المحرر موضوع: رسالة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو لعيد الميلاد المجيد لعام 2021  (زيارة 1426 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
الميلاد الرجاء

وسط هموم الأجواء السياسية المشحونة بالتوترات والصراعات، وتلوث البيئة وتغيير المناخ، وتداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن التحديّات التي فرضتها الانتخابات التشريعية العراقية، يأتي عيد ميلاد السيد المسيح ليذكّرنا بقوة برسالة الرجاء المفعمة بالسلام والاخوّة والمحبة والتضامن وبـــبركات الله. فالعيد فرصة مميزة لشحن إيماننا وتجديد رجاءنا وحماسنا. بشرى الميلاد هي: “لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ” (لوقا 2/ 10-11). انها نداءٌ للسلام والأمان، والمحبة والرحمة والكرامة، والمصالحة وتعزيز العلاقات الأخوية.

 الإيمان المسيحي

 ميلاد المسيح يمثل بقوّة حضور الله بيننا. ميلاده يُعبّر عن محبة الرب للبشر من كل الجنسيات والثقافات ولكل الأزمنة، وعن قربه منهم واهتمامه بهم. ميلاده يدعونا الى الانفتاح على حضوره لكي يملأ حياتنا رجاءً وسلاماً وفرحاً، فيتحقق بالتالي الملكوت السّماويّ على الأرض “المجدُ لله في العُلى وعلى الارض السلام” (لوقا 2/ 14). لننضمّ الى العذراء مريم بقولها: “أَنا خادمة الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ” (لوقا 1/ 38).

قصة ميلاد المسيح هي قصة الله بكل ألوهيته، من أجلنا: نعمةٌ وبركة، حبٌّ وأُخُوّة وشِركة. أَمَا نُرتِّل في الميلاد: “عندما تذوبُ نفسي في كيانِ الله أكونُ في الميلاد”؟ هل هناك أعظم من هذه النعمة؟ الميلاد يعني أن الله ينظر الينا لنولد منه (من علُ) ويريدنا ان ننظر بصدق الى الآخرين كإخوة وشُركاء.

الميلاد هو الحدث المؤسس للمسيحية، ومحور لاهوتها، انه نقطة البداية، حتى يولد يسوع في قلوبنا وحياتنا عبر صلاتنا، والتزامنا بتعليمه، وخدمتنا لإخوتنا لاسيما أولئك الأشدّ فقراً وهشاشة، فنتذوق حلاوة بنوَّتنا لله وإخوتنا البشرية. هذه الرؤية المسيحية هي قبل كل شيء خبرة روحية داخلية تنعكس على الخارج، وتجعل الميلاد يستمر في تاريخ البشرية. يقول القديس امبروسيوس اسقف ميلانو (339-397): “إن كل نفسٍ مؤمنة، تحبل وتلد كلمة الله. لتستقر نفس مريم في كل واحد منّا، لتمجيد الله. اذا لم يكن للمسيح غير أم واحدة بحسب الجسد، فأنه يبقى ثمرة الجميع بحسب الإيمان”. وبخصوص الافخارستيا (القداس) التي نحتفل بها، أليست هي قمة هذا الحضور – الاندماج في القربان الذي نتناوله بايمان لكي نتحول اليه؟

احتفالنا كل عام بذكرى ميلاده هو احتفال بالإيمان، وعودة إلى الينابيع لتصحيح مسار قضايا مهمة في حياتنا، ولكي نتعامل مع الاُخوّة والتسامح والسلام والمحبة، بنضج ووعي اكثر.

هنا علينا ان ندرك ان مفهوم المجيء الثاني – الاسكاتولوجي، لا يرتبط بالتاريخ – الزمن، وإنما بانعكاس رسالة المسيح المستمرة في واقع حياتنا اليومية. أليس عن هذا التواصل يشير سِفر الرؤيا: “ها أنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه…” (رؤيا 3/ 20).

القبول أو الرفض يبقى قائماً كما كان في زمن يسوع. هذا الحضور لا نكتشفه صدفةً، بل يتطلب ان نبحث عنه مثل الرعاة والمجوس، وان يبدأ كل واحد حياته معه بشغف وثقة. من ناحية الكنيسة الموكَلة رسالته اليها، يتعيّن ان تترجمها إلى الثقافة الحالية عِبر أساليب جديدة ولغة معاصِرة مفهومة فتشد الناس الى المسيح وتعاليمه. هذا السعي يعكس حيويتها وأمانتها للمسيح وللإنسان.

الميلاد بالنسبة للعالم

العالم سينهض عندما يصغي الإنسان الى ضميره، والى نداءات الله، ويسعى لاحترام الآخرين وتحقيق العدالة ليعُمّ السلام والأمان والمحبة في العالم أجمع، وليس في البحث عن المصالح الاقتصادية والسياسية فقط. على الغرب، خصوصاً اوروبا الّا تُنكر ان تاريخها مجبول بالأخلاق والروحانية المسيحية. فالميلاد – الأمل خبرة بشرية عالمية ينبغي ان تُتَرجم معانيه الإنسانية السامية في الشأن العام.

الميلاد بالنسبة للعراق

 يبقى الميلاد الأمل، عندما يرتقي العمل السياسي والخَدَمي الى مستوى طموح المواطنين عِبرَ رؤية وطنية مخلصة، وفضاء سليم للحوار في مواجهة الأزمات المتراكمة والمشاكل الشائكة لصالح الأمن والأمان وترسيخ الديمقراطية وتوفير الخدمات، وصيانة كرامة العراقيين. هذا الأمل ينبغي ان يترجمه العراقيون على أرض الواقع من خلال الاعتماد على الذات وليس على الخارج، ونبذ الخلافات وكسر الإنتماء الطائفي وترسيخ الانتماء الوطني والسعي معاً لبناء دولة مدنية، دولة مواطنة، دولة عدالة وقانون، دولة يعيش مواطنوها بحرية وكرامة وأمان ومساواة.

لنصلِّ في هذا العيد من أجل السلام والاستقرار في بلدنا العراق والعالم، وليشعّ كلُّ واحد منا قِيَم التسامح والمحبة والسلام والحياة والاُخوَّة فيكون المجد لله في العُلى، والسلام على الأرض: لتشفع لنا امنا مريم العذراء.

 الأمل هو آخر ما يموت

ميلادٌ مبارك وكل عام وانتم بخير، والعراق والعالم في حالة أفض


غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ولد المسيح  ـ  هليلويا     تهنئتنا لكم  بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الجديدة المباركة
                المجد لله في العلى   وعلى الارض السلام   والرجاء الصالح لبني البشر
                            اليوم ولد لكم في مدينة داؤد مخلص هو المسيح الرب
قبل 2021  سنة ولد طفل المغارة الطفل يسوع وبهذه الولادة تغير تاريخ العالم كله ، ولد في مغارة بسيطة حيث نزل من السماء واصبح انسانا مثلنا ليؤلهنا لنرث ملكوته في السماء ، ان ميلاده ذكرى طيبة تبعث الفرح والسلام والمحبة في نفوس البشر بالعالم كله . ان للميلاد معنى واسع تبدأ مسيرته الايمانية في نفوسنا ، وعلينا أن نفهم ان الميلاد ليس بأكل ما لذ وطاب ، ولا نصب شجرة مضاءة أو عمل مغارة ، ولا في توزيع هدايا وتبادل الزيارات ، بل علينا  فهم ان على الفرد  في الميلاد  ان يُخرج الحقد والبغض من قلبه الى الابد ، ويملأؤه بالحب لكل الناس ، وان يتعامل مع الجميع بلطف ومحبة ، وان يعمل للناس ما يريد ان يعمله الناس له . خاصة وان ميلاد هذا العام   ليس  كالاعوام  التي سبقته
 . حيث هُجِرفيها  أهلنا من الموصل قسرا في العاشر من الشهر السادس من العام  2014  بعد استيلاء داعش عليها ، وبعد أكثر من  شهر هُجِر اهلنا من سهل نينوى الى المدن الآمنة في شمال العراق ،ولم يرجع الى الان حوالي نصفهم بالنسبة لسكان سهل نينوى أما في الموصل فعاد منهم حوالي خمسون عائلة ولم تفتح الكنائس ابوابها بصورة مستمرة سوى كنيسة البشارة في الساحل الايسر بعد أن اكتمل بناءها من قبل راعيها الاب عمانوئيل كلو . واثر انتشار فيروس مرض كورونا على العالم اجمع ومنها العراق فقل اقبال الناس على الكنائس كثيرا واقتصرت القداديس على أعداد محدودة من المومنين .
 نطلب من الرب في هذا العام بعد أن تحرر سهل نينوى ومدينة الموصل  ان يرجع جميع المهجرين الى مدنهم وكنائسهم واعمالهم التي فقدوها وخاصة مدينة الموصل التي تهدمت معظم كنائسها ولم يرجع اليها سوى  بضع عشرات  ،  أن يطبع فيه بسمة على كل وجه، وفرح في كل قلب، وينعم على الكل بالسلام والراحة  وأن يشعروا بألامان وأن ينسوا ما أصابهم من مصائب على يد أعداء الانسانية الذين استولوا على كنائسهم وممتلكاتهم واجبروهم على مغادرة مدنهم ، نشكر الله وقد تحررت معظم مدننا وقرانا منذ تشرين الاول  عام 2017  ،  وانشاء الله سيرجع اهلها بعد ايصال الخدمات لقسم منها ،نطلب منك ايضا  يا رب ان تعطي رزقآ للمعوزين والمحتاجين ، وشفاء للمرضى، وعزاء للحزانى، لسنا نسأل من اجل انفسنا فقط يارب، انما نسألك من اجل الكل . لانك خلقتهم ليتمتعوا بنعمك، فأسعدهم اذن بك  .

لنقول لطفل المغارة تعال واسكن عالمنا وضع السلام في وطننا ، تعال واملك على ارضنا ليستتب الأمن بيننا ، تعال وانشر سلامك في بلدنا العزيز ، ويعود جميع المهجرين الى ديارهم ، لنضم اصواتنا للملائكة ونقول المجد لله قي العلى   وعلى الارض السلام ،  وان مضت الملائكة الى السماء هكذا نمضي الى السماء لنكون معك الى الابد . وبمناسبة عيد الميلادالمجيد والسنة الجديدة    2022     ، نترجى آباءنا الروحيين أن يخطوا لما فيه وحدة كنيستنا في هذا الوقت الذي يتلاشى فيه وجودنا في ارض آباءنا واجدادنا ، ولكي يقتدي بهم اخوتنا وسياسيونا فيعملوا على نبذ الخلافات الجانبية ويكونوا يدا واحدة لايقاف النزيف الذي يمر به شعبنا في هذه المحنة العصيبة التي تصيبه بعد ثورة الشباب الذين يطالبون فيها بحقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة والمساوات بين جميع أطياف الشعب العراقي  ، وتمر هذه التجربة القاسية التي تواجهنا . ننتهز هذه الفرصة لنقدم أجمل التهاني والتبريكات لشعبنا المسيحي في العالم اجمع والعراق بصورة خاصة ولكافة آباءنا الروحيين واخصهم بالذكر الحبر الاعظم البابا فرنسيس وراعينا الجليل صاحب الغبطة الكردينال البطريرك مار لويس روفائيل الاول  ساكو ومطراننا في المانيا كيبرهارد فورست والزائر الرسولي لاوربا المطران سعد سيروب  وكافة البطاركة والمطارنة  ، وكافة الاباء واخصهم خادم كنيستنا الاب سيزار راعي خورنتنا شمعون برصباعي  ، وكافة خدام الكنيسة من رهبان وراهبات وشمامسة ومرتلين في الجوقات وكافة المؤمنين وافراد عائلتي واصدقائي   ،  ومؤمني الخورنة في جميع مدنها ، طالبين من الرب يسوع بهذه الذكرى ان ينشر امنه وسلامه على بلدنا واهلنا في العراق والعالم وان يزول وباء مرض الكورونا باقرب وقت  ، وبحماية امنا العذراء مريم امين .               
      سلامي ومحبتي لكم .
                الشماس     يوسف جبرائيل حودي ـ شتوتكرت ـ المانيا
تعديل المشاركة


غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
ولد المسيح هليلويا , هي مناسبة للتأمل في محبة الله لكل العالم والتي كان نتيجتها موت طفل المغارة على صليب الجلجثة من اجل خلاص الجنس البشري من الخطية والموت واعطاء الحياة الابدية لكل من يؤمن به , بل ان من قبلوه اعطاهم سلطان ان يكونوا اولاد الله حسب انجيل يوحنا الاصحاح الاول , كل عام وشعب المسيح في كل مكان بألف خير وصحة وسلام .

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.