالما استمر الفيروس فى انتشاره فى أرجاء أُخرى من العالم، فإنه من المطلوب تشجيع كُل تعاون دولى لمُحاربة الأمراض والأوبئة المحتلفه والتي تصيب وتدمر حياة الناس والمجتمع..