المحرر موضوع: الشهيد والأمة والتاريخ في حوار ثلاثي  (زيارة 548 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آدم دانيال هومه

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 120
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشهيد والأمة والتاريخ
في حوار ثلاثي

بقلم: ميخائيل مروكيل ممو. بالآشورية
ترجمة: آدم دانيال هومه. بالعربية.




الشهيد
-1-
أنت الذي
أصبحت مرموقاً في جميع أوساط شعبك
باسمك الآشوري الشهير
والذائع الصيت.
-2-
أنت الذي
نلت بالمعمودية
وشم الآشوري السامي.
-3-
وأنت الذي
على الدوام
تذكر الاسم الآشوري الجليل.
-4-
أنت الذي صرت
مشتّتاً في جميع أرجاء المعمورة
كشاب آشوري ضال.
-5-
أتحدث إليك أنا
شهيد آشوري
بتجاربه الجمّة عن الشهادة والشهداء.
-6-
بهذا اليوم المجيد
السابع من آب
أتقدم بمطلب واحد.
-7-
في هذا اليوم المقدس
أريد أن أتساءل
بكل حرية وشفافية.
-8-
في هذا اليوم العظيم
الذي تم تكريسه لتكريمي
سأوضح بصورة جلية.
-9-
في هذا اليوم الخالد
الذي كُتب بدمي
أود أن أقول بكل صدق وصراحة.
-10-
إذا لم تستطع التكلم بلغتي
وإذا لم يكن بمستطاعك
تذكّر تاريخ استشهادي.
-11-
إذا لم تلتزم بتبجيل وجودي
ولم تحافظ
على خلود اسمي.

-12-
فإياك أن تذكر
اسم أمتي
وإياك أن تلفظه على الإطلاق.
-13-
وإياك إياك أن تلفظ اسمي المبجّل
لأنه لا يحق لك إطلاقاً التباهي به.

الأمة
-1-
ذلك الصدى الرصين
يصل مسامع الأم العجوز
بكل جلاء ووضوح.
-2-
ذلك الصدى المهيب
يستنهض همم أبناء الأمة الجليلة
على استعجال.
-3-
حيث يردّد قائلا:
سأشاطر كل من يقوم بحراستي
بكل طهارة وإخلاص.
-4-
حارسي
ذلك الفدائي
المناضل بكل صدق ووفاء.
-5-
سمعته هذا المساء
وهو يهتف بحنق
 وامتعاض.
-6-
كيفما كان
سأثبت
بأنك قرين كل ذات أزلية.
-7-
وسأجاهر علانيةً
لأولئك التائهين
 في عالم الارتحال والاغتراب.
-8-
الراقدين الغارقين
في ملذات ومشتهيات
غيهب الظلمات والأنانية.
-9-
هكذا
سأخاطب جميعكم
كأم طاعنة في العمر.
-10-
إذا لم يكن بمقدورك
أن تفسّر نظرتي الثاقبة
وأن تصون وجودي وكياني.
-11-
إذا لم
توقّر شيخوختي
ولا تحافظ على كينونتي.
-12-
لا أريد أن يتردّد تاريخي المجيد
على لسانك
أبداً... أبدا.

التاريخ
-1-
حتى التاريخ
يصيخ السمع لصوت الشهيد
ويقول:
-2-
أنا واقف بالمرصاد
 لكل الشدائد والمحن
كحارس أمين لكل الأحداث.
-3-
أراقب بكل تيّقظ وانتباه
وأدوّن كل أحداث الدهور الغابرة
والأزمنة المقبلة.
-4-
وأسجّل كل الحوادث في كل بقاع الشرق
وفي جميع أصقاع الغرب
ولكل الشعوب المتباينة من كافة الأمم.
-5-
وسترى سجلي الكامل
الحافل باستنهاض العزائم والشكائم
وشرح تفاسير كل الأمور المعقّدة والعويصة.
-6-
الأمور التي تتضمن
أحيانا العجائب والغرائب
وأحياناً أخرى حافلة بالأنّات والتنهدات.
-7-
تتراءى أمام ناظري
 أقوال الشهيد الخالدة
تتلألأ كالشعاع في ظلمة الديجور.
-8-
وصدى صوت الأمة الجليلة
يجلجل في الآفاق
في سبيل رفع شأن الآشوري المعظّم.
-9-
الصوتان معاً
يبثان الوعي واليقظة
ويزعزعان أركان وجودي.
-10-
يلملمان سنابل الكرى من مقلتيّ
لأستفيق شامخة كراية التاريخ الخفّاقة
لأهتف بكل ما أتيت من قوة وعنفوان.
-11-
يحثانني لأبادر إلى توضيح أفكاري
بكل جلاء وانقشاع
أفكاري المبهمة والملتبسة لديكم.
-12-
ويرغمانني
على أن أعلن وأكشف لكم
بكل صراحة وأنّاة.
-13-
إذا لم تبادروا إلى ضخ دماء جديدة
في أوردة وشرايين أمتكم
وإذا لم تسارعوا إلى استذكار شهدائكم.
-14-
وإذا لم تحافظوا على إرثكم وميراثكم
ولم تصونوا لغتكم
من الاندثار والضياع.
-15-
ففي المستقبل القريب
وبدون درايتكم
ستجدون أنفسكم تائهين في مسالك الأرض.
-16-
ففي المستقبل القريب
ستقطعون كل الأواصر
وتنكرون إياها فيما بينكم.
-17-
وبعد ذلك
ستصبحون بدون تاريخ تليد وعظيم.
وستبقون على ما أنتم عليه.
-19-
آنذاك
ستخجلون من أنفسكم
وستقشعر أبدانكم
ومن أفعالكم تستحون.
-18-
آنذاك
وأنتم بلا أرض ولا تاريخ
سيضيع كل أثر لكم في هذا الوجود.
-19-
آنذاك
ستخجلون من أنفسكم
وستقشعر أبدانكم
ومن أفعالكم تستحون.
-20-
يومذاك
ستعضّون أصابعكم ندماً على ما اقترفتم
وستحصدون الشوك والزؤان الذي زرعتموه
وستمقتون حياتكم لما جنت أيديكم.
-21-
ولن تعرفوا مطلقاً
أين مواضع أقدامكم
وأي موقف ستتخذون.
-22-
يومذاك
لن تعرفوا إلى من ستتكلون
ومن هو الذي سيكون قدوة لكم
وتطيعون أوامره بكل امتثال وانصياع.

،،،،،،،،،