رسالة قصيرة لسماحة السيد مقتدى الصدر!.
في وطن الفوضى عندما يجتمع الفقر والفساد فان هذا لا يمثل فقط انحرافا اخلاقيا يمارسه، بل انه يغدو عاهةً مرضية سياسية واخلاقية وقانونية لا تقتصر عواقبها على المال المنهوب بل انه يساهم في توسيع دائرة الفقر المتسعة اصلا وفي تخريب الاقتصاد المخرب مسبقا وفي تدمير القيم المدمرة قبلا. بالتالي عندما تغيب الرقابة ويضعف مستوى التعاطي مع القانون وتتراجع الفضيلة يكون من السهل على الفاسدين والمفسدين ممارسة هوايتهم، لذلك ثقة الشعب بقدرتك على الاضطلاع بدور وطني يعول على نهوضكم به باخلاص ومسؤولية في هذه المرحلة، الذي يتطلب منكم العمل الدؤوب لما فيه صالح الوطن والشعب. بالتالي الشعب يطالب اليوم من سماحتكم بارساء المبادىء العليا التي ترفع هيبة الوطن، كالعدالة والمساواة وسيادة القانون، اضافة الى مكافحة الفساد والشفافية والمساءلة، والتي هي ركائز جوهرية للحكومة القادمة التي تشكلونها، لانها هي القاعدة الاساسية والمنطلق الثابت لمسيرتكم الاصلاحية التي لن تصل الى مداها المنشود الا عبر بناء شراكة وطنية حقيقية ومتوازنة وفاعلة بين مؤسسات منظومة النزاهة لتاطير التعاون البناء المرتكز على رؤية واضحة واسس موضوعية. سماحة السيد بعد فوزكم باغلبية مقاعد مجلس النواب حان الوقت عليكم ترجمة مخرجات عملية التغيير والاصلاح الشامل بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل واقعية ومسؤولية.ختاما الشعب العراقي بكل مكوناته واطياف يتطلع الى سرعة في الاستجابة والتنفيذ متمنين لكم التوفيق في مهمتكم القادمة لما فيها خير لوطننا الغالي المنكوب وشعبنا الوفي الاصيل المقموع.