المحرر موضوع: معلقة الرحيل بهنام عطاالله  (زيارة 1477 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
              

معلقة الرحيل


بهنام عطاالله

(نشرت في جريدة (العراق الاخبارية) التي تصدر عن مؤسة الشرق وفي العدد (1570) الصادرة يوم الخميس 27 كانون الثاني 2022.)

 ُمذ التقينا ..
وشوقُ الليلِ ينسدلُ
كالريحِ ..
كالشلالِ
كالمطر ينهمرُ
أما أنا فمازلتُ الى الآن
أقايضُ عشقُكِ الأزلي
أفتحُ الأبواب..
فتمرُ نسمة تطالُ يدي
وان الزهور التي أينعت في حديقةِ الدار
قد غدت تحملُ
أطناناً من عطركِ النديِّ
يورق في الأرض اليباب أشلاءً من الألمِ
يصبُ في وعاءِ القلبِ شمسُ الغدِ
إنه العشقُ ما زال منتشياً
يحملُ الريح لأقاصي القمر
بعيداً..
يتزاحمُ نحو سجادةِ الزمن
مؤثثاً بالحناء
ينذر بالقدر
     *  *  *
 ُمذ إلتقينا..
كان  ُحبكِ ينبضُ
بين خافقي والضلوع
في مضارب العصافير
وإنزياحات الفصول
عند إنصهار الدمع
في محاجرِ الشموع
   *  *  *
 ُمذ التقينا...
ذات صيفٍ قائظٍ
مرّ الأريجُ بين العيونِ
في موسمِ الشمسِ الرهيب
كان شوقُكِ دائماً
 بخاتلُ ذهني
فغفوتُ دهراً بين ذاك
الشوق الأريب
وصحوتُ عندما كانت
كل الجهات تجري في عمقِ السماوات
مع نجمة بزغت تواً
وغفت تحت أحلام الليل
عابرة كل الحدود
فأين مضى
كلُ ذاكَ الخصب
وتلك السنون ؟
وأنا المقيد من معصمي الآن
بتلك القيود
أين مضى وتلاشى
ذلك النسقُ العجيب ؟
وتلك السنواتُ الباذخات
وهي تروضُ تلك الصدود
وشغاف القلب يهذي
مع الموج..مع الأسرابِ
المهاجرة تواً نحو الغروب
تلك التي فرشت فؤادي بالأسى
وحشدت أمامي آلاف السدود
سجدت على ضفةِ الحُلمِ
بشوقِ التفاصيلِ كلها
وهي تجتاحُ الندوب
*   *   *
سيدتي..
سنة مرتْ كما العلقمُ في أفواهِ المحبينا
ورياحُ الشوق ما إنفكت
في رفقةِ القيظِ تلهبُ روح العالمينا
وما زالت تلك العيونُ الخُضر تبدو
كالجنائنِ معلقاتٍ
من خللِ الأفقِ الكئيبِ صلاةَ القرابينا
وثغركِ البسامُ تشدو فوق جنباتهِ
أعشاش الحمائمِ وضوضاءُ الحالمينا
وأنتِ ..كنتِ دائماً
أنتِ..
مثل رغبةٍ جامحةٍ تبعثُ الدفءُ فينا
فيغدو طعم الرحيلِ لهيباً
وتبدو تلكَ الشهورُ عقوداً مريرا
وتلك النظراتُ البريئاتُ تاريخ عشقي
والجمعُ يعزفهُ لحناً حزينا
ستبقى تلك الشُرفاتُ مشرعة
وتلك الزهورُ تؤثث
في شهقاتِ نفسي تراتيلاً وحنينا
وتلك المنازلُ وهي تنعيكِ كل ومضةٍ
وتدعو القوم دهراً وسنينا
سأصحو على أنفاسِ ثغركِ دائماً
وأمسي على نياسمِ عينيكِ يقينا
وأشمُ رائحة عطركِ وهو يتماهى
زهوراً وأشجاراً وياسمينا.

* نشرت في جريدة العراق الاخبارية العدد 1570 الصادرة يوم الخميس 27 كانون الثاني 2022 وفي الصفحة الثقافية نبض الحروف.