المحرر موضوع: ثلج ، ثلج ، ثلج .... صباح النقاء والطهارة  (زيارة 620 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 394
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ثلج ، ثلج ، ثلج .... صباح النقاء والطهارة
كتابة : نمرود قاشا
كان ابائنا ، وفي منتصف الشتاء ، عندما يتساقط الثلج يقولون : جاء الخير ، انه خميرة الارض ، لقد نظف الارض من الغبار ، ووحد الالوان كلها فاصبح المكان ابيضا ونقيا .
غطي هذا الارض – يا ثلج – ونظفها من الغبار ، اخفي كل الجروح وأجعل الارض تشبه العروس في ثوب زفافها ، فوطني بحاجة الى البياض ليلغي لغة العنف ويطهر القلوب ويجعلك تعيش – ولو للحظات – الى مدن بيضاء تغسل عنها ادران الماضي .
عند حلول الشتاء ،  ننتظر ذلك الزائر الأبيض الجميل الذي يغطي الأرض ويُدخل الفرح والبهجة إلى قلوبنا بقدومه، فليس هناك أجمل من مشاهدة منظر هطول الثلج، وقد كتب العديد من الشعراء عدة قصائد شعر عربي عن الثلج.
يقول الأديب السوري فواز حجو:
هذا هو الثلجُ من عليائِهِ نَزَلا
لولا تَوَاضُعُ هذا الثلج ما هَطَلاَ
وَهَاهيَ الأرضُ في أَبهى مفاتنها
تزينتْ كعروسٍ وارتدتْ حُلَلاَ
والطير يمرحُ في الأَجواءِ مُبتهجاً
وقامَ يشدو بهذا العُرسِ مُحتفِلا
لطالما اتصفت صورة الثلج في ذهن الإنسان بالنقاء والعفة والطهارة وربما جاء هذا من لون الثلج الأبيض الناصع، دعني ألتقط حبات البرد وإن كان بأنامل مرتجفة، لأصنع لي عقداً يُثلج صدري، وحينما يذوب من حرارة الحب، لن يجففه شيء، فهو قد ذاب بنبض وريدي وشريان قلبي، فما عاد للبرد مكان، وما عاد للشتاء عنوان، فالمطر والبرد والثلج والرعد والبرق لغتي وحُبي وعشقي.