أبطال وهلع في العام الجديد ...
قاربت السنة 2021 على الإنتهاء ولا زالت الكمامات تغلق الإنوف
والأفواه خوفاًمن جائحة كورونا ومتحوراتها ، وهذا العيش ليس ممتعاً
بعد أن تفادينا المصافحة والعناق والقبلات ، أو التجمع حول الطاولات ،
فالإنسلن ليس شجرة تموت وهي واقفة ، بل يريد السفر والمخالطة والتمتع
في رحاب الأرض وعباب البحر مع أقربائه وخلانه وبقية الناس .
وفي نهاية السنة يعيد الإنسان حساباته ويحصي ارصدته البنكية والعمرية
وعلاقاته التي اصابت او التي خابت ، وكم نفس بشرية إنتقلت إلى الإخدار
السماوية بسبب الجائحة اللعينة ، ولكن لا زالت أقل إيلاماً ووطأة من الإنفلونزا
الأسبانية التي اصابت ربع سكان المعمورة وأودت بحياة ما يقارب 50 مليوناً ،
وكذلك الجدري قبل 500عام قتل أكثرمن 50مليوناً من البشر ، والحرب العالمية
الأولى والثانية إودت بحياة العشرات من الملايين من بني البشر ، ولكن الوضع
إختلف مع التقدم العلمي والتكنلوجي حالياً ، ولكن الجائحة ليست كالحرب ففي
الحروب العدو معلوم تستطيع الهرب إلى مناطق بعيدة عن رحاها ، ولكن الآن
اصبح الناس كائنات خائفة من بعضها ، ومن عدو لا يرى بالعين يختبأ في كل
شيء وفي كل مكان ، فما العمل ؟
ليس لنا إلا أن نقف إجلالاً وتقديراً للجنود المجهولة وابطال الكادر الصحي
الذي يواصلون الليل بالنهار لإجل مساعدة المصابين ودرء خطر الإصابة لغير
المصابين ، من علماء واطباء وكوادر المختبرات وممرضين وكل من يساهم
حسب طاقته في إيجاد اللقاح الناجع والعلاج الشافي لهذا الوباء .
وعلينا الإقتناع بجدوى اللقاحات ونصائح الكادر الطبي حيث كان وعلى مرّ
التاريخ متيقناً من سلامة اللقاحات ضد شتى الأوبئة والأمراض ، فهم حقاً ابطالاً
وجنوداً مجهولين ، وقد ضحى الكثير منهم بنفسه في سبيل إنقاذ وعلاج المرضى
وهم في إزدياد ، نطلب من رب المجد أن يلهم العلماء الحكمة والرأي السديد ،
وأن نسعى جاهدين لتلقي اللقاحات التي قد تنقذ ارواحنا ، أوتقلل وطأته ونتجنب
الإمكان المكتظة أو المغلقة ، مع إرتداء الكمامات التي لا مناص منها ، وهي
مساهمة مطلوبة من كل فرد منا .
وكل عام وانتم بخير .
بقلم منصور سناطي