المحرر موضوع: الشاعر الطريد يصدر كتابه الشعري الثالث  (زيارة 1334 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشاعر الطريد يصدر كتابه الشعري الثالث

" أحلام الشاعر الطريد" هو عنوان الكتاب الثالث للشاعر نينوس نيراري وقد صدر حديثاً بحلة الغلاف من تصميم الفنان فاسيلي شمينوف. الكتابة قشبية أنيقة ،الحروف منضدة لتكون سهلة التمييز، كما ان حجم الكتاب ملائم لتصحفه وكتابة الشعر الرباعي العمودي لتحويه مساحة الصفحة بسهولة.
العنوان يحكي المضمون بأختصار بالغ، ولو ان الكتب السابقة لنينوس في مضمار الشعر كلها توحي بهذا العنوان. لكن قصائد الكتاب الجديد تجمع بين القومية ، العاطفية، والحِكَمية والسياسية. وقد جمعها نينوس بجهد جهيد من هنا وهناك . وهي مكتوبة خلال السنوات من ١٩٧٤ الى ٢٠٢٠ ولم ترد في الكتابين السابقين. واحدة منها ضاعت وفتش عليها حتى وجدها مدونة في احدى المجلات، فكانت فرحته كتلك الامراءة التي وجدت فلسها الضائع او ذاك الراعي الذي ترك التسعة والتسعين ليفتش عن الخروف الضائع ويجده وتكتمل فرحته. هذا الخروف الضائع كان قد اطلق عليه نينوس عنوان " طلاثا شكلي" /ثلاث صور . ثلاث صور لثلاث بنات وجدها بين الصفحات في كتاب ضمن مكتبته. الأولى اغتربت صاحبتها مع اهلها، والثانية تزوجت من غني وتطلقت، اما شخصية الثالثة فقد كان قدرها الموت. لكن القصيدة توحي برابعة يحلم بها  الشاعر لتكون الملكة المتربعة على عرش الملكوت في الوجود الذي يعيشه .
اسم هذه القصيدة استشفته من نينوس حين أهداني كتابه وسألته كم استغرق التحضير لهذا الكتاب وفي جوابه ورد اسم  القصيدة وسجلتها في ذاكرتي كي ادلف بابها وأدونها الآن.

المجموعة تضم ٢٣١ قصيدة باللغة الاشورية الحديثة ( السورث) . انا على يقين ان اي شاعر آشوري لم يأتي على قدر وعدد هذه القصائد الواردة في هذا الكتاب ، ولا حتى الشعراء العرب الفطاحل لم ينظموا بقدر قصائد نينوس نيراري، وهنا اذكر ان المتنبي وهو يعتبر أعظم شاعر عرفه العرب والعالم ( حسب تقديري) وصل الينا من قصائده ٣٢٦ قصيدة. اما مجموع قصائد نينوس لحد الآن والمطبوعة فهي ٣٧٥ قصيدة.
هذا الكم الهائل من الأشعار دلالته عظيمة، لانه من هذا الكم نستنتج ان لغتنا الآشورية الحديثة ،لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفها بأنها مندثرة كما يحلو للبعض، لابل و بلا شك انها حية وقابلة لمواكبة العصر، فشعر نينوس عصري وحديث ويتناول شتى مناحي الحياة العصرية.
 اللغة النقية هي تلك التي ليس فيها شوأئب من لغات اخرى وهي بذلك تحسب لغة قائمة بذاتها، ومن هذه اللغات هي الأنكليزية والعربية واليونانية كأمثلة، اما اللغات الهجينة فهي تلك التي فيها من كلمات لغة اخرى ما يشوه نقاوتها ، مثلاً   الكردية والفارسية، وحتى التركية ففيها من الكلمات العربية  ليمكن واحد مثلي ان يعرف فحوى اشعارها. نينوس في شعره يضع اللغة الآشورية الحديثة في مصاف اللغات النقية، فأنا هنا اتحدى الذي لغته العربية ان يدرك معنى اي قصيدة يكتبها نينوس نيراري.

المقدمة التي كتبها نينوس لهذا الكتاب هي بمثابة مقدمة ابن خلدون لكتابه الموسوم " كتاب العبر"، والتي أصبحت فيما بعد كتاب بحد ذاته لتكون اساس علم الاجتماع. في المقدمة شرح نينوس كيف ولماذا هو شاعر طريد او شاعر منفي. من جملة ما كتبه في هذه المقدمة هو الآتي: " من اليوم الذي قبلني الأدب الآشوري ان اكون أديب حر في محيطه الواسع، بدأ قلمي يولد شعراً بعد شعر، اتحول من موت الى موت، من نار الى نار ، ومن فردوس الى فردوس، ومن عينيّ وطني الى عينيّ حبيبتى. صار ينمو حتى ادركت ان الشعر هو صليب عليّ ان أحمله على ظهري واتجه صوب الجلجلة."
وفي النهاية اختصر هذه المقدمة ببيت شعري مقفى، ونصه مترجماً:
في عينيّ تجد حلماً آشورياً وهو يكبر بعدة الوان أو أشكال
وفي عينيّ حبيبتى تجد هذا الحلم يرفرف كجناحي الحمام

ادباء وشعراء أبدوا رأيهم في شعر نينوس، كتابة بالسورث او العربية، وقد جاء ذلك بعد المقدمة المذكورة اعلاه. هؤلاء هم كل من المرحوم ايوان كَوركَيس، عبد الجبار الجبوري، أكَنس اسحق، مارينا بنجمين، ميخائيل مروكَل ممو، حنا شمعون، فهد اسحق، و شاكر سيفو .
جميعهم عبّروا عن اعجابهم بقابلية نينوس نيراري في كتابة الشعر.

حين استلمت الكتاب احترت من أين ابدي فيه فالترابط معدوم في كتاب يحوي قصائد، ولذا فتحت الكتاب قريب النصف وهناك في الصفحة رقم ١٥٢ واجهتني قصيدة حب بعنوان " لا تُصدقي"، كتبها نينوس في ٤ نيسان ١٩٨٣ وفيها يعبر عن لوعة مشاعره عبر الرباعيات لحبيبتة . احترت ايضاً اي بيت اترجم لكن هذا الذي وقع اختياري عليه - مع بعض التصرف- لأنه يعزز الوارد من مقدمة الكتاب اعلاه:
في عينيك أجد هذه التي هي روحي
قبلك، لم يكن لي لا اقنومي ولا كياني
بعدك، جمالك أصبح بيتي و بنياني
 دعينا انا وأحلامي أحياء في عينيكِ

رحت ابحث في الكتاب عن كنوزه فرأيته كله كنوز ثمينة، راقبت البنية الشعرية والتركيب فتأكد لي ان نينوس يفضل الرباعيات وذلك من اجل إيصال فكرته اما وزن السطر فهو يتجاوز العشرة هجاءآت وهو يلتزم القافية الأصيلة ليغلق بها السطر، وعلى عكس كتابته للشعر في العربية حيث يفضل الحر على المقفى الكلاسيكي. رأيت في هذا الكتاب اشعاراً على وزن ٤-٤-٤ ، وأخرى ٥-٥-٥ ، وكلها متقنة في الوزن والقافية، لكن الذي استغربته من نينوس انه كتب قصيدة عصماء عمودية ( استونا) في غاية الروعة من ٤٦ بيتاً وهذا ليس بالامر السهل في لغتنا الآشورية الحديثة بسبب النقص في مفرداتها، لكن عند نينوس ليس ثمة صعوبة في إيجاد ٤٦ كلمة نهايتها هي الريش / الراء.
كتب نينوس هذه القصيدة التي هي بعنوان " قورا تلقتا/ القبر المفقود"  في تكريت العراق ومن قرية العوجة( وللأسف اقول هنا السيئة الصيت) فهي التي أنجبت الطاغية العروبي صدام حسين الذي اليه يعزى الحضيض الذي وصل اليه العراق الحالي. في هذه القصيدة نينوس المغترب يفتش في خياله الواسع عن قبر صديق قتل في الحرب، لتأتيه المشورة من شخص طاعن في السن عاش الأحداث . في زمن غياب نينوس الذي هو زمن البعث، تحول الوطن الى مقابر جماعية، فعبث هي المحاولة لان العراق كله أصبح مقبرة وحتى الأحياء كانوا امواتاً فقد ماتت الرجولة عند كل الرجال الا عند الطاغية.  تنتهي القصيدة بطلب من الرجل المسن ان يضع محاوره الوردة التي يحملها على العراق كله لأن الوطن كله  مات في زمن الدكتاتور الذي عاث تدميراً وقتلاً في العراق كله من البصرة مروراً ببغداد الى نوهدرا كما ورد في احد اسطر هذه القصيدة الرائية.
يبدو لي ان نينوس كان له الفراغ الكافي ليحيك هذه القصة المعبرة ويأتي بكلمات القافية  الكافية.

قصيده اخرى وقعت عيني عليها وهي آخر العنقود وجاءت بعنوان " سبٍرا دبٍرديسا / عصفور الفردوس " وهي مرثاة لصديقه الشاعر الشريد نشأت يونان. بسبب جائحة كرونا لم يتسنى لنينوس ان يسمع القصيدة لجمهوره، وأنا بعد ان قرأتها بدا لي صدق وطيبة وانسانية نينوس . نشأت أصله من هكاري، نجت عائلته من مذابح بدرخان،  استقر الأمر بعائلة زيا يونان والد نشأت في باقوفا ثم كركوك، ونشأت الذي لم يكن يعرف من الآشورية لغه اجداده سوى بضع كلمات، استقر به الأمر في شيكاغو حاله حال الكثير من الذين ذاقوا ذرعاً من الطاغوت، وفي شيكاغو تعرف نشأت الشريد على نينوس الطريد وهنا بدأت قصة شاعرين من مدينة كركوك. الطريد علَّم الشريد من جديد لغة الآباء  من كثرة الاختلاط وهذا الأخير تعلمها بلكنة، لكن تعلم الشعر الصافي النقي من غير شوائب ليصبح شاعر شيكاغو العجيب ويغني من شعره أشهر مطربي شيكاغو ارقى الأغاني الآشورية ،منهم سركَون كبرئيل ، لندا جورج وأدور يوسف/ بيبا.
أربعين سنة استمرت صداقة نينوس مع الشريد نشأت الذي لم يكن له اهل وأقرباء في شيكاغو لكن نينوس تكفل به وأدخله بيته وجلب له الشهره ليصبح نشأت المحبوب الأول لجمهور شيكاغو في مهرجانات شعر عيد الحب " فالنتاين". وحتى بعد وفاة نشأت فإن نينوس أكمل مشوار الاعتناء بصديقه الحميم واستطاع بكل همة ان ينجز له حجر القبر وينال التكريم ليبقى خالداً في ذاكرة التاريخ ثم توج نينوس محبته بهذه القصيدة الرائعة.
أود أن اترجم بيت من هذه الرباعية الرائعة:

انقطعت سلسلة الأخوة المتحدة مع نشأت يونان
بعد اربعين سنة جميلة من صداقة زينت لنا زماننا
مدة اربعين سنة سوسنتنا  منفتحة، وزاهية مّحيانا
خبر رحيلك هزنا جميعاً وابطل مقدرة التفكير فينا

الأنسان يأتي الى هذه الدنيا فارغاً ويذهب فارغاً
دورك في حياتنا سنتذكره ولن يضيع ابداً
كيانك طيب، قلبك دوماً بحب الآخرين صادق
من الذي الى وجهك او الى صوتك لا يشتاق

بلا شك أن المصطلحات اللغوية لنينوس صعبة على غالبية القراء، لذا فإنه ترجم الكلمات الصعبة الى الأنكَليزية بدلاً من تفسيرها بالاشورية الحديثة كما في الكتب السابقة.
ملاحظة اخرى اود التوقف عليها لاقول ماذا لو ان نينوس يسجل قصائده على ذاكرة البيانات flash drive ، لتكون مسموعة في السيارة  او في اي مكان،  وفي نفس الوقت تساعد القارئ في لفظ الكلمات وتعلم اللغة الأدبية، كما ان المطربين والملحنين قد يستفادوا منها وبذلك يزداد رصيد نينوس نيراري الزاخر من كلمات الأغاني. مجرد اقتراح!!!
يبقى هنا ان أذكر إمكانية الحصول على الكتاب عن طريق:
          www.lulu.com

                   حنا شمعون / شيكاغو



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي حنا شمعون

شلاما
تشكر عل هذا العرض الممتع لكتاب شاعرنا الكبير   نينوس نيرا ري
ونظرا لقلة القراء. للكتب. الورقية. في وقتنا. الحاضر ولضرورة  زيادة  نشره  بين ابناء شعبنا
فانني اجد انك قد سبقتني باقتراحك المهم  والذي تقول فيه (  ملاحظة اخرى اود التوقف عليها لاقول ماذا لو ان نينوس يسجل قصائده على ذاكرة البيانات flash drive ، لتكون مسموعة في السيارة  او في اي مكان،  وفي نفس الوقت تساعد القارئ في لفظ الكلمات وتعلم اللغة الأدبية، كما ان المطربين والملحنين قد يستفادوا منها وبذلك يزداد رصيد نينوس نيراري الزاخر من كلمات الأغاني. مجرد اقتراح )
نتمنى لشاعرنا ولكل القراء.  عاما جديدة بعيدا عن كورونا

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي اخيقر ، عيد ميلاد مجيد لكم، وسنة جديدة مباركة وسعيدة.
اشكر مروركم ، وانا مثلكم ارى من الضروري تحميل الكتاب بالقراءة الصوتية، لأن في ذلك منفعة كبيرة. هذه الأيام انا مشغول بسماع كتب علي الوردي من خلال اليو تيوب أثناء وجودي في البيت، والرياضة والسيارة. السماع ملائم للاوقات التي اختارها.
تحياتي
      حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صديقي حنا شمعون المحترم:
لولاك لما عرفت بهذا الكم من القصائد التي كتبها مؤلف كتاب " اغا بطرس سنحاريب القرن العشرين" الاديب والشاعر نينوس نيراري. اشد على يده لكل اصداراته وكتاباته ونشاطاته، ونحن الآن بخصوص الكتاب الشعري الثالث " احلام الشاعر الطريد" الذي اصدره والذي نتمنى ان يصل ليدنا حتى نقرأه. وبالتأكيد صديقي انت متخصص في نقد الاغاني والالحان وحتى الاشعار ، فقد أجدت في التعريف بالكتاب ورفع سقف اهميته الى الاعلى فأعلى، داوم على متابعاتك ونشراتك في موقع عنكاوا والرب يمنحك القوة والصبر والامل في الوصول الى ما تصبوا اليه وتطمح في تحقيقه.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
صديقي وأخي العزيز الأستاذ نبيل دمان،
من أوجه الشبه بين الشاعر نينوس نيراري وحضرتك انكما كاتبين مثابرين لا تكلان ولا تملان من تأليف الكتب وجل همّكم هو اداء الذي عليكم كي تخدموا الثقافة المتعلقة بالسوراي.
املي كبير لا بل ان الواجب يحتم عليّ ان يكون لي رأي في كتاب من كتبك الكثيرة المؤلفة من قبل حضرتك.
تقبل احترامي وتقديري لشخصكم،
     حنا شمعون / شيكاغو