المحرر موضوع: الكلام الممنوع / القسم الخامس  (زيارة 609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلام الممنوع / 5
ثامناً : أسباب فشل العمل القومي والسياسي في المهجر ..
1 ـ بعد وصول الاشوريون الى المهجر وتمتعهم بالحرية والديمقراطية المفقودة في بلدان الشرق الأوسط التي هاجروا منها ، إعتقدوا أن  الانتماء القومي الآشوري يعني الأنتماء أو الانخراط في العمل السياسي المتمثل بتأسيس أحزاب ومؤسسات قومية وما يوازيها من اتحادات وجمعيات ثقافية واجتماعية  وإنسانية وعشائرية وغيرها .
2 ـ لم يستند او يعتمد الاشوريين في تأسيسهم لتلك المؤسسات والأحزاب والجمعيات على مصدر فكري آشوري موحد خصوصا تلك التي كانت الغاية من تأسيسها مصلحة شعبنا الآشوري في مواطنه الاصلية .. وهذا لا علاقة له بالأسس والضوابط  المتشابهة لأغلب دول المهجر بالنسبة للجمعيات الاجتماعية الترفيهية المختلفة .
3 ـ يضاف الى ذلك ، فأن توزع الاشوريين في دول ومدن المهجر المختلفة  أدى الى توزع النخب والمثقفين نسبيا هنا وهناك ، وكان من نتائج ذلك غياب الحضور الثقافي الاشوري والواعي عن العديد من المؤسسات التي جرى تأسيسها  .. بحيث اصبح كل من تعلم كلمتين أستاذا ومرشدا وقائدا .
4 ـ وبسبب الضعف الفكري والتنظيمي لتلك المؤسسات وانتشار البيروقراطية وحب التسلط وفشلها في تحقيق الأهداف التي تأسست من اجلها .. عصفت بها الانقسامات  وانتشرت عملية تأسيس جمعيات ومؤسسات ضعيفة ، واحيانا لا يتجاوز أعضائها أصابع اليد .
5 ـ فكان من نتيجة ذلك ان تتجه تلك الجمعيات والمؤسسات الى اللعب على الوتر العشائري والكنسي والحزبي والخ ، مكرسةً بذلك حالة الانقسام  بين أبناء شعبنا الاشوري .. فتحولت  الكنائس والجمعيات والأندية الى منتديات عشائرية في اغلب الأحيان .
6 ـ غياب المصداقية من أجندة أغلب القائمين على العمل القومي والسياسي في المهجر ..
7 ـ حيث بدا ذلك واضحا من خلال تطابق مبادئ وشعارات تلك المؤسسات ولكن من دون ان تنجح في بناء تحالف قومي ناجح كما ذكرنا  ..
8 ـ واحيانا أخرى كان يخشى القائمين على هذه المؤسسات من كشف حقيقة مؤسساتهم الوهمية ، فظل  نشاطهم محصورا في الاعلام بعيدا عن ارض الواقع .
9 ـ وفي حالات آخرى  ، وبسبب أتجاه بعض الاشوريين للكسب المادي من العمل القومي  وخدمة مصالحهم الشخصية ، فأنهم كانوا السباقين دائما في أفشال كل مسعى قومي للم الشمل والاتحاد .
10 ـ كما يمكننا أن نشير الى ان ظاهرة تأسيس الجمعيات على أساس عشائري كان له تأثير كبير على أضعاف التوجه القومي لأبناء شعبنا الاشوري  ، رغم قيام هذه الجمعيات بارسال التبرعات والمساعدات للمحتاجين في العراق وسوريا وغيرها .
11 ـ وفي نفس السياق لجأ بعض الاشوريين الى تأسيس بعض الجمعيات الخيرية والأنسانية  او تلك التي تعني بالهجرة  ..  وهذه الأخرى  بقيت ضمن الجهد الفردي البعيد عن التوجه القومي الكبير .
12 ـ غياب التوجه الآشوري نحو تأسيس مؤسسات قومية حقيقية مستقلة عن الارتباطات الحزبية والعشائرية والكنسية ، لأنه كان بأمكان في حالة توفر النوايا الصادقة  والإخلاص لقضيتنا الاشورية  من الاكتفاء بعدد محدود من المؤسسات القومية الحقيقية ، بدلا من هذا الكم من الانقسامات والتشظي افقيا وعموديا .
13 ـ وكان من مساوئ قيام الاشوريين بالخلط ما بين الانتماء القومي وما بين الانتماء السياسي وبالتالي الانجرار الى فوضى الانتماءات الأخرى .. أننا توصلنا اليوم الى نتيجة مفادها .. أن كل اشوري ، بات اليوم ، يفسر العمل القومي حسب رؤيته وقناعته الشخصية ، وطبعا نقصد هنا الاشوريين المثقفين والذين يطلق عليهم ( الناشطين الاشوريين ) .
14 ـ وبموازاة ذلك رأينا أن الآشوري هو الذي يقرر أو يختار المسؤولية التي يتحملها تجاه امته وشعبه ، أو بالأحرى يقوم بتقنينها حسب رغبته وظروفه ، وهذا هو الذي أدى الى الفوضى القومية والسياسية التي نعيشها .. فهذا الآشوري يعتقد ان الانتماء القومي الاشوري بالنسبة له يعني الانتماء الى حزب معين والتبرع بمبلغ معين لذلك الحزب ، وبالتالي يقوم بالدفاع عن ذلك الحزب  ويعادي باقي الأحزاب  وهكذا  .
15 ـ وكان من نتائج ما ذكرناه .. أن الآشوريين اصبحوا أسرى لمواقف معينة وحشروا انفسهم في اصطفافات وتخندقات حزبية وسياسية وعشائرية وكنسية بعيدة كل البعد عن الانتماء والولاء للأمة الآشورية بكل مقوماتها المعروفة .
ملاحظة : نؤكد مرة أخرى بأن المقصود بكلامنا هم المثقفين والناشطين الاشوريين وليس الأشوريين العاديين من أبناء شعبنا الذين لا يدخرون جهدا في تلبية كل نداء يدعو للم الشمل وتصحيح المسيرة القومية .
16 ـ وعلى هذا الأساس ، وكتحصيل حاصل ، أتسعت الهوة بين الجماهير الآشورية وبين القائمين على العمل القومي في المهجر بسبب  عدم تطابق الأفعال مع الاقوال والتلاعب بالشعارات وعدم احترام المبادئ او احترام ما كان يجري التوافق عليه  .
17 ـ وبدلا من قيام المثقفين الاشوريين بمراجعة واقعية لأسباب الإخفاقات  والاعتراف بالاخطاء  والعمل على معالجتها وتصحيحها ، فأن الأتهامات المتبادلة وتحميل كل طرف وكل شخص مسؤولية الإخفاق والاخطاء على الطرف الاخر أدت الى المزيد من الفوضى والانقسام .
18 ـ وهكذا وبمرور السنين ، اتخذت العديد من المؤسسات والجمعيات شكلها النهائي المشابه لدكان تجاري  الذي يملك عددا محددا من الزبائن  وبما يكفي لتحقيق ربح معين لتسيير أمور ذلك الدكان .
19 ـ لكن رغم كل ذلك ، فأن محاولات العديد من المثقفين الاشوريين لم تتوقف ولم تنتهي ، وإنما اتخذت اشكالاً أخرى .. تمثلت بالدعوة لتأسيس تمثيل آشوري ينبثق من مؤتمر آشوري عالمي  يتم عقده لهذا الغرض ، لكن الغريب في تلك الدعوات ، هو ما حملته من تناقضات ( أو عدم المصداقية ) ، مما أدى الى عدم قدرتها في كسب أو أقناع أبناء شعبنا الآشوري بالانضمام اليها او دعمها واسنادها ، فظلت تراوح مكانها  ، وانتقلت الى الجانب الإعلامي  المتاح للجميع اليوم مع غياب الخطوات العملية على ارض الواقع  .. ولقد تمكنا من تشخيص بعد السلبيات التي رافقت تلك الدعوات والمحاولات :
20 ـ أن تلك الدعوات كانت بمثابة استنساخ وتكرار للاجتماعات والمؤتمرات ( الفاشلة )  التي انعقدت في السنوات السابقة والتي ضمت تقريبا نفس المؤسسات والأحزاب والشخصيات والوجوه .
21 ـ رغم ان دعواتها كانت مغلفة بطروحات قومية تتعلق بالقضية الآشورية ، إلا أن التطبيقات العملية لها كانت تبرهن على أن كل طرف أنما يبحث عن مصالحه الشخصية أو مصلحة حزبه او مؤسسته .
22 ـ ففي الوقت الذي كانت  تدعو كل المثقفين الاشوريين وكل المؤسسات القومية للمساهمة في تأسيس  التمثيل الآشوري المزمع تأسيسه .. إلا أنها كانت تقوم باختيار وقبول المثقف الآشوري أو المؤسسة القومية  وفق  مقاسات شخصية خاصة بها تقوم على أساس الولاء والقبول بما تمليه عليهم والقبول بمنطلقاتها النظرية  او برامجها السياسية التي تعتقد أنه لا يجوز المساس بها .
23 ـ كانت تلك الدعوات تقوم  او تهدف الى تأسيس هياكل غير واقعية لم تأخذ بنظر الاعتبار التوزع الاشوري في العالم ، او الفروقات بين المهجر وبين اوطان الاشوريين في الشرق الأوسط .. أو أنها كانت تقوم على حاصل جمع مؤسسات وأحزاب او شخصيات مثقفة فشلت في كل المحاولات والاجتماعات والمؤتمرات السابقة بسبب علة تغييب المصلحة القومية والبحث عن المصالح الشخصية الضيقة .
24 ـ فكانت النتيجة الأنقسام والتشظي وإصدار البيانات والاتهامات المتبادلة  في الاعلام  .. لتقوم بخلق اليأس والإحباط بين أبناء شعبنا الاشوري  الذين يقعون في كل مرة ضحية للشعارات والدعوات المغلفة بالطروحات القومية البراقة الخالية من الجدية والمصداقية  .
25 ـ بالإضافة الى إبعاد وإقصاء المثقفين الآشوريين الذين يملكون المصداقية والنوايا الصافية من  أصحاب الطروحات القومية  الواقعية والعقلانية ، الذين يرفضون استغلال العمل القومي من اجل المصالح الشخصية الضيقة .
26 ـ وهكذا يمكننا القول ، أن العمل القومي في المهجر مازال يراوح في مكانه ، ومازال عاجزاعن تقديم أي شيء من أجل الحفاظ على الوجود القومي في اوطان الشرق الأوسط .
ــ أما أذا أردنا ان نعدد بعض الإيجابيات للمهجر الاشوري ومساهمته في دعم شعبنا الاشوري في العراق وسوريا وغيرها ، فقد تمثل في :
27 ـ الدعم المادي والمساعدات الإنسانية التي يمكن ان نعتبرها من ابرز أنواع الدعم  من المهجر الاشوري تجاه آشوريي العراق وسوريا .
28 ـ نجاح بعض المحاولات الفردية  لبعض المثقفين الاشوريين في إيصال معاناة الاشوريين في بلدان الشرق الأوسط الى بعض المسؤولين في اوربا وامريكا وأستراليا ، او من قبل بعض الاشوريين الذين حصلوا على مقاعد في برلمانات دول المهجر ، لكنها ، وللأسف كانت على نطاق ضيق ومحدودة التأثير .
29 ـ قامت مؤسسات وجمعيات واندية المهجر  بتسهيل مهمة زيارات وفود حزبية سياسية وثقافية من العراق وسوريا لعقد الندوات ، وكذلك لجمع وتقديم التبرعات لها كما ذكرنا .
30 ـ رغم قيام بعض مؤسسات المهجر بالتحالف مع الأحزاب في  العراق وسوريا مع بداية الظهور العلني لتلك الأحزاب على الساحة في العراق ، الا انه لم يتم استثماره بالشكل الصحيح ، فأدى الى فشله وانفراط عقده وأتى بنتائج سلبية غير متوقعة .
يتبع القسم السادس والأخير والذي سيتضمن البديل القومي حسب وجهة نظرنا المتواضعة .
فاروق كيوركيس
سدني / استراليا
BBC