المحرر موضوع: علاقة كنيسة المسيح بما قبلها  (زيارة 1277 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـامي البـازي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
علاقة كنيسة المسيح بما قبلها
الجزء الأول
في مقدمة مقالتي هذه أود أن اعود الى تأريخ كنيستنا الشرقية، فقد كانت في حقبة ما كنيسة قوية بملايين المؤمنين، فأصبحت كنيسة ضعيفة منقسمة لا حولة لها ولا قوة، فلو عدنا الى بداياتها، فسنرى الاختلافات اللاهوتية والتي كان يجب أن لا تكون سببا للانقسام الكبير ألذي حدث في كنيسة المسيح، وإن المسببين الرئيسيين في ذلك كانوا رجال الدين، فهم من سحبوا يمينا ويسارا، شمالا وجنوبا، جاعلين من جسد المسيح، المتمثل في كنيسته، العشرات إن لم يكن المئات من القطع المنشوره هنا وهناك، قطع تم السيطرة على اكثرها من قبل الغير المسيحيين، فأين هي كنائس القسطنطينية - الإسكندرية - الانطاكية – والشرقية؟ أين هي قوتها؟ من يتأمر بها حاليا؟ مختصر الكلام نقول بأن كل ذلك حدث بسبب عدم تفاهم رجال الدين فيما بينهم على لاهوت المسيح، ولم يكن الناس المؤمنين أبداَ سببا لذلك، في مقالتي هذه سأتطرق الى الكنيسة الشرقية التي كانت غالبا أشورية، فقد انقسمت هي أيضا – الكلدانية والسريانية وغيرها.

 وسأبقى أركز في هذه المقالة على الكنيسة الشرقية الاَشورية التي قام العظيم المرحوم مار دنخا الرابع بوضع الاسم الاَشوري عليها ليبقي مرتبطا بها مصيريا، وأعني هنا بأن اسم كنيسة المسيح سيبقى الى الابد. ولهذا سيبقى اسم قومتينا الاَشورية مرتبطا بها الى الابد. إن ربط الاسم الاَشوري بالكنيسة الشرقية هو إجراء عقلاني على مستوى عالي من الفهم والرؤية المستقبلية، فآن المرحوم مار دنخا قد وضع العربة على السكة، أنا وكثير من أبناء شعبنا هم على ثقة تامة بأن تلميذه قداسة مار أوا الثالث بطريرك الكنيسة الشرقية الاَشورية سيسير على الطريق الذي رسمه مار دنخا، كما وسيزيد على ذلك كثيرا ليعيد أمجاد الكنيسة التي ارتبطت لقرون كثيرة بالأشورية وقادتها في كثير من المراحل التأريخيه، وهذا ما شاهدناه من قداسة مار أوا الثالث في المئة يوم ألاول من استلامه لمهام البطريركية.

الشئ المؤسف هنا هو وجود أسقف في الكنيسة الشرقية الاَشورية يسير بعكس إاتجاه البطريرك، واعني هنا ( مار) عوديشو أوراهم أسقف أوربا الشمالية، الذي يعادي الاَشورية القديمة والحديثة، متهمآ أجدادنا بالوثنية، والمؤسف عليه هو إن جميع المؤرخين الدينيين يؤكدون أكاديميآ بأن أجدادنا الاَشوريين لم يكونوا وثنيين، وقد عرفوا الثالوث المقدس ( أنو - إيا - إنليل) حسب (بروفيسور  سيمو بربولا من جامعة هلسنكي فلندا) ويشهد على ذلك أيضآ العالم التاريخي المعاصر (د. خزعل الماجدي). بعد إلتماس المعذرة من قداسة بطريركنا الحبيب مار أوا الثالث، سأرد على بعض ما جاء في الحديث الخرافي  ل(مار)  عوديشو، وبما أنه لم يحترمنا عندما لم يحترم أجدادنا ويسميهم وثنيين ويستهزء بهم فسيرى ردود غير محترمة الى ابعد الحدود، وهذا أبسط حق لنا، إنما احتراما لقداسة مار أوا ساقوم بالرد عليه بشكل طبيعي.

في الجزء الأول يقول ( مار) عوديشو [كيف تعبد أشور الذي كان ملكا وتحول الى الله لدى الاَشوريين] للرد على هكذا جاهل بتاريخ أجداده سيكون صعبا، لذلك سأكتفي بأن أقول له ابحث في التاريخ وسوف لا ترى ملكا باسم أشور، وإنما كان يوضع أسم ألاله أشور أمام أسم الملوك الاَشوريين كأشور بانيبال وأشور ناصربال و أشور أوباليت وغيرهم، فأسمائهم كانت بانيبال – ناصربال – اوباليت، كما ولا يوجد تمثال لأشور، فكما كان يوضع إسم مار شمعون إحتراما أمام اسم بعض البطاركة في كنيسة الشرقية، وضع أسم أشور أمام أسماء الملوك. لماذا تعكس الأمور بحقارة وتقول بأن الاَشوريين حولوا أسم الملك الى الله وعبدوه، ولا تقول الصحيح بأن أسم الله تحول الى الملك و الارض. في المسيحية هناك أسماء كثيرة باسم المسيح ( أيشوع ) هل هو تصرف وثني بأن نضع أسم المسيح على أشخاص عاديين؟ تقول بأن ( إينوما إيلش) هي اساطير وليست حقيقة، لعلمك بأن جميع الديانات في العالم بدأت بمعتقدات بسيطة وتطورت مع الزمن، الشئ الجميل هو إن معظم المعتقدات البدائية الاَشورية – الفرعونية – الهندية –الصينية – المايا وغيرها موجودة أثريا ويمكنك مشاهدتها وقراءتها في معظم المتاحف العالمية، الوحيدة التي لايمكنك مشاهدتها أو قراءتها أثريآ هي اسطورتك التوراتية والتي أجمع عليها المؤرخون ومن ضمنهم بعض المؤرخين اليهود الموجودين حاليآ في إسرائيل، بعدم وجود أي أثر لها قبل سقوط الامبراطوريتين الاَشورية والبابلية. وأن شخصية موسى هي دينية فقط وليست تأريخية، وهذا ما يثبته العالم التاريخي (د. خزعل الماجدي) ويتحدى إذا كان هناك من يثبت عكس ذلك، فحاول أن ترد عليه وسترى نفسك في سلة الجهلة والمنبوذين، إنك انسان حاقد وعجيب، لانك تقول بأن ( إينوما إيلش) هي إسطورة وخرافة لانها تقول بأن الله صنع الانسان ألاول من الدم والطين، أما اسطورتك التوراتية فتقول بأن الله صنع الانسان الأول من الطين بالله عليك قل لنا ما هو الفرق بين الاثنين؟ وإذا كانت مطابقة فأي منها استنسخت من الاخرى؟

في نفس الجزء تقول باستهتار بأن المسيح عندما سأله أحد اليهود عن الحياة الابدية والخلاص لماذا لم يطلب من السائل أن ينظر الى ما قاله الاله أشور و مردوخ وتيامت وغيرهم، وأنا أسألك هل قال إنظروا الى موسى وأيشوع وداود وسليمان، ألم يقل له عكس الناموس عندما قال بانه قيل لكم العين بالعين والسن بالسن، وانما أنا أقول لكم من ضربك على خدك الأيمن فاعطي له الأخر، وكثير من امثال ذلك.
في الجزء الثاني وبسبب جهلك بتاريخ أجدادك فقد وقعت في أخطاء صبيانية ولم تخجل وتقول بأن الكتاب المقدس تم كتابته في مدة 1600 عام، وانما القديم فيمكن بأنه تم كتابته من قبل شخص واحد، أتستطيع أن تذكر لنا من هو الشخص الذي كتب (إينوما إيلش)؟ وإن لم تستطع أن تذكره لنا فهذا يعني بانك تكذب على أبناء قوميتك وكنيستك محاولآ إثبات (وثنية) الاَشوريين، وحينها أستطيع أن اقول بانك تلبس الخروف وباطنك ذئب، وانك تستغل صفتك الدينيه لتغير مفاهيم العامة بشكل لا يليق برجال الدين أي بالكذب وانظر الى ما قيل في إنجيل متي [15:7 احذروا من الانبياء الكذبه الذين يأتون بثياب الحملان ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة].

وتقول أيضآ في الجزء الثاني بأن الله غفرللاَشوريين ذنوبهم، ولكنهم قد عادوا وعبدوا الاصنام لذلك إنتهت مملكتهم، إن الاَشوريين أبدآ لم يعبدوا الأصنام التي تقول بأنه لها اعضاء الجسم ولكنهم لا يتحركون ولا يمكن أن يعطون الخلاص، أسالك سؤال لربما سيفتح عقلك الجامد قليلآ، وهو هل إن الصليب الموضوع من الذهب المعلق على صدرك والخشبي المعلق على الحائط خلفك يتكلمون أو يتحركون؟ ويستطيعون أن يعطوك الخلاص؟ اليس معظم الصلبان مصنوعة في الصين وغيرها؟
هل أنت تعبد الاصنام؟ إن الذي أعرفه هو إنه عندما نقبل الصليب أو تصلي أمامه هو إننا نصلي للذي يتمثل بالصليب والذي هو المسيح، ولا يهمنا إن كان مصنوعآ في الصين أو غيره. ألا تعتقد بأن الاصنام قديمآ والايقونات التي توضع في بعض الكنائس هي نفس صليبك الذي لا يتكلم؟ ألا تعتقد بأن ما ينطبق على الصليب ينطبق على الجميع المذكور اعلاه؟ ولعلمك فأن جميع المعتقدات في العالم تؤمن بالله كل على طريقته وهم لا يعبدون الاصنام انما اصحابها الذين لا يمكن رؤيتهم لذلك يجسدونهم باشكال مختلفة.
أنا بدوري لا اتفق مع الذين يدعون بأن نعيد تسمية الاله أشور فلا داعي لذلك، واستعماله تأريخيآ لا مضر فيه، فقبل المسيح عبدنا الاله أشور وغيره من الاسماء التي كانت ترمز الى الهة السماء وذلك لمئات وألاف السنين (صوم نينوى) وبعدها عندما جاء المسيح وقيل لنا بانه أبن إله السماء ( أنو) ومعترفا بصوم نينوى ومثبتا بذلك باننا قد عبدنا نفس الله الذي ارسل أبنه المسيح فلذلك علينا الاكتفاء كمسيحيين بأن نعبد الله وهو الواحد في العالم وبأسماء مختلفة وبمراحل مختلفة، وهو المعبود من جميع الامم والشعوب في العالم.

لنعود الى موضوعنا وأقول لك بأن انتهاء المملكة الاَشورية لا علاقة له بموضوع عبادة الاصنام، فلو كان إنتهاء مملكة الاَشوريين لانهم عبدوا الأصنام فما هو سبب انتهاء مملكة شاؤول وداود وغيرهم؟ ألانهم عبدوا الله الحقيقي؟ أم لانهم تركوه؟ فاليهود لم يعبدو الله الحقيقي وقد تركوه، ولاعلاقة للاثنين بسقوط مملكتهم، واليك من توراتك ( المقدسة) في   [ العدد 20: 12 فقال الرب لموسى وهارون من اجل إنكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني امام أعين بني اسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة الى الأرض التي اعطيتهم إياها]     ( ايرميا 9:16 ) لأنه هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: ها أنذا مبطل من هذا الموضع أمام أعينكم وفي ايامكم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العريس وصوت العروس، ويكون حين تخبر هذا الشعب بكل الآمور إنهم يقولون لك: لماذا تكلم الرب علينا بكل هذا الشر العظيم، فما هو ذنبنا وما هي خطيئتنا التي أخطأناها الى الرب إلهنا؟ فتقول لهم من أجل أن ابائكم قد تركوني، يقول الرب وذهبوا وراء ألهه أخرى وعبدوها وسجدوا لها، وإياي تركوا وشريعتي لم يحفظوها، وانتم أسأتم في عملكم أكثر من أبائكم. وها انتم ذاهبون كل واحد وراء عناد قلبه الشرير حتى لا تسمعوا لي.]
سامي البازي
2022/1/1

علاقة كنيسة المسيح بما قبلها الجزء الثاني والاخير:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1028761.0.html