المحرر موضوع: عوائق التحول الديمقراطي في أداء أحزاب شعبنا!!  (زيارة 670 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عوائق التحول الديمقراطي في أداء أحزاب شعبنا!!
أوشــانا نيســان
أن الاوان لمعظم القيادات الحزبية لآحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن تعتبرنتائج الانتخابات البرلمانية بتاريخ 10 أكتوبر2021، بمثابة ساعة الصدمة المصممة لآيقاظها من نومها العميق. وأن الاحزاب السياسية بوسعها أن تعيد بناء نفسها ودعمها الجماهيري لتصير مستدامة، رغم توقعات العديد بضمنهم كاتب المقال، بقرب أنتهاء عهد الحزب السياسي، بوصفه اليوم الكيان الرئيسي للمشاركة والتمثيل في عملية التحول الديمقراطي المؤمل. صحيح أن شعبنا فقد قدرة الاحتجاجات الشعبية في أجبارقياداته الحزبية على رفض نهج المراهنة على دور الاكثريتين العربية والكوردية، ولكن القيادات نفسها مجبرة أيضا، على أعادة النظر في سياق نهجها الحزبي المعقد جدا، بهدف خلق بوادر ايجابية لمواجهة التحديات والازمات العاصفة بالعملية السياسية العراقية برمتها.
ومن الزاوية هذه نؤكد، أن عددا من القيادات الحزبية الملوثة سياسيا، تبالغ كثيرا في نقدها للعقل أو الوعي الجمعي لآبناء شعبنا المغلوب على أمره. ذلك من خلال أختزال أزمة مواقفهم المخجلة ضمن عبارة موجزة تليها "أزمة في الوعي السياسي للشعب". علما أن التهمة هذه تأتي على رأس محاولات ذلك القيادي الحزبي المغمور في حزبه، في قراءة الاحداث من خلال منظور فوقي لا يتعب نفسه في تسليط الضوء على خلفيات وأبعاد الازمة للعثور على الحلول الواقعية.   
ومن المفارقات التي تنسف الفرضيات المتداولة حول ملف النصرّ أوالانجازات التي حققتها بعض الاحزاب السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يمكن القول علنا:
 أن الاحزاب نفسها تفتقر الى القدرة على أن تحكم نفسها أو حتى مسارها السياسي على المدى البعيد. والسبب بأعتقادي، هو غياب الثقافة السياسية لدى معظم القيادات التي تسهم أسهاما مباشرا في بناء الوعي السياسي للحزبي المثقف، وتعّزز مفاهيمه للتوجه وعن قناعة نحو تعميق جذوراللعبة الديمقراطية في سبيل تغيير المشهد السياسي المهلهل منذ عقود.
حيث الواضح أنه مثلما يعتبرالمشهد السياسي المتقلب ضمن العراق الجديد، هو نتاج النهج السياسي الذي أنتهجته معظم الاحزاب العراقية، بالقدر نفسه ولربما أكثر تعتبرظاهرة تراجع ثقة المواطن الاقلوي (الاشوري الكلداني السرياني) بدوروفعالية قياداته الحزبية، بأعتبارالفشل  صناعة حزبية بأمتياز. ولآجل فهم الاوهام التي تحجب الرؤية في عقول البشر كما يكتب المفكر الانكليزي "فرنسيس بيكون" في كتابه ( الاورغانون الجديد أو الوسيلة الجديدة لآكتساب المعرفة)، نجده يعتقد بوجود أربعة أنواع من الاوهام. الاوهام التي صنفها الكاتب العراقي أياد العنبر في مقال تحت عنوان ( أصنام السياسة في سجالات العراقيين) وعلى موقع "الحرة" بتاريخ 26 ديسمبر 2021، وعلى الشكل الاتي:   
1- أوهام القَبيلة، ويقصد أعتقاد الانسان بالمعتقدات الزائفة التي تغرسها القبيلة أو العِرق أو الجماعة، والتي تشكّل تفكيرَه ووعيه العام.
شخصيا أتفق مع المفكر الانكليزي فرنسيس بيكون وقدرته في تشخيص هذا الوهم القبلي الزائف وتداعياته. أذ على سبيل المثال لا الحصر، يبقى رئيس الحزب الرقم الاول، رئيسا مخضرما وماسكا لزمام السلطات مدى بقاءه على كرسي زعامة الحزب. واذا دفعته الظروف السياسية فجأة على التخلي عن سلطاته ولو لفترة قصيرة، سيختاروفق المعاييرالقبلية أوالمعتقدات القبلية التي تشكّل تفكيرَه ووعيه العام، حتى لو جاءت الفكرة على وحدة الحزب ومستقبله. وفي الحالة هذه سيبقى السكرتير العام أمام خيارين لا ثالث لهما. أما البدء بشراء ذمم وولاء القيادات المتمردة، أو فصل أن لم نقل طرد جميع رفاقه من المعارضين.
     2- وهم الكهف، حيث لِكلّ إنسان كهفه الخاص به الذي يقوم بعكس الضوء الذي يدخل إلى هذا الكهف ويحوّله إلى صورٍ بناءً على أفكاره وتجربته الشخصية التي تشكّلت في كهفهِ المعزول والمحدود، ومِن ثمَّ يتوهم أنها الحقيقة. في حين هو ظلٌّ لِلصورة وليس انعكاسا حقيقاً لها.
(وفي الحالة هذه تكتسب عقلية القيادي المنكفئ في كهفه على ذاته، أبعادا مشابهة لعقلية الجواسيس التي يشرف على تحركاتهم شخصيا. والسبب بأعتقادي، هو عدم مشاركة القيادات تلك ضمن الحوارات السياسية الكفيلة بتفعيل المشاركة السياسية للشباب وبالتالي تطوير أليات وقواعد اللعبة الديمقراطية. والدليل على صحة ما نذهب اليه، هو عمق الشرخ الفكري الفاصل بين الاحزاب السياسية عموما وبين الشرائح الشبابية والنخب المثقفة لابناء شعبنا).   
3-وهم السّوق ويتحدد بما يتداوله النّاس في توصيف شؤونهم العامة في الأسواق والمقاهي ومناطق تجمّعهم. وعلى أساسها يتم تشكيل الآراء والمعتقدات المغلوطة الناتجة، وينتج عنه تبادل كلمات ومصطلحات عامّة يتم تَبنّيها رغم زيفها، بعدما تستقر بالأذهان كمجموعة من المغالطات المشوّهة. ( يكتسب وهم السّوق أهمية زائدة لدى العديد من القيادات المتنفذة، بعدما بدأ يتوهم العديد من مؤيديه أنَّ شرعية زعامته جاءت مِن خلال الاقتناع بمفردات خطابه السياسي ومواقفه الفكرية التي يعبّر فيها عن نصره لطبقته الاجتماعية والطائفية. بذلك تحولت هذه الزعامات في السجالات السياسية إلى خطوط حمراء لا يمكن المساس برمزيتها ولا عنوانها، ويجب أن تكون هذه الزعامات خارج منطقة الانتقاد. رغم أصرارالقيادات تلك على رفض المشاركة ضمن جميع  المنابرالحوارات المعّدة لمناقشة واقع الامة وأيجاد الحلول الكفيلة بانقاذ مستقبلها ووجودها). 
 4- وهم المسرح، ويعني العوالم الزائفة والخيالية التي تشكلت بسبب تداول الأفكار المغلوطة التي شكّلتها النخبةُ والشخصيات ذات النفوذ والتأثير في المجتمع، ويتمّ تناقلها مِن دون تفكير. وهنا يتمّ تشبيه النّاس بالمتفرجين في عرضٍ مسرحي وهم يتلقّون تلك الأفكار مِن خشبة المسرح بصورةٍ زائفة بعيدة عن تجارب حياتهم الحقيقة.
( الدليل على أبتعاد القيادات تلك عن مشاغل الاكثرية وهمومها، هو غياب التخطيط الاستراتيجي  أوالطروحات السياسية البديلة، التي تمتلك رؤى وتطلعات حضارية، قد تتفق مع واقع المكونات وتطلعات الاقليات المضطهدة تاريخيا).
 لهذه الاسباب وغيرها تستدعي الضرورة أجراء مسح شامل وعميق للملفات القديمة، لعله يساعد القيادات الحزبية على تحديد مصادر القوة والخلل في منهاج الحزب، قبل التوجه نحو طرح البدائل والحلول النمطية الجاهزة. لآن وضع شعبنا الاشوري الكلداني السرياني، يختلف جذريا عن وضع جميع الشعوب والمكونات العرقية العراقية تماما.عليه نقترح:   
- أعادة تحديث منهاج الاحزاب وتصوراتها للواقع من خلال تخطيط استراتيجي يشمل جميع الآحزاب والتنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بحيث يتفق التحديث  مع تطورات العصرومتغيراته. هذه الاجراءات التي يفترض بها أن تشمل التغييرات التي فرضت نوعا من التغيير، ضمن السمات الديموغرافية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 2003، وبالتالي تفلح القيادات تلك في تقديم الحلول الملائمة لوقف التغييروالانقراض
- رفع الحظر المفروض عمدا على دورالنخبة المثقفة وتحديد وظائفها الاساسية بعيدا عن السلطة الحزبية الحمراء في عملية التغيير المؤملة. حيث يعرف المتابع غيرالحزبي، كيف تم تحويل وجود المثقف وتحديدا المثقف العضوي الحريص على حقوق شعبه ووطنه، الى مصدر تهديد وجب أبعاده عن مصادر القرارات المصيرية فورا     
- وقف أعتبار سياسة المشاركة في السلطات الحكومية أو الفوز بالمقاعد البرلمانية باي وسيلة في البرلمانين بغداد وأربيل، شرطا لنجاح سياسة هذا الحزب وقيادته المتنفذة وفشل الحزب الاخر. علما أن التاريخ أثبت، أن الانحراف هذا كان ولايزال سببا رئيسيا وراء تراجع ثقة المواطن الاقلوي بسياسات ونهج معظم القيادات الحزبية للمكونات وعلى رأسها أحزاب شعبنا
- رفض أعتبارالتاريخ النضالي في صفوف أحزاب الاكثريتين العربية والكوردية على حد سواء، شرطا أو شهادة لاعتبارالقيادي الحزبي المتعطش للسلطة، مناضلا حقيقيا. حيث يثبت المشهد السياسي والطائفي المذهبي السائد في العراق، دليلا على صحة ما نذهب أليه
- العودة الى حضن الشعب والقبول بأمكانياته والشعور بمعاناته واخفاقاته، ذلك من خلال ايجاد قانون انتخابي نزيه، يقتصرفيه الحق في انتخاب مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا المسيحي (الكلداني السرياني الاشوري) فقط، بهدف انتخاب من يمثلهم ضمن البرلمانين في بغداد وأربيل،وفق المادة (18) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية رقم 61/295، المؤرخ في 13 سبتمبر 2007، وهذا نصها:
" للشعوب الأصلية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوقها من خلال ممثلين تختارهم هي بنفسها ووفقا لإجراءاتها الخاصة، وكذلك الحق في حفظ وتطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تقوم باتخاذ القرارات".