القضية الآشورية ومؤتمر لوزان, لجنة الموصل,وثائق من الأرشيف
الدكتور جميل حنا هذا البحث يتناول ظروف عمل لجنة الموصل التي تشكلت بقرارمن عصبة الأمم في مؤتمرلوزان 1924لتحديد تابعية ولاية الموصل لدولة العراق أم لتركيا.وقد أنجزت هذا العمل منذ سنوات طويلة جداً من خلال الأطلاع الشخصي ودراسة وثائق الأرشيف في"معهد المحفوظات الوطنية الهنغارية "في بودابست.وسأرفق البعض منها التي تنشرلأول مرة مع هذا البحث او بالأحرى محتوى الوثائق مترجم إلى اللغة العربية.
الموضوع جلب إهتمامي منذ أيام الدراسة الجامعية في هنغاريا لسببين السبب الرئيسي الأول هولماذا تم التغاضي عن حق تقرير المصير للشعب الآشوري,كشعب أصيل في أرضه التاريخية في بلاد آشور.والسبب الثاني هوأن أحدى أعضاء اللجنة الرئيسيين كان من هنغاريا وكنت أرغب معرفة دوره الخاص في اللجنة,سأتي على ذكر بعض الجوانب من سيرته الذاتية ودوره الشخصي في اللجنة الثلاثية أي لجنة الموصل.وكذلك هل كان للجنة وتحضيرتقريرها والدراسات الميدانية المقدمة إلى عصبة الأمم 1925 أي تأثيرعلى مصيرالشعب الآشوري وبقية المكونات من الأقليات القومية في العراق و بلدان الشرق الآوسط بشكل عام.كان يهمني معرفة آليات عمل اللجنة وكيفية إتخاذ القرارات والمنهج المتبع لدراسة الوضع الجغرافي والإجتماعي والتاريخي والحضاري لبلاد ما بين النهرين. كما كنت أبحث عن وثائق تتعلق بمجازرالإبادة العرقية التي أرتكبت ضد أبناء الأمة الآشورية أثناء الحرب االكونية الأولى في أعوام 1914-1918.لأن هنغاريا كانت جزء من الأمبراطورية النمساوية الهنغارية حليفة ألمانيا والدولة العثمانية في تلك الحرب الكارثية.لقد حصلت على بطاقة باحث من الجامعة التي كنت اعمل فيها من أجل الحصول على الموافقة للدخول إلى"معهد المحفوظات الوطنية الهنغارية"لإجراء البحث في هذه المواضيع المذكورة.سأضع بين أيدي القراء الكرام بعض الرسائل المتعلقة بعمل اللجنة وهذه المراسلات توضح بعض جوانب آليات عمل اللجنة وكذلك المراسلات مع مراكزأبحاث علمية وأكاديمية,إضافة إلى ذلك المصادر التاريخية المستخدمة في إعداد التقربرالنهائي للجنة الثلاثية المقدمة إلى عصبة الأمم في لوزان.وكما سيتم الأطلاع على الأراء والمواقف المختلفة بين كافة الأطراف المعنية بخصوص رسم الحدود النهائية بين العراق وتركيا وموقف بريطانيا ودورها في هذا الصراع,وكذلك موقف الآشوريين وبقية الإثنيات العرقية الأخرى.وقد نسخت أيضاً مجموعة من الوثائق تتعلق بتوطين الآشوريين في الخابورفي عام 1933 بعد مذبحة سيميل التي ارتكبتها الحكومة العراقية بالتعاون مع بعض العشائر العربية والكردية. عندما دخلت بين المصنفات الموضوعة حسب تسلسل حرفي ورقمي منتظم على الرفوف المفتوحة كان الغبارالناعم قد تراكم عليها.وما يكاد المرء ان يحركها حتى تبدأ ذراة الغبار تتصاعد في هواء القاعة.وفي هذه الحالة يكون المرء ليس واقفاً امام وثائق تاريخية جامدة سيقرأها بل أمام غبارعقود من الزمن قد تراكم على هذه الوثائق,تتجلى فيها مآسي فظيعة حصدت أرواح حياة الملايين من البشر قتلوا في الحروب والإبادات ومنهم أبناء الأمة الآشورية.
لقد قمت بتصوير مجموعة كبيرة من الوثائق بعدة لغات بعد الحصول على الموافقة اللازمة بتصويرها وهي مجموعة من الرسائل باللغة الإنكليزية والفرنسية والمصادر التاريخية باللغة العربية.كما قمت بتصوير وثائق تتعلق بهذا الخصوص من صحف تلك الحقبة عن معاهدة تريانون بين هنغاريا والدول المنتصرة في الحرب بريطانيا وفرنسا,والبعض الآخرلم يكن مسموح لي بتصويرها.وما كان علي إلا كتابة محتواها بخط اليد منها ملاحظات ومشاهدات شخصية تتعلق بعمل اللجنة والسفرإلى العراق والضغوط التي واجهت اللجنة.
كانت الحرب العالمية الأولى وما تمخض من نتائج تلك الحرب كارثية بالنسبة لبعض البلدان والشعوب في آوربا والعالم,كما كانت الحرب بحد ذاتها مأساة فظيعة حصدت حياة الملايين من البشر.ولكن حجم المآسي ومذابح الإبادة التي تعرض لها أبناء الأمة الآشورية قد تجاوزكل التصورات والأفكار والأعمال البربرية التي عرفها التاريخ حتى وقوعها على يد العثمانيين وبعض العشائرالكردية المتحالفة معهم بإبادة مئات الآلاف من أبناءالأمة الآشورية بكل تسمياتهم الكنسية بين أعوم 1914-1918والتي كانت استمرارية للمذابح التي سبقتها قبل ذلك التاريخ.
أنتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة السلطنة العثمانية وإنهيارها على يد الدول الحليفة.وهذه الهزيمة فتحت الإمكانية أمام الدول المنتصرة لفرض هيمنتها على الدول التي كانت رازحة تحت نيرالسلطنة العثمانية التي أحتلتها وحكمتها لبضعة قرون بقوة الحديد والناروالدمار.
وبعد إنتهاء الحرب الكونية الأولى عقد مؤتمرالسلام1919 في قصرفرساي في باريس لترسيخ أسس الأمن والسلام العالمي.وقد بحث المؤتمر قضايا هامة جداً مثل رسم الحدود بين الدول الأوربية وحق تقريرالمصير للأقليات القومية ومسألة التعويضات ومسائل المضائق البحرية والشؤون المالية والتمويل والمراقبة وكذلك ما سيكون عليه مصيرالدولة العثمانية وغيرها من القضايا للحد من النزاعات والحروب الجديدة.ولكن الحقائق على أرض الواقع كانت أكثر كارثية على شعوب العالم بأندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939.وقد وضعت الخارطة الجديدة للعالم وتوزيع بلاد ما بين النهرين وبشكل عام بلدان الشرق الآوسط التي كانت رازحة تحت سلطنة العثمانيين بين الدول المنتصرة في الحرب وخاصة بريطانيا وفرنسا.وقد كانت مشاركة الوفود الآشورية بشكل محدود وغيرمؤثرفي مؤتمر السلام 1919المنعقد في باريس.ولم يكن بحجم الدورالعظيم والتضحيات الجسيمة التي قدموها في الأرواح والممتلكات أثناء الحرب العالمية الأولى وكحلفاء منتصرين مع أنكلترا وفرنسا,وذلك بسبب العراقيل والمناورات السياسية اللائيمة لهؤلاء الحلفاء وخاصة إنكلترى.
عندما إنعقد مؤتمر الحلفاء الاعلى في سان ريمو -فرنسا - في الفترة من 19-25 نيسان –ابريل 1920 للنظر في شؤون السلطنة العثمانية وممتلكاتها.وفي 26 نيسان 1920 أعلنت القرارات المتعلقة بتوزيع االانتداب بين الدول المنتصرة,حيث منحت بريطانيا الانتداب على العراق وفلسطين وأعطيت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان.وكان هذا التوزيع مبنيا على اتفاقية سايكس –بيكو.
.وفي 10 آب 1920،وقع الحلفاء مع الامبراطورية العثمانية معاهدة سيفر التي اعطت الصفة القانونية لاتفاقية سان ريمو ونظام الانتداب.وكان الوفد العثماني الذي أرسله السلطان محمد الخامس رضا توفيق والصدرالاعظم أي رئيس الوزراء الداماد فريد والسفيررشيد مخلص وهادي باشا وزيرالمعارف.ووقعها عن بريطانيا السير جورج ديكسون غراهام , وعن فرنسا الكسندر ميلران, وعن ايطاليا وولو نجاري.
وعندما عقدت معاهدة سيفر10/آب /1920 أقرت جميع الأطراف الموقعة على المعاهدة بحق تقريرالمصيرللأقليات القومية, وذلك كما نصت عليه المادة(63)على أنه يجب أن تضمن للآشوريين إمكانية التطورالقومي وإعادة كافة أراضيهم وممتلكاتهم التي فقدوها أثناء الحرب.وأكدة تلك المعاهدة أيضاً ضمن المادة(62-64) ما يضمن حل مشاكل القوميات الأخرى في العراق.ولكن تلك المعاهدة ولدت ميتة ولم تبصر النوروبقيت تلك البنود حبرعلى الورق.
وكانت دول الحلفاء من الناحية النظرية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان ومن خلف الكواليس الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت محاولات الشعوب بالإستقلال والتحرر بالطرق الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم القومية.والنقاط الأربعة عشر للرئيس الأمريكي وودرو ولسون يذكرفي البند الثاني عشر( يجب تأمين إمكانيات التطور الذاتي لجميع القوميات التي تعيش تحت حكم السلطنة العثمانية بدون مضايقات).ولكن الشرق الآوسط الغني بآبارالنفط وضع هذه المسألة الحيوية والهامة جانبا,امام تحقيق الرغبات الإقتصادية لمصلحة بريطانيا.وقد بحث المؤتمر قضايا هامة جداً مثل رسم الحدود بين الدول الأوربية وحق تقريرالمصير للأقليات القومية ومسألة التعويضات وكذلك ما سيكون عليه مصيرالدولة العثمانية,والأنتداب البريطاني والفرنسي.
وبعدها أضيفت المسألة الآشورية الى جدول أعمال مؤتمرلوزان والذي عقد من أجل استبدال مقررات معاهدة سيفرالتي أقرت بحق تقريرالمصيرللشعوب وللأشوريين بحقوق الأقليات القومية غيرالمسلمة في تركيا.حيث أكدة معاهدة لوزان التي وقعت في 24 تموز 1923 بين مختلف الأطراف المشاركة في الحرب العالمية الأولى.وهذه المعاهدة وضعت اسس جديدة للعلاقة بين كافة البلدان المشاركة في هذه الإتفاقية تتضمن مسائل الأمن والسلام وحقوق الأقليات القومية سواء في أوربا اوتركيا.وفي هذه المعاهدة نصوص واضحة بالنسبة للحقوق السياسية والدينية والقومية والثقافية واللغوية لغيرالمسلمين من الآشوريين والأرمن واليونان في الدولة التركية الحديثة,إلا أن هذه البنود لم تطبق في الجمهورية التركية منذ تأسيسها عام 1923 حتى اليوم .وقد بحث المؤتمر مسألة في غاية الأهمية ألا وهي رسم الحدود النهائية بين العراق وتركيا.وشكلت عصبة الأمم لجنة ثلاثية لدراسة الوضع الميداني في العراق وتقديم تقريرها لعصبة الأمم ليتم على أساسها الأقرار النهائي لوضع الموصل والحدود الفاصلة بين الدولتين.
حيثيات تشكيل اللجنة والوقائع السائدة آنذاك
لقد دخلت قوات الجيش البريطاني لأحتلال بغداد في 9 من آذارعام 1917,وفيما بعد في 30 تشرين الأول عام 1918 دخلت مدينة الموصل.وفي مؤتمرسان ريمو, فرنسا بتاريخ 19-25 نيسان عام 1920 الذي عقده المجلس الأعلى للحلفاء وحضره الحلفاء الرئيسيون في الحرب العالمية الأولى يمثلهم رئيس وزراء المملكة المتحدة (جورج لويد)، رئيس وزراء فرنسا (ألكسندر ميلران)، رئيس وزراء إيطاليا (فرانسيسكو ساڤريو نيتي) وسفير اليابان (ك. ماتسوي)، للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقاً لمعاهدة سيفر10 آب 1920.حيث عقدت معاهدة السلام وقررت دول التحالف بأن تساعد جميع القوميات التي كانت ترزح تحت حكم السلطنة العثمانية.وان يُمنحوا حق تقرير المصيرللشعوب سواء في تركيا وفي آوربا.كما تضمنت قرارات أخرى بأن تكون الدول الناشئة حديثا في بلاد ما بين النهرين والشرق الآوسط تحت حكم الدول المنتدبة( إنكلترى, وفرنسا) حتى تتمكن الدول الحديثة من إدارة شؤونها بشكل مستقل.وحسب إتفاقية سيفرالموقعة في العاشر من آب 1920تضم الموصل إلى العراق,وتكون تحت الإنتداب البريطاني.ولكن لم يتم التوقيع على الإتفاقية من قبل تركيا بقيادة كمال آتاتورك وبدأ بشن الحرب ضد قوات التحالف واليونان.وألحق هزيمة باليونان في عام 1921 في شهرآب في ساكاريا وبعد عام في دوملوبيران وبهذا تم حسم المعارك لصالحه.لم يتلق اليونان أي دعم لأن القوات البريطانية في العراق وخاصة في الموصل كانت تواجه إنتفاضة السكان ضدها.ولم ترغب في الدخول في حرب مع تركيا لأسباب عسكرية وإقتصادية كانت تتطلع إليها في العراق.وقد قررت دول التحالف إعادة النظر في الإتفاقيات المبرمة سابقاً.وفي معاهدة لوزان 24 تموز تم رسم الحدود التركية بإستثناء حدودها مع العراق.وقد ألتقى وزير خارجية بريطانيا اللورد كورزون ورئيس الوفد التركي عصمت انونو لبحث الخلاف حول الحدود الفاصلة بين العراق وتركيا.ولم يتوصل الطرفين لحل المشكلة وطلب من عصبة الأمم لتقديم المساعدة اللازمة لحل المشكلة.كانت مساحة ولاية الموصل تشكل 87890 كم2 وعدد سكانها كان يقدر 800000 ألف نسمة وسكان مدينة الموصل 100000 من مختلف القوميات والأديان.ولكن نقطة الحسم في هذا الخصوص كانت المصالح الإقتصادية,حيث كانت نقطة تقاطع طرق المواصلات وشبكة الحديد,وتواجد عسكري تحت الأنتداب البريطاني.وما أعطى أهمية قصوى للمنطقة توقعات وجود كميات كبيرة من النفط,وبعد أعوام تبين أن 13,5% من الإنتاج العالمي مصدره الموصل.بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى أعتبرالإنكليزأهم الأمورهو بناء سكة الحديد الذي أشرف على نهايته ولذلك يمكن نقل البترول الخام إلى الخليج وموانىء البحرالابيض المتوسط,وبناء خطوط سكة الحديد بحد ذاته كان مشروعا إقتصادياً مربحا.
وقد أعتبرت عصبة الأمم من الناحية النظرية أن أهم القضايا التي تهتم بها هي حقوق الإثنيات العرقية إنسجاما مع الأهداف المعلنة,كما طرحها الرئيس الأمريكي وودرو ولسن أي المبادىء 14 التي عرفت بإسمه.ولكن في حقيقة الأمركانت القرارات تتخذ على أساس المصالح الإقتصادية والجوسياسية للدول المنتصرة في الحرب.عصبة الأمم بدأت نقاشاتها حول رسم الحدود بين العراق وتركيا وفي 24 من شهر تشرين الأول 1924 وضع خريطة ترسم الحدود مؤقتا بما صار يعرف "بخط بروكسل" والذي كان يطابق حدود ولاية الموصل من الشمال.
في اجتماعات عصبة الأمم طرح كلا الطرفين الإنكليزي والتركي المتنازعين وجهة نظرهما حول الحدود الجديدة بين البلدين. ماتفييف,ص 126(وقد اقترح رئيس الوفد التركي اجراء استفتاء عام في ولاية الموصل,إلا انه كان لدى اللورد كيرزون كل الأسس المستوجبة للوقوف ضد هذا الاقتراح.وقد صرح هذا الوفد الانكليزي من اجل تعزيز موقفه هذا ان الحكومة الانكليزية تقف وراء تأسيس حكومة للأكراد والآشوريين في ولاية الموصل,بيد ان اينونو في اجابته على ذلك صرح بأن للأتراك حقوقا مشروعة في الموصل).وكانت تركيا ترغب بإجراء إستفتاء بين سكان المنطقة لتحديد موقفها من تابعية ولاية الموصل.وكانوا يعملون على توسيع الحدود الجنوبية للولاية حتى منطقة مناخية مغايرة لأنهم كانوا يعتقدون بأنهم سوف يحصلون عليها.إلا أن الطرف العراقي والبريطاني وقعا مذكرة تفاهم بهذا الخصوص رافضين الطلب التركي وعدم توفر إمكانية إجراء إستفتاء محايد في غياب الظروف الملائمة للأشراف على الإنتخابات والتحضير لها.وأيضا بفعل التأثير الديني والجهل بين السكان وأستغلال التعصب الديني ضد الإنكليز.وإن إجراءالإستفتاء سيزيد من الصراعات الإثنية والدينية في المنطقة.وكان الأتراك واثقون إلى حد كبيربأن أصديقائهم من الأكراد سيختارون الأنضمام لتركيا في ظروف الدولة التركية الحديثة الذي سيكون أكثرإيجابية لحقوق الأقليات المسلمة.وذلك على ضوء العلاقة الجيدة القائمة بين الطرفين التركي والكردي أثناء الحرب الكونية الأولى وبين آتاتورك في بداية ترأسه للجمهورية التركية. وفي السادس من آب(1924) طلبت الحكومة البريطانية من عصبة الأمم إدراج مسألة تسوية الحدود العراقية التركية ضمن جدول أعمال الدورة(30) لمجلس العصبة وحصل الاقرار بالتسوية النهائية لمشكلة الحدود في (تشرين أول من عام 1924) والذي سمي بخط بروكسل وأصبح ساري المفعول واعتمد في حل النزاع الحدودي بين الدولتين واعتراف اللجنة المشكلة بذلك الخصوص في ضرورة حماية الآشوريين الذين أصبحت بعض أراضيهم شمال خط بروكسل.ماتييف ص.126(وهكذا لم تحل مسألة الموصل لا في المؤتمر ولا في الفترة الاضافية المحددة فيما بعد من قبل الاطراف ذات المصلحة في ذلك وقد ضم بشكل اوتوماتيكي إلى جدول اعمال مؤتمر القسطنطينية, ذلك المؤتمر الذي عقد ضمن اطر عصبة الامم في الفترة الواقعة بين 19 أيار و5 حزيران 1924 م وانطلاقامن التصورات الستراتيجية, طلب الممثل الانكليزي السير بيرسي كوكس في هذا المؤتمر توسيع الحدود الشمالية للعراق على حساب منطقة هاكاري (موطن الآشوريين في تركيا).
لجنة الموصل,تشكيلها والبدأ بالخطوات الفعلية لمهمتها وإجراء الدراسات الميدانية.
لقد ناقشت عصبة الأمم في جلستها المنعقدة في 30 من أيلول 1924 في جنيف تشكيل بما يعرف (لجنة الموصل) لتبحث أدق التفاصيل المتعلقة بأوضاع المنطقة.وأول الأسماء المطروحة كان أسم الكونت تيلكي المعروف كعالم جغرافي ورئيس وزراء هنغاريا سابقاً.
هنا سأذكر نبذة مختصرة جداًعن حياة الكونت تيلكي عضو اللجنة المكلفة من قبل عصبة الأمم 1924 لدراسة تابعية الموصل لتركيا ام للعراق.لقد كُتبت أبحاث وكتب كثيرة عن شخصيته التي مازال الجدل قائم حوله بأعتباره أحدى الشخصيات البارزة والجدلية في التاريخ الهنغاري بين أعوام 1920-1941بعد إنهيارالإمبراطورية النمساوية الهنغارية في نهاية الحرب العالمية الأولى.
تيلكي سليل عائلة إقطاعية كبرى ومن العائلات النبيلة المشهورة التاريخية في هنغاريا حيث شغل والده مناصب كبرى في الإمبراطورية النمساوية الهنغارية كوزير للداخلية.ولد في عام 1879 في بودابست بعد إنهاء دراساته شغل مناصب علمية في العديد من الجامعات وأكاديمية العلوم الهنغارية وهوعالم جغرافي وأونيط به كسياسي العديد من الحقائب الوزارية في عام 1920 رئيس الوزراء والخارجية ووزير شؤون الأقليات القومية.وفي عام 1924 أختير كعضو في لجنة الموصل من قبل عصبة الأمم لتحديد الحدود الجديدة بين الدولة العراقية وتركيا الحديثة.وبين عام 1939- 1941 شغل مجدداً منصب رئيس الوزراء.في عام 1940 أنضمت هنغاريا إلى دول المحور ألمانيا وإيطاليا واليابان.لقد كانت نهاية تيلكي نهاية مأساوية لقد وجد مقتولاً أومنتحراً في مكتبه في صباح يوم 3نيسان عام 1941معترضاً على أستخدام أراضي هنغاريا من قبل جيوش هتلر النازية للهجوم على يوغسلافيا وقد ترك خلفه رسالة مؤثرة موجهة لحاكم هنغاريا (هورتي ميكلوش),الذي كان حليفاً مقرباً من هتلر.وكان الهنغار يطمحون إلى إستعادة أراضيهم التي خسروها بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى.عقد مؤتمرالسلام في قصر فرساي ,ومعاهدة تريانون الموقعة بين هنغاريا والدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى وضعت خارطة الحدود الجديدة بين هنغاريا والدول المجاورة. وكانت هذه الإتفاقية مجحفة بحق الهنغار حيث خسرت مساحات واسعة من أراضيها عقاباً لها بسبب مواقفها وتحالفها مع المانيا.بحسب المعاهدة تم تقليص مساحة المجر من283 ألف كم مربع إلى 93 ألف كم مربع وعدد السكان من 18,2 مليون إلى 7,6مليون إنسان.حيث لم يستطع عضو الوفد الهنغاري الكونت تيلكي آنذاك في مباحثات السلام وأثناءعقد إتفاقية الصلح تريانون مع دول الحلفاء إقناعها بمراعاة مبادئه حول حقوق الإثنيات العرقية المختلفة,ورغبتها في العيش في ظل الدولة التي تختارها.ولذلك تجرعت هنغاريا الكأس المرمن نتائج الحرب العالمية الأولى,وحلت بهم كارثة وطنية يعانون منها حتى هذا الزمن.
وقد اختير الكونت تيلكي في اللجنة ليس بصفته كسياسي وإنما كعالم جغرافي معروف على المستوى العالمي.حيث بدأ دراساته في علم الإجتماع والجغرافية والزراعة في جامعة العلوم الهنغارية في عام 1897.وفي عام 1903 حصل على درجة الدكتوراه ,وكانت أطروحته النشأة الأولية للدولة,ومنذ البدأ أهتم بالمواد الجغرافية ونشر العديد من الدراسات الجغرافية.وفي عام 1909 كانت أولى أهم أبحاثه "تاريخ أطلس الجزر اليابانية "ومنح عليه وسام فرنسي رفيع المستوى كما نال آوسمة أخرى.وأنجز أبحاث علمية بين أعوام 1907-1912 في كل من السودان وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية.وشغل منصب مدير المعهد الجغرافي بين أعوام 1909-1913 ,كما شغل العديد من المناصب العلمية للعديد من المؤسسات كما كان عضو مراسل أكاديمية العلوم الهنغارية.وأثناء مباحثات تريانون للسلام بعد الحرب العالمية الأولى ومنذ عام 1918 عمل بدون إنقطاع على دراسة التوزيع الجغرافي للأقليات القومية الساكنة في حوض كاربتيا.وحدد نسبة الهنغار في هنغاريا التاريخية وجهز خارطة التوزيع الدقيق لمختلف القوميات وسميت بالخارطة الحمراء, والتي لم تُأخذ باالحسبان في محادثات تريانون كما ذكر أعلاه.إلا أنها جلبت إنتباه العالم إلى منطق تفكيره والأساليب العلمية المستخدمة من قبله.وأعتبرت هذه الناحية إيجابية لدراسة أوضاع الموصل ذوالتنوع الديني والقومي.هذه كانت لمحة مختصرة جداً عن سيرة حياة عضو لجنة الموصل الكونت تيلكي.كان تليكي شخصية علمية مرموقة على المستوى العالمي وحظى بأهتمام من قبل معاهد أبحاث وجامعات مشهورة كما توضح الوثائق أدناه من خلال تبادل المراسلات بين هذه الأطراف وبين تيلكي.وكما توضح الرسالة المرفقة الموجهة من رئيس قسم الجغرافيا في جامعة كاليفورنيا يطلب نصيحة من الكونت تيليكي بخصوص أملاء منصب شاغر بشخص متخصص في العلوم الجغرافية من آوربا.
(الكونت بول تيليكي ،
جامعة بودابست,
بودابست ، هنغاريا
تشرين الثاني11. 1924
عزيزي الكونت تيليكي
من المحتمل أن يتم فتح مركز مؤقت في هذا القسم خلال العام 1925-1926.أحد الأعضاء في القسم يخطط لقضاء عام في الدراسة في آوربا.إذا تم تنفيذ ذلك في الخارج,سيكون لدينا شاغر ومن أجل ذلك نود أن نؤمن جغرافياً آوربياً شاباً يستطيع التحدث باللغة الإنكليزية.
نظراً لمعرفتك سواء في الساحة الآوربية والظروف الأمريكية أود أن أطلب نصيحتك.الشيء الثابت الوحيد المطلوب في العمل بغض النظرمن يأتي سيحتاج إلى مساعدتي في دورة أولية حول مناطق العالم.خلاف ذلك سيكون لديه حرية الأختيار تقريباً فيما يتعلق بالدورات التعليمية, فقط بإستثناء الجيومورفولجيا الذي يخضع هنا لقسم الجيولوجيا.تم تخصيص 2500.00 دولارأمريكي للأشهر التسعة.أوصى البروفسور دي جيرالدكتور جيزلرمن جينا,والبروفيسور جونز من شيكاغو اقترح الدكتور شميدر والبروفسور فايبل.سأرحب كثيراً برأيك فيما يتعلق بهؤلاء الرجال,وكذلك أقتراح أي شخص آخر من قبلك قد يأخذ في الأعتبار.لدينا الفرصة الأكثر جاذبية للجغرافيا هنا، آمل أن نتمكن قريبًا من إنشاء منصب أستاذ زائر براتب كامل ؛مما سيتيح لنا فرصة التعرف بشكل متزايد على زملائناالأوربيين. يؤسفني أنه لم تتح لي فرصة سماعك في معهد ويليامزتاون،خاصة بعد أكثر الروايات حماسة لعملك هناك التي حصلت عليها من أصديقائي البروفسورلاورنس مارتن و جيسي ريفر.
لك تحياتي الصادقة, كارل اوو سوير, رئيس القسم).
وكان العضو الأخرفي اللجنة العقيد البيرت باوليس البلجيكي,المتعهد في المستعمرات الإفريقية.وقد أقترح من قبل ممثل الحكومة البلجيكية الذي كان يرأس جلسة المحادثات.
والعضو الثالث ورئيس اللجنة أيناراف فيرسين السفير السابق في بخارست وقد أقترحه رئيس وزراء السويد يلماربرانتينع.وقع الأختيارعليه بأعتبار السويد كانت دولة محايدة في الحرب.وقد شارك في البعثة أعضاء آخرون سكرتيرومسؤول مالي وكاتب.ولذلك رافق السكرتير الشخصي لتلكي معه إلى العراق إنسي بيتر وكمترجم الهولندي يوهانس هندريك والبرفسور كرامرس المدرس الجامعي في جامعة لايدن الهولندية.
ألتقى الأعضاء الثلاثة في جنيف في الثالث عشرمن تشرين الثاني( فيرسين, وتيلكي ,وباوليس )وتشكلت اللجنة رسمياً "لجنة الموصل". وبدأت اللجنة بدراسة وثائق عصبة الأمم ومعاهدة لوزان للسلام.ومنذ البدأ بأستلام مهمته انعكف تيلكي على دراسة كافة الوثائق المتعلقة بالقضية ومواقف مختلف الأطراف المتنازعة.وقد تلقى المساعدة من المعهد الهنغاري في برلين, حيث جمع كم كبيرمن المعلومات عن المنطقة,كما حصل على تقارير القنصلية الفرنسية.وقد أستخدم تيلكي كتب تاريخية وجغرافية للمرحلة الإعدادية الصادرة في مصر بين أعوام 1922-1923 وكذلك الأطلس سأرفق مع البحث وثائق مصورة عن المصادر التاريخية لمؤرخين أستخدمها تيلكي لدراسة تاريخ وجغرافية وشعوب المنطقة,ومن هذه المصادر( تقويم البلدان لأبي الفداء,معجم البلدان لياقوت الحموي,, مختصر جغرافية العراق لرزوق عيسى, تاريخ الموصل للقس سليمان صائغ,المسلك والممالك لأبي القاسم محمد بن حوقل البغدادي,أبو احمد بن علي القلقشندي,في كتابه صبح الأعشى في كتابة الأنشاء...).وبخصوص المصادر التاريخية لست بصدد تقييمها من ناحية المصداقية اوعدمها وعلى الأغلب كانت كتابة التاريخ عبرالأزمان تعكس وجهة نظرالمؤرخ والفئات الحاكمة اوالمسيطرة على مقاليد الحكم اوتخضع لأجندات سياسية وقومية ودينية معينة وأشياءآخرى.وكما قلت سأرفق هذه المصادراوالوثائق المصورة مع البحث,ولكن سوف لن أنسخ محتوى جميعها ضمن البحث, فمن يرغب بالأطلاع عليها فهي مرفقة أدناه كما ذكرسابقاً.وهذه المصادرأستخدمتها اللجنة في أعداد تقريرها ومعرفة تاريخ المنطقة وشعوبها في مختلف العهود.أعود وأقول أن هذه المصادرالتاريخية تبحث في الحدود الجغرافية للموصل وتاريخها القديم والشعوب التي سكنت المنطقة. ولذا نرى أحد الكتب المهمة من تأليف القس سليمان صائغ " تاريخ الموصل" طبع في مصر 1342هجرية,(1924م) استوفى فيه الكلام على الموصل وموقعها واقدميتها قديما وبعد دخول العرب فيها بعد الاسلام وعلى موقعها الجغرافي وثروتها الطبيعية وتأسيس نينوى وخرابها وأصل منشأ مدينة الموصل وسكانها قبل الفتح الاسلامي ومن سكنها بعد العرب وفي الدول التي استولت عليها من عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وكثرة الخوارج فيها في زمن بني العباس,وفي دولة الحمدانيين ودولة بني عقيل والدولة السلجوقية والدولة الاتابكية فيها.وفي الدول التي حكمت الموصل الى الوقت الحاضر).وهنا سأتي على ذكر مصدرآخر وهو" ابو العباس احمد بن على القلقشندي المتوفي 821 هجرية, ذكر القلقشندي في كتابه صبح الاعشى في كتابة الانشاء في الجزء الرابع الطبعة الاميرية في 1332هجرية الموافق 1914 م ...............وإليك ما قاله القلقشندي في صفحة 314 من الجزء الرابع المذكور,الأقليم الأول: الجزيرة الفراتية ــ وهي أقرب أقطار هذه المملكة الديار المصرية والشامية لمجاورتها لبلاد الشام.قال في تقويم البلدان:ويحيط بها الفرات من حدود بلاد الروم وهو طرف الحد الغربي الجنوبي للجزيرة.فيمتد إلى الحد الجنوبي الغربي مع الفرات إلى ملطية إلى شمشاط,إلى قاعة الروم إلى البيره,الى قبالة منبج,الى السن,الى الرقة,إلى قرقيسيا, الى الرحبة, الى هيت,الى الأنبار.ثم يخرج الفرات عن تحديد الجزيرة ويعطف الحد من الانبار الى تكريت, وهي على نهر دجلة,الى بالس ,الى الحدبة على دجلة,الى الموصل,ثم يعطف من الموصل الى جزيرة ابن عمر,الى آمد.ثم يصيرالى الحد غربا ممتداً بعد أن يتجاوز آمد على حدود آرمينية,الى حدود بلاد الروم إلى الفرات عند ملطية من حيث وقع الابتداء........وقال القلقشندي أيضاً في صفحة 315 من الجزء الرابع المذكور نقلاًعن مسالك الأبصار لابن فضل الله العمرى المولود في شوال المتوفي في ذي الحجة 749
.....وهي مدينة من الجزيرة من الاقليم الرابع من الآقاليم السبعة حيث الطول سبع وثلاثون درجة, والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة.وهي على دجلة من الجانب الغربي, ويقابلها من الجانب الشرقي مدينة نينوى التي بعث يونس النبي عليه السلام الى اهلها, وهي الآن خراب وفي جنوبي الموصل مصب نهر الزاب الأصغر في دجلة. وهي في مستوٍ من الأرض.ولها سوران قد خرب بعضهما.وسورها أكبرمن سور دمشق..........وقال القلقشندي ايضاً في صفحة 316 من الجزء الرابع المذكور:ثم بها عدة مدن وقلاع مشهورة. وهي مذكورة في الجزء الرابع من ضفحة 316ـ327 وعد منها:ماردين, وحصن كَيفَا,وحران, وشمشاط, وحيزان,وميافارقين, وقرقيسي, وماكسين, ونصيبين, وجزيرة ابن عمر, وسنجار, وتل اعفر, والحديثة,وعانة, وآمد,وسِعِرت, أو إسعِرت, وتكريت,وبرقعيد, والعمادية,وقلعة كشاف,وقلعة مَنَك,ولشوسن,وعقرالحميدية,والهتاخ,وحانى وقال القلقشندي في آخر الكلام على الجزيرة الفراتية صفحة 326 من الجزء الرابع المذكور ما نصه: واعلم ان هذه الجزيرة مجاورة لمملكة الديار المصرية من حيث اتصالها بالبلاد الشامية من الجهة الشرقية.وقد تقدم ان بعض بلادها داخلة في اعمال جَلَبَ من ممالك الديارالمصرية, كالرها,وقلعة جَعيروما والاهما. والمسافة بين حلب والرها معلومة ومن الرها الى حران يوم واحد.ومن حران الى رأس العين ثلاثة أيام. ومن رأس عين الى نصيبين ثلاث مراحل.ومن نصيبين الى الموصل أربع مراحل.وقد تقدم أن الموصل هي قاعدة بلاد الجزيرة في القديم. ومن الموصل الى تكريت سبعة ايام. وقد تقدم أن تكريت هي آخر مدن الجزيرة مما يلي العراق. زمن الموصل أيضا الى آمد اربعة أيام ومن آمد الى شمشاط ثلاثة أيام).
الموصل (عن كتاب المقدس وياقوت)
وهي واقعة على الشاطىء الغربي من دجلة وكانت تسمى في زمن الساسانيين باسم بوذ اراد شير,وفي زمن بني آمية كان لها شأن عظيم.وقد بنى بها جسر يصل هذه المدينة بمدينة سنحرائب نينوى. والموصل صارت عاصمة للجزيرة في حكم مروان الثاني آخر خلفاء بني آمية. كما استخدم غيرها من المصادر في دراسته وأعداد التقرير.
وقبل السفر إلى العراق ألتقى أعضاء اللجنة في لندن بممثلي وزارة الخارجية والمستعمرات البريطانية للتعرف على وجهة نظرهم.وقد كتب سكرتيروزارة الخارجية البريطانية السيد د.اوسبورني الرسالة التالية بتاريخ 8 كانون الأول 1924 إلى رئيس اللجنة الثلاثية السيد فيرسين يؤكد فيها تزويد أعضاء اللجنة بالوثائق اللازمة المتعلقة بهذا الشأن.
(سيدي,
وجهني السيد وزيرالخارجية بشكل مباشر أن أنقل إليكم ثلاث نسخ من الوثائق التالية: -
محضر اجتماع لجنة حدود العراق لعصبة الأمم ، ثلاثة اجتماعات في لندن..1
رد حكومة جلالة الملك على الاستبيان الذي سلمته إليها اللجنة..2
3.رد حكومة جلالة الملك على المذكرة التي قدمتها الحكومة التركية إلى مجلس عصبة الأمم في سبتمبر / أيلول الماضي.
اتفاقية هدنة مودروس.*.4
المؤتمر الأنجلو فرنسي في ديسمبر 1920.5
6.قائمة الدول الأوروبية التي تحتفظ بالقناصل في العراق والتي نشرت تقارير قنصلية عن ذلك البلد قبل الحرب.
سيتبين أن مزاعم حكومة جلالة الملك حول مسائل المبادئ العامة قد أعيد ذكرها في الرد على المذكرة التركية.
امتثالا للاقتراح الذي قدمه الكونت تيليكي في اجتماع اللجنة في 29 نوفمبر،تم إرسال نسخ إضافية من الوثيقة إلى أعضاء اللجنة من خلال ممثلي جلالة الملك في بروكسل وبودابست وبوخارست، ولكن بسبب قصرالوقت المتاح،ربما لم يتم استيلامها في الوقت المحدد.إذا كان الأمر كذلك، فإن مجلس حكومة جلالة الملك تعبر فقط عن أسفها، ولكن يجب أن يُعزى هذا الإغفال إلى الوقت المحدود المتاح.
الوثائق والخرائط المشار إليها في الردود على الأسئلة الرابع والسابع والعاشر والثاني قيد الإعداد،وسيتم إرسالها بشكل جيد في أقرب وقت ممكن.
أنا , سيدي , خادمك المطيع).
*ــ (مودروس),( طبقاً لهذه المعاهدة استسلم العثمانيون في مواقعهم المتبقية خارج الأناضول،ووافقواعلى أن يسيطرالحلفاء على مضائق البسفوروالدردنيل،والحق في احتلال أي إقليم عثماني في حالة وجود تهديد للأمن.تم تسريح الجيش العثماني، وأصبحت الموانئ والسكك الحديدية والنقاط الإستراتيجية الأخرى متاحة لاستخدام الحلفاء.في القوقاز،تراجع العثمانيون إلى حدود ما قبل الحرب.
ومن الشروط التي أملتها انجلترا على تركيا:
ـ تسريح الجيش التركي ووضع رقابة الحلفاء على الإذاعة و التلغراف والطرق الحديدية.
. ـ احتلال مضايق البوسفوروالدردنيل ومرورالسفن الحربية التابعة للحلفاء من خلالها
. ـ استسلام القوات التركية في البلدان العربية ( اليمن، العراق، سوريا،الحجاز)
ـ انسحاب القوات التركية من إيران ومن الأجزاء المسيطرة عليها فيماوراء القوقاز..
ـ احتلال الحلفاء باكو و باتوم مع احتفاظهم بالحق في احتلال أية مواقع إستراتيجية في داخل تركيا ذاتها في حالة ما إذا استجدت ظروف تهدد أمنهم وسلامتهم.
ـ إعادة أسرى الحرب من المواطنين التابعين لدول الحلفاء دون أية شروط وإبقاء اسرى الحرب الأتراك تحت تصرف الحلفاء).