المحرر موضوع: غياب "زعامة" أسامة النجيفي يلحق خسائر كبيرة بالبيت السني  (زيارة 577 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
غياب "زعامة" أسامة النجيفي يلحق خسائر كبيرة بالبيت السني
خسارة النجيفي لعضوية البرلمان لا تعني نهاية دوره السياسي في العراق.
MEO

المرشد الروحي للبيت السني
الزعامة السنية الوحيدة التي يبقى بريقها مشعا دون فساد او خضوع للضغوط
 خميس الخنجر طرح مرارا على أسامة النجيفي أن يدخل معه في تحالف انتخابي لكنه ظل يرفض

يؤكد رجال سياسة ونواب حاليون وسابقون وأوساط وشخصيات سياسية عربية ودولية مهمة ومتابعون للشأن العراقي، أن غياب "زعامة" السيد أسامة النجيفي رئيس جبهة الانقاذ والتنمية عن الحياة السياسية في العراق قد أصابها بأضرار كبيرة، وشكل هذا الغياب علامات استفهام حول حالة الاعتكاف التي أعقبت خسارته في الانتخابات المبكرة، لأسباب لم تكن معروفة، ربما كان الرجل نفسه أحد اهم أسبابها، في وقت يتحمل مكتبه السياسي ومن كلفهم بمهمة الاستشارات الانتخابية، بأنهم لا يمتلكون الخبرة الفنية في ادارة حملات انتخابية بقانون جديد، على طريقة نواب التيار الصدري، الذين أحسنوا اختيار أدواتهم بكفاءة عالية وحققوا نصرهم المبهر بتفوق، وحصدوا مكانة أصبحت محل حسد ألكثير من زعامات مكونهم، الذي كان يحسب لنفسه الحساب، لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر.

كما أن انسحاب أغلب قيادات جبهة الانقاذ والتنمية منها، وتحولهم الى تحالفي عزم وتقدم، هو أحد أسباب تلك الخسارة الباهظة، ويلاحظ أن المصالح الشخصية والأنانية الضيقة، هي من تغلبت على كثير من تلك القيادات وأدارت له ظهرها، وحققت الكثير منها مكاسب بفوزها عندما ذهبت لتجد لها مكانا في هذين التحالفين، وهم يبررون حالة انسحابهم بأنهم لم يجدوا الدعم، وتعرضوا لحالات إغراء بدعم مادي غير محدود من تحالفات أخرى، وتحقق للكثيرين منهم ما أرادوا، وشكل غيابهم عن جبهة الانقاذ والتنمية خسارة كبيرة بل وصدمة سياسية ليس لها ما يبررها.

ربما كان النائب عن الأنبار وهو من تحالف عزم فارس الفارس، أكثر شخصية برلمانية أشادت بمسيرة وشخصية السيد النجيفي هذه الايام وفي سنوات سابقة، وتحدثت بإسهاب عن دور النجيفي المهيب في الحياة السياسية العراقية، وقد أشار في أكثر من حوار تلفزيوني، ودافع عنه بقوة وبشكل لافت، وكرر الحديث أكثر من مرة، مشيرا الى أن النجيفي هو الوحيد من بين كل رؤساء مجلس النواب في العراق من حفظ للبرلمان هيبته، ووضع له أسس بناء الدولة، وكيف يكون له دورا حيويا فاعلا على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي، وكان البرلمان العراقي من وجهة نظر كثيرين ومن كل المكونات في عهد تولي السيد أسامة النجيفي بين أعوام 2010 و2014 يعيش عهده الذهبي، لما يمتلكه النجيفي من إمكانات قيادية وادارية وحتى قانونية، وكل من جاءوا من بعده أفقدوا البرلمان العراقي الكثير من تلك المكانة، وأحالوا مجلس النواب الى هيئة أو مؤسسة ضعيفة متهالكة، لم يكن لها أدوار محورية في الثقل والدور والاهتمام والمكانة، كما تقلد النجيفي منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد حكومة العبادي، بعد انتخابات 2014 – 2018، قد ادى دوره بكفاءة واقتدار، سواء في رئاسته للبرلمان او ضمن منصب نائب رئيس الجمهورية في الدفاع عن حقوق المكون السني وطرحها على كل المحافل داخليا وخارجيا، وأسهم في حملة تطوير وتوسيع علاقات العراق العربية والدولية، وكان مكتبه حركة دائبة لا تنقطع من السياسيين والدبلوماسيين الذين يحضرون كل يوم لمقابلته وللاطلاع على مواقفه التي بقيت محل إشادتهم وثناءهم على مدار سنوات طويلة، لما يتمتع به من حكمة ورجاحة عقل ومبدأ.

بل أن أكثر من أشاد بدور ومكانة النجيفي هم نواب التيار الصدري وقياديوه، وبخاصة السيد بهاء الأعرجي والنائب عدي عواد، واخرون من كتل شيعية، كثيرا ما تحسروا هم ونواب مستقلون وقادة سياسيون على تلك الأيام التي قاد فيها النجيفي رئاسة مجلس النواب، وعدت فترته بـ "الذهبية" في تاريخ البرلمان العراقي، بل والاكثر انتاجا للقوانين وفي فرض هيبة مجلس النواب ورفع شأن نوابه ومكانتهم وادوارهم، وما يزالون حتى هذه اللحظة يتمنون لو كان النجيفي على رأس أهم مؤسسة للديمقراطية والرقابة وهو البرلمان العراقي، وهم يعدون أن غيابه أصاب الحياة البرلمانية بخلل ووهن كبيرين وغياب الدور والمكانة، وراحت المؤسسة التنفيذية هي المتحكمة بالفاعل السياسي، وأصيب البرلمان العراقي بانتكاسات خطيرة، ربما سيبقى العراق يعاني من أضرارها لسنوات طوال.

لقد أحسن السيد أسامة النجيفي اختيار مدير مكتبه ومستشاره الإعلامي الأستاذ أمجد توفيق وهو إعلامي وروائي وكاتب مرموق ومعروف على صعيد عربي واقليمي، منذ أن كان السيد النجيفي رئيسا لمجلس النواب. ويشهد الكثيرون للأستاذ أمجد توفيق بالخبرات والكفاءة المتقدمة ومعه عدد محدود من مخضرمي الصحافة ومن لهم مكانة مرموقة بين الوسط الصحفي ليكونوا أحد من أدوا أدوار المكتب الاعلامي بحرفية ومهارة مهنية. كان كثير من الساسة وبرلمانيين يتمنون لو أن لديهم مكتبا اعلاميا بتلك الحرفية والمهارة والامكانات، لكن الاعلام ليس وحده من يؤدي الى نجاح السياسي أو إخفاق السياسي، فلا بد من أن تتوفر مستلزمات دعم مالي وفني لكي يقوم بتلك المهمة، حتى أن هناك من يعد حل مكتبه الاعلامي بأنه خطوة متسرعة، ليس لها ما يبررها، ولا ذنب لهم في كل ما جرى في عدم فوزه، لان تلك المهمة تقع على عاتق من كلفهم بمهمة الاستشارة والتخطيط الفني والإستراتيجي لقيادة حملته الانتخابية، ولا دخل للمكتب الاعلامي في كل ما جرى، بل أن المكتب السياسي لحزبه للعراق متحدون ولجبهته (الانقاذ والتنمية) هم من يتم تحميلهم تلك المسؤولية التي أخفقوا فعلا في أن يصل الرجل الى مبتغاه، وحطموا أحلامه بفوز كان يتوقع ان يكون كبيرا، لكنهم لم يحسنوا اختيار أساليب حملتهم الانتخابية، على غرار خسارة جماعة الاطار التنسيقي، ولم يحسنوا توزيع الأسماء على المناطق الانتخابية، لا في الموصل عقر داره، ولا في المحافظات السنية وبغداد، التي رشحت فيها شخصيات شبابية كثيرة، لكنها، كما يبدو لبعضها غير معروف ربما، أو لإنها لم تجد الدعم الكافي لحملاتها الانتخابية، ولم تجد توزيع أدوارها، وعانت من عدم الاهتمام بها، وواجهت حيتان من أصحاب المال والثروة التي كان لها الدور في اكتساح ساحتها، وهم من كانوا يحذرون من تلك الحالة قبل الانتخابات المبكرة بأسابيع، من أنهم لم يجدوا من وسائل الدعم حتى البسيطة ما يكفيهم لإنجاح مهمتهم. كما أن الكثير من ابناء نينوى غرر بهم في حالات دعم مالي من كتل سياسية كانت تمتلك السلطة والمال السياسي، وحرضوهم على التخلي عنه لصالحهم بعد تقديم مغريات كثيرة، ربما لم يكن بمقدور السيد النجيفي تقديمها لهم، وقد خسره أهل الموصل قبل غيرهم من أبناء المكون السني، وضاعت على نينوى الحدباء فرصة أن تتصدر زعامتها قيادة المكون كما كانوا يتمنون أو يحلمون.

كان الشيخ خميس الخنجر قد طرح أكثر من مرة على السيد أسامة النجيفي أن يدخل معه في تحالف انتخابي، وقد ألح عليه الرجل أكثر من مرة، وهو يريد له ان يحفظ مكانته، وكان صادقا فيما يخطط، لكن النجيفي رفض كل لك العروض، ولو دخل النجيفي في تحالف انتخابي مع "عزم" لحصد نوابا وفاز بعدد لا يستهان به، لما يشكله الخنجر من أدوار ومكانة هو الآخر، ويتوافر له الدعم المالي والسياسي، ولكان السيد النجيفي من تعلق عليه الآمال في أن يبقى الواجهة السنية الكبيرة، وهم الان يتحسرون على ضياع دوره وغيابه اللافت عن الحياة السياسية، وهم يعدونه من أعمدة رجالات السياسة الذين أن كلفوا بمهام فسيعيدون لها الهيبة والمكانة، بدل تلك الحالة التي أضفت الفرقة والانقسام والتشتت في أحوال المكون السني، ولا يعني فوز البعض بأصوات كثيرة أو تقلد مناصب أن البرلمان الجديد ستكون له مكانة أو دور يمكن ان يعول عليه، بل ربما تصيبه حالات تدهور في الدور والمكانة أكثر بكثير من السنوات السابقة، ما جعل النجيفي يخسر فرصة أن يتصدر المشهد السياسي السني بخاصة والعراقي بعامة، وهو الزعامة السنية الوحيدة التي يبقى بريقها مشعا، كونه الشخصية البيضاء الوحيدة التي لم تمتد الى فساد من أي نوع، ولم يقبل تمرير مشاريع تحت أية ضغوط مهما بلغت شدتها عليه، وحافظ على مكانته كزعيم سني بلا منازع، ويفترض بالشيخ خميس الخنجر وبقية من يتصدرون المشهد السياسي أن يعوا خطورة غياب السيد أسامة النجيفي، وينبغي منحه دور سياسي يليق بمكانة تلك الشخصية القيادية، إن أرادوا أن يحفظوا لهم ولمكونهم بقية هيبته، التي تعرضت لتمريغ أنفها في الوحل أكثر من مرة.

يؤكد سياسيون عراقيون ونواب أنه لا ينبغي للسيد أسامة النجيفي، وهو يمتلك مواصفات الزعامة والقيادة والخبرات المتراكمة أن يطول غيابه فعلا عن الحياة السياسية العراقية، حتى ولم لم يفز كنائب، فدوره ومكانته السياسية محفوظة في قلوب العراقيين، وهم يكنون له كل الاحترام والتقدير، ولا يتمنون حالة الغياب التي لاحظوها هذا الايام، والمطلوب من السيد النجيفي عودته بأسرع ما يمكن، فدور أي زعيم بقدر ما تحفظ له من مكانة في الضمائر والقلوب، وهو ما ينبغي على قادة المكون السني ورموز مكونهم أن يحفظوا للرجل اعتباره، وان يتم اختياره في مركز مرموق يليق بتاريخه ودوره ومكانته، والمؤهلات القيادية للزعامة التي يمتلكها لكي يبقى رصيدهم في الملمات، ومن يرفع من مكانتهم ودورهم، ويقف حائلا دون أن تسرق الأضواء من مكونهم، ومن مكانة حتى بقية شخصياتهم التي يرتفع أسهمها، أن حفظت للرجل ما يستحقه من مكانة، وهذا هو دور القيادات السنية العليا في الضغط، لكي تعيد إحياء دورها ومكانتها، لتكون أشبه بالمرشد الروحي والقيمي لقيادة المرحلة المقبلة، في اطارها الإستراتيجي، وهم من يحفظون للقيادات الشابة وتلك التي تعاني من قلة الخبرة والدور والمكانة، أن يغمروها بفيض خبراتهم ومكانتهم لتزداد علوا وشأنا، ولكي لا تخضع لضغوط كتل أخرى مهيمنة ربما ستحاول كسر ارادتها، لكي لا تبلغ بعض الأجندات الخارجية، وما أكثرها، أهدافها في تحقيق مكاسب سياسية، تستهدف إضعاف دور ومكانة قادة المكون السني، والهيمنة على مقدرات مكونهم، وتسجل انجازات على حسابهم.