المحرر موضوع: ولادة المسيح لحظة نادرة في تاريخ البشرية!  (زيارة 835 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2492
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ولادة المسيح لحظة نادرة في تاريخ البشرية
بقلم يوحنا بيداويد
https://youhanabidaweed.com/

اخواني واخواتي في الانسانية
ان  ولادة السيد المسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة ومهمة في تاريخ الانسانية تستحق  التامل والدراسة فعلا؟!!. بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الاول والاخير الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ممارسة المحبة المباشرة الانسان الاخر دون شرط،او تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.
 في ذكرى هذه المناسبة العظيمة علينا كبشر وكمؤمنيين ان نعود نعطي بعض الوقت لانفسنا للتامل والتفكير بحياة المسيح وتعاليمه وعلاقة معانيها بحياتنا.  ولادته المتواضعة في المغارة!، سيرته البسيطة، واخيرا  تعاليمه المملوءة من القيم الانسانية التي وصلت الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان افدى جسده لا فقط قربانا من اجل مفغرة خطايا، وانما الى ادات تجعلنا نشعر ونحس ونعي بالاخر من خلال تناوله، الاخر الذي هو كل انسان اينما وكيفما يكن!!. وعليه علينا ان نراجع ذواتنا وقراراتنا وتصرفاتنا، لان نحن على يقين ان الحياة علىى هذا الكوكب الصغير في هذا الكون الواسع تمر اليوم اكثر من اي لحظة اخرى في التاريخ، بظروف حرجة و ان مسيرة الانسان وحضارته التايهة التي وصلت الى اعلى قمة لها، لكن ايضا وصلت اعلى قمة  لها من الانانية واليأس والنشوة الفارغة.

علينا اجراء تحليلا لمعرفة ما هو فعلا مفيدا، وما هو مضرا لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و لبلدنا الام العراق ولمجتمعنا ولاعراقنا وللانسانية جمعاء. اخواني اخطر  تصرف الان للانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب  معين وانما  يشعر انه يحد منحريته الفجة، بل يعتبره قيد في يديه. بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده من اكل اي نوع من الحشائش الضارة او غير الضارة فيها حتى غريزيا.

 املنا ان يفهم الانسان من خلال تامله في هذه الايام  هناك مفهوم عميق لرسالة المسيح في تشديده على المحبة غير المشروطة، تلك المحبة الغريبة للكثيرين في هذه الايام، لانها لا تعطي الاولوية (لانا الصغيرة)  بل تهتم ب(أنا الشاملة) غير المحددة بالجنس او قوم او وطن او قبيلة او دين او شكل او لون او عمر او درجة الغنى او الفقر او العوق، تعطي الاولوية لكل انسان. اخواني اخواتي الاعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالايمان، اي بقبول التغير، تغير الذات. في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد  الاجتماعبة نستطيع اليوم ايضا ان نعمل اعمال عظيمة، اذا كان لنا الاستعداد لقبول تغير ذاتنا. وكل عام انتم بخير.


كتبت  الصيغة الاولى لهذه الخاطرة في 18 كانون الاول 2012
وتم اعادة صياغتها في 24 كانون الاول 2021
  يوحنا بيداويد