المحرر موضوع: ما بُنيّ على باطل فهو باطل / شعار إسلاموي فاشل!  (زيارة 733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما بُنيّ على باطل فهو باطل / شعار إسلاموي فاشل!

مقدمة :
أهّم ميزة تُميّز الإنسان عن باقي الحيوانات إتفق عليها أغلب الفلاسفة والعلماء على حدٍّ سواء ,هي حُبّه وولعهِ (بالتفكير) وسعيه الواضح للتطوّر على الدوام!
لعالم البايولوجي الشهير (ريتشارد داوكنز) قول لطيف في كتابهِ الأشهر (الجين الأناني) ,حيث يقول بهذا الشأن:
[ كما السمكة في السباحة والطيرُ في الطيران ,فالبشر ماهرون جداً في التفكير]!
المبدأ الإسلاموي أعلاه ,ينسف هذه الميزة البشريّة الأهّم ويقلبها رأساً على عقب!
لماذا أقول ذلك؟
ببساطة هذا القول الغبي يعني عدم قدرة البشر (أو بالأحرى مَنعهم عقائدياً) من تحويل الفعل السلبي والأخطاء الماضية ,إلى عمل إيجابي نافع قد يكون مُنتِج للتقدّم والتطوّر والسعادة والرفاهية البشريّة!
وهم بذلك يعارضون أصلاً نص ديني إسلامي يقول (ولا تزرُ وازرةٌ وِزرَ اُخرى) ,بمعنى لا تُلحِق عمل خاطيء بعمل خاطيء أحمق آخر!
***
صورة :
 

***
الإنسان لا يتوقف عن التطوّر!
أثبتت البايولوجيا التطوريّة عبر نظرية التطوّر والإرتقاء الطبيعي الداروينيــة ,
أنّ البشر الحالي تطوّر عن أسلافهِ (الهومو سابينس / أو الإنسان العاقل الأوّل) ,
الذين كانوا قبل بضع ملايين من السنين أقرب بإشكالهم للقرود!
هذه تجاوزت تسميتها (نظرية علميّة) فقد أضحت حقيقة علمية ثابتة غير قابلة للدحض ,مثل حقيقة كون الأرض تدور حول الشمس التي بدأها (كوبرنيكوس)!
هذا ليس خيال أو ديكتاتورية العِلم وماشابه من أوصاف مؤدلجة للمعارضين.
نظرية التطوّر أصبحت (حقيقة التطوّر) بعد أنّ مرّت وأجابت عن ملايين التساؤلات والإعتراضات والإمتحانات ومحاولات الدحض العلميّة والفلسفية!
اليوم كلّ شيء يتعلق بالعلوم البايولوجيّة وباقي علوم الطبّ والدواء والوراثة والجينات والفايروسات ...الخ ,تقوم على فكرة تطوّر الأحيــاء ,التي تحوّلت الى نظرية ثم الى حقيقة علمية راسخة .
ملاحظة  / لمن لم يفهم التطوّر لحدّ الساعة فليسمع من الشاشات عن تطوّر فايروس كرونا (أو سارس 2) شاغل الناس حالياً الذي ظهر أولاً في الصين نهاية عام 2019 ,ثمّ ظهر المتحوّر ألفا في بريطانيا إكتوبر 2020 ,بعدها ظهر المتحوّر دلتا في الهند ,ثمّ ظهر (دلتا + ) ,وحالياً المتحور إوميكرون سريع الإنتشار الذي ظهر في جنوب أفريقيا .وهكذا سيستمر تطوّر هذا الفايروس اللعين ويستمر العِلم والطب بملاحقته ومطاردته عن طريق اللقاحات والأدوية!
واليوم سمعتُ خبر عن توّصل علماء يعملون للجيش الأمريكي الى لقاح يصلح ضدّ جميع متحوّرات كورونا وسوف يُطرح خلال أسابيع / إنظر رابط 2
نعم هذا حال العلم الحقيقي صادق وراسخ وأنتج لنا كلّ ما أسعدنا ,وسأوردُ لكم مثلاً لتوضيح (فكرة دقّة وصدق العِلم الحقيقي)!
قبل أكثر من قرن من الزمان ,بالتحديد عام 1915 أطلق العالِم (آلبرت آينشتاين) نظريتهِ الشهيرة في الجاذبيّة (النسبيّة العامة)!
بالتأكيد إستفاد من أعمال من سبقه كالعالم (نيوتن) ,ثمّ إستفاد العلماء لاحقاً ومازالوا من نظرية آينشتاين وهكذا سيستمر الحال!
المهم رغم أنّ تلك النظرية أصبحت اللبنة الاولى في جميع علوم الفيزياء النظرية الحديثة ,مع ذلك لحدّ الساعة يقوم المختصون بمحاولات إمتحان أو دحض تلك النظرية .ورغم أنّ أحداً منهم لم يعثر على ثغرة في مجالٍ أو تطبيقٍ ما ,رغم كونها تخص الأجرام السماوية الكبيرة إضافةً الى الإجسام الصغيرة الدقيقة.
(مع أنّ الفيزياء الكموميّة توضح بشكل أفضل الحركة والطاقة داخل الذرّة)!
لكن مع ذلك لا يجرؤ عالِم تسمية النظرية النسبية العامة ,بالحقيقة العلميّة المُطلقة!
الدليل على هذا الكلام (إنظر الرابط 1) قبل أيام قليلة إنتهى العلماء في جامعة إيست إنگليا البحثيّة البريطانية من تجربة علميّة دامت 16 عام لمراقبة إثنين من النجوم الضخمة وهي نوع من النجوم النيوترونيّة النابضة يدور أحدهما حول الآخر بشكلٍ متزامن .المهم في الأمر (الذي يخص ورقتي) ,من ضمن أهداف الباحثين أنّهم يسعون للعثور على حدث لا تنطبق عليه نظرية آينشتاين النسبية العامة!
إذاً نخلص الى أنّ البشرية تتطوّر ( شكلاً وفكراً ومضموناً) على مرّ الزمان ,لا جدال في ذلك .والعُلماء لا يُسمّون النظرية بالحقيقة العلمية إلّا إذا كانت كذلك بالفعل .فهل يُعقَل أن نقول لإنسان اليوم : خلاص لا تُحاول فعل أيّ شيء في تصحيح الأمور هنا أو هناك ,لأنّ ما بُنيّ على باطل سيبقى باطل!
مثال / تحرير العراق من صدام حسين الذي قامت به أمريكا عام 2003 هو عمل باطل حسب الإسلام السياسي ,فأيّ شيء يحدث في العراق الجديد خلال القرون القادمة هو باطل طبقاً لهذا المبدأ الغبي ,هل يُعقل هذا؟
بينما الواقع على الأرض يخبرنا ,رغم بؤس الحالة والصورة العامة في العراق ,
إنّما هناك حكومات ورؤوساء يتبدلون كل بضعة سنين (ليس كصدام الذي بقي 35 عام يذيق العراقيين سوء الذُلِّ والعذاب) .عامة المواطنين حالتهم المادية أفضل والأشياء التي كانت حُلماً خرافيّاً (كالموبايل والكومبيوتر والساتالايت وما شابه) أصبحت في متناول الجميع تقريباً .كما أنّ بعض الصحف تفضح الفاسدين وتتهم حتى الرؤوساء دون أن تُغلَق ويُشنق أصحابها ,كما أنّ الشباب الواعي يتظاهر ضدّ الحكومة وقد أسقطَ بالفعل إحداها (حكومة عادل عبد المهدي) ,
وربّما باقي التطوّر يأتي مع الزمن ومع تقليل العراقيين من سلبياتهم العديدة!
مثال آخر / الإسلام السياسي يتّهم العالم السويدي الشهير (الفرد نوبل) بإنّهُ إخترع ما يقتل البشر ,رغم أنّهُ طوّر عدّة مرات إختراعهِ (الديناميت) بإضافة مواد كيمياوية ماصة خاملة ليسطر على مخاطر تشتته كي لا يقتل صاحبه ,كما كان يحدث مع سابقهِ (النتروگلسيرين) الذي إخترعهُ العالِم (أسكانيو سوبريرو)
عام 1847 ,يعني كان موجود أصلاً قبل نوبل بعدّة عقود وشائع الإستعمال في التفجيرات لكنه غير آمن يتشتت بجميع الإتجاهات فيقتل صاحبه وعدوّه معاً !
لا بل قبل النتروكليسيرين بوقتٍ طويل كان هناك (البارود) ,الذي يفخر العرب أنفسهم (أو ربّما يدّعون ذلك مثل قصة الصفر) أنّهم إخترعوه في القرن الاوّل الهجري بالتحديد عام 690 للميلاد أي قبل 12 قرن من نوبل ,حتى أنّه أثناء ثورة الزنج  كان العُمال الزنوج (العبيد) ينقلون ملح البارود في البصرة .وقد إستخدمه المسلمون في حصار المُدن ودكّ الحصون (عادي)!
على كلٍّ إختراع نوبل هذا اُستخدم أولاً في حفر الترع والجداول والأنفاق والقنوات المائية الشهيرة (قناة بنما مثلاً) ,ولاحقاً لدى الجيوش والحروب!
وبالطبع لولا الجيوش الحديثة لأكل القوي الضعيف (أعملَ فيهِ سيفه) حسب التعبير الإسلاموي (لماذا أتذكر تسميتهم الأندلس ,وخيبر خيبر يا يهود؟)
فهل إختراع نوبل باطل وكلّ ما بعده باطل؟
بينما البارود نظيف شريف وما بعده الحقّ اليقين المُبين ؟ مالهم كيف يفكرون؟
مثال آخر / الغرب إخترعَ النظام الديمقراطي في الحُكم وقوانين حقوق الإنسان والمرآة والطفل والأقليّات ...الخ ,فكون الغرب (كافر) بنظر الإسلام السياسي فهو باطل وكلّ ما يأتي منه باطل!
حسناً وماذا عن مخترعاتهِ العلمية والطبية والصناعيّة والرفاهية المفيدة؟
لماذا هذه ليست باطلة أيضاً  يا مُدّعي المظلوميّة والإسلاموفوبيا!
مثال آخر / رجل رحّالة إيطالي إسمه ( كريستوفر كولومبس) ,إكتشف ما سميّ حينها العالَم الجديد كان ذلك عام 1492 ,قبل أكثر من خمس قرون!
هذا الرجل كان مسيحي ُمتديّن يرغب بنشر المسيحية إضافةً لما سيجنيه هو ومجموعته من أموال وكنوز وما شابه .والأهمّ كان يرغب بإثبات كروية الارض لأنّه كان عالماً أيضاً .حسناً هذا حسب (الإسلام السياسي) كان عمل باطل وأنّهُ ظلمَ الشعوب الأصليّة (البدائية) هناك (مع أنّ هذه ليست كلّ الحقيقة في الواقع)!
المهم , إنظروا اليوم الى دول مثل كندا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين والعديد سواها ,أحدها على الأقل أصبح أعظم دولة ظهرت في الكوكب على مرّ العصور وساهمت في معظم التطوّر والسعادة والرفاهية البشرية ,وأكبر مدافع عن حقوق الإنسان ,وتقبلّت المهاجرين إليها من جميع أرجاء الكوكب ورعتهم بحيث بعضهم  نال من جوائز نوبل العلمية نصيباً ,فهل كلّ ذلك سيبقى باطلاً ؟
***
الخلاصة:
من أشهر الجُمَل (الإنكليزية) التي قيلت يوماً ما ,هي تلكَ الواردة في وثيقة إعلان الإستقلال الأمريكي 4 يوليو 1776,تقول :
[لجميع البشر حقّ الحياة والحُريّة والسعي وراء السعادة]!
Life, Liberty and the pursuit of Happiness
السعي وراء السعادة يعني في الواقع التفكير الدائم والبحث عن التطوّر والرفاهية.
فهل نوقف كلّ هذا ,كي يُسعَد الإسلامويون بأفكارهم البائسة التي تقول ,كلّ جديد بدعة وما بُني على باطل فهو باطل؟
نعم ربّما هناك (باطل) لا ينتج بعده إلّا الباطل والشرّ والكراهية ,مثل بعض العقائد الشموليّة التي تآمر وتدعو لقتل كلّ مُخالِف (إيّاكِ أعني يا جارة)!
لكن هناك آلاف الأمثلة على أنّ حدثاً إبتدأ باطلاً خاطئاً ظالماً في البدء ,ثمّ بشطارة الناس وسعيهم الدؤوب للنهوض والتطوّر ,إنقلبَ ذلك الحدث الى فوائد ومنافع وأمجاد بشرية لا تنتهي!
[ أريد أنْ أنضّمَ الى المُبدِعين الحاصدين المُحتفلين بالعيد ]!
هكذا تكلّمَ زرادشت / نيتشه
كلّ عام وجميع البشرية المُحبّة للسلام بخير وسعادة ,
أتمنى أن يكون عام 2022 منصفاً لجميع المغبونين في هذا العالَم!

***
الروابط :
1 /
تجربة في عُمق الفضاء تحدّت أعظم نظرية لآينشتاين / آدم سمث /الإندبيندنت!
https://www.independentarabia.com/node/286391/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85/%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%85%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AA-%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A2%D9%8A%D9%86%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%86
2 / الجيش الأمريكي يستعد لإطلاق لقاح ضدّ جميع سلالات كورونا!
https://arabic.rt.com/health/1307105-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AD-%D8%B6%D8%AF-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%84%D9%83-%D8%A3%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86/



رعــد الحافظ
25 ديسمبر 2021