المحرر موضوع: في ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ 2022- الجزء الاول  (زيارة 604 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد دنحا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 207
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
في ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ 2022- الجزء الاول
ابدأ الموضوع بأشهر اقواله:
"ما الذي تعتزم تقديمه للآخرين اليوم؟" هذا هو السؤال الذي كان مارتن لوثر كينغ جونيور يعتقد أنه السؤال الأكثر إلحاحًا في الحياة.
وفي رسالة مصوّرة بهذه المناسبة في 2021، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إن مارتن لوثر كينغ ذكّر العالم في خطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة عام 1967 أنه "لا عدالة بدون سلام ولا سلام بدون عدالة". مضيفة أن هذا الإدراك لا يزال وثيق الصلة اليوم كما كان دائما. واضافت: “لقد عاش ومات وهو يدافع عن كرامة الإنسان مؤمنا بالقيمة المتساوية لكل البشر، بينما نستخدم هذه الذكرى لإعادة تأكيد الالتزام بهذا العمل، فلنستمد القوة من كلمات الدكتور كينغ: لا يمكن للظلام أن يطرد الظلام فقط النور يمكنه فعل ذلك”.
صادف هذا العام يوم الاثنين السابع عشر من كانون الثاني/يناير 2022 (حيث يعتبر يوم مارتن لوثر كينغ عطلة فيدرالية تصادف كل ثالث اثنين من شهر كانون الثاني) ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ الثالث والتسعون، الذي قاد نضالاً سلمياً من أجل الحرية والمساواة بين البيض والسود فى عصر كانت العنصرية حاكمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وهو عطلة فدرالية رسمية تكريمًا لذكرى مارتن لوثر كينغ منذ العام 1986. وفي العام 1994، تم اعتبار هذا اليوم يوما وطنيا لتقديم الخدمات بروح التزامه بالعمل الجماعي من أجل غد أفضل.
ولد مارتن لوثر كينغ الابن في 15 يناير 1929 في أتلانتا، جورجيا، لأبويه القس مايكل الأب وألبيرتا التي كانت تعزف البيانو في كنيسة الحي. وسمي مارتن لوثر تيمناً بالمصلح مؤسس الكنيسة البروتستانتية اللوثرية مارتن لوثر.
درس الطب والقانون في كلية مورهاوس، وبعد تخرجه، عام 1948، دخل كينغ مدرسة كرزر اللاهوتية في بنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللاهوت، وحصل على زمالة مرموقة وانتخب رئيسًا لطبقته العليا ذات الأغلبية البيضاء.
ثم التحق كينغ ببرنامج الدراسات العليا في جامعة بوسطن، واستكمل دراسته في عام 1953 وحصل على شهادة الدكتوراه في علم اللاهوت النظامي بعدها بعامين، وأثناء وجوده في بوسطن، التقى كوريتا سكوت، وهي مغنية شابة من ألاباما كانت تدرس بمعهد الموسيقى نيو إنجلاند، وتزوجا عام 1953 واستقرا في مونتجومري، ألاباما، حيث أصبح كينغ راعي كنيسة دكستر أفينيو المعمدانية وأنجبا أربعة أبناء. لقد توج دفاعه عن القضايا الإنسانية العادلة والتي ظل يناضل من أجلها طوال حياته وانحيازه للمنهج السلمي في المقاومة حيث حصل عام 1964 على جائزة نوبل للسلام.
وتصدى مارتن لوثر كينغ للعنصرية مبكراً، فحينما كان صبياً، حظر عليه والدا صبي أبيض كان يصادقه اللعب معه. وعندما سألهما عن السبب قالا له: "نحن بيض وأنت ملوّن أسود". وعندما حكى الواقعة لأبويه تلقى منهما أول دروسه في تاريخ العبودية والتمييز فى وطنه. وتعزز لديه مفهوم التمييز العنصري عندما كان يستقل حافلة مع أحد معلميه، فأمره صبي أبيض بأن يترك له مقعده وعندما رفض تدخل معلمه وأخبره بأنه ينتهك القانون وقد ينتهي به الأمر في السجن أن لم يستجب للأمر، ففعل.
ومن اقاوله في خطبة مدرسية وهو في سن 13 سنة: "لا أفهم كيف ولماذا يعيش أسود متعلم تحت رحمة أبيض جاهل".
وهكذا أصبحت سنوات صباه هي المرحلة التي شكك فيها في جدوى التعاليم الدينية وكل ما تربى عليه.
تأثر مارتن لوثر خلال فترة دراسته في الجامعة بكتابات وفكرة غاندي عن العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير. وفي خلال رحلته إلى الهند، عام 1959، والتي استمرت لمدة شهر، أتيحت له الفرصة للقاء أفراد عائلة وأتباع غاندي، الرجل الذي وصفه في سيرته الذاتية بأنه "النور الهادف لأسلوبنا في التغيير الاجتماعي اللاعنفي".
وأعلن كينغ عن إيمانه بأن "فلسفة اللاعنف" التي دعا إليها غاندي التي عُرفت باسم (ساتياغراها) هي السبيل الوحيد المنطقي والأخلاقي لحل مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة". وكان من بين أساليب غاندي في العصيان المدني التي لجأ إليها أتباع كينغ أسلوب الاعتصام عندما جلس السود والبيض المتعاطفون معهم معتصمين إلى موائد “البيض فقط» في مطعم للغداء في الجنوب الأميركي.
وفي الآونة الأخيرة اكتشف العاملون في إذاعة "كل الهند" تسجيلا كان ضائعا لمارتن لوثر كينغ قبل مغادرته الهند بيوم واحد، قال فيه إن غاندي “غرس في حياته مبادئ عالمية محددة متوارثة في الهيكل الأخلاقي للكون، وتلك المبادئ لا يمكن إنكارها أو الفرار منها مثلها مثل قانون الجاذبية".
وقال كينغ في سيرته الشخصية "عدت إلى أميركا وأنا أشد تصميما وعزما على تحقيق الحرية لشعبي بالوسائل السلمية واللاعنف. إذ إن نتيجة زيارتي للهند كانت زيادة إدراكي للاعنف وتعميق التزامي بهذا الأسلوب". وأيضا قال "كان غاندي المنارة الهادية في أسلوبنا السلمي من أجل التغيير الاجتماعي"
كما قال "غادرت الهند وأنا أشد اقتناعا من أي وقت مضى بأن المقاومة السلمية هي أقوى سلاح متوفر للشعوب المقهورة في كفاحها من أجل الحرية".
كما تأثر لوثر كينغ بالعديد من الكتب والإصدارات التي كونت وعيه وأفكاره ضد التمييز، وبلور من خلالها فكره وأراءه التي أصبحت مثالا ضد العنصرية في جميع أنحاء العالم، ومن هذه الكتب:
"الجمهورية" أفلاطون
 "الأمير" نيكولو ميكافيلي
"الخلاصة اللاهوتية" توما الأكويني
"العقد الاجتماعي" جان جاك روسو
 "العصيان المدني" هنري ديفيد ثورو
في 1 ديسمبر 1955، رفضت روزا باركس، سكرتيرة الفصل المحلي في الجمعية الوطنية لتقدم الملونين التخلي عن مقعدها لراكب أبيض في حافلة مونتجومري وتم اعتقالها، فنسق الناشطون حملة لمقاطعة الحافلات واستمرت لمدة 381 يومًا، ما يضع ضغطًا اقتصاديًا شديدًا على نظام النقل العام وأصحاب الأعمال في وسط المدينة، واختاروا مارتن لوثر كينغ زعيما للاحتجاج والمتحدث الرسمي لهم.
مع تحياتي