المحرر موضوع: موازين الحياة الضائعه والمستقبل المجهول  (زيارة 410 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 334
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موازين الحياة الضائعه
 والمستقبل المجهول

الدكتور خالد اندريا عيسى
 
تغيرنا جميعا...
الإنسان منه تبدا الامور فلم تعد الحياة كما كانت وكما يريد.
ولم يعد الإنسان هو نفس الإنسان الذي نعرفه أخلاقا وسلوكا ومعرفة وضميرا، هذه هى حقائق إنسان هذا العصر..
يقول علماء النفس إن هناك صفات وغرائز فطرية عند الانسان كالجوع والعطش والجنس وضعها الخالق  فيه والإنسان وهو لم يزل طفلا وما يجيء بعد ذلك فهو ما يكتسبه الإنسان من التجارب..
ولا أعتقد أن الأخلاق السيئة وكل الموبقات والسلبيات وعدم الضمير والميت ونوازع الشر والظلم والإجرام خلقت مع الإنسان الحديث.. لان الله لم يخلق الانسان مجرما أو ظالما وبلا أخلاق..
انتم هياكل الرب (الكتاب المقدس).. فماذا عن الحروب والدمار والجوع والأمراض التي تحيط ببني البشر الآن سكان هذا الكوكب الذى لم يعد كما كان
> وحين اختلت موازين الحياة الطبيعيه والعقول النقيه والنفوس التقيه وساءت أحوال البشر حلت عليهم أشياء تغيرت معها الثوابت والقيم.. فأصبح الحق ضلالا وأصبح الجمال قبحا وأصبح الإيمان كفرا وأصبحت الأخلاق ضيفا ثقيلا.. وضاع الإنسان بين ما خلقه الله عليه وما اختاره لنفسه فكان هذا الإنسان الذى نراه اليوم حيث انه غريب وعجيب في كل شئ  لا أخلاق ولا دين ولا ضمير هذه الثلاثية هى التى تحكم سلوك الإنسان فى هذا العصر..
حين غابت الأخلاق خسر الإنسان ميزان الحكمة وحين غابت الحكمة سقط العدل وحين سقط العدل فتح كل أبواب الظلم والقهر والاستبداد فكان هذا الإنسان الذى استحل دم أخيه وقتل أمه واعتدى على حرمة الأشياء والبشر ..
> كان سقوط منظومة الأخلاق أولى خطايا الإنسان فقد تحول إلى كائن آخر فى سلوكه ورغباته ومطالبه.. واستباح لنفسه كل شيء وأصبح ذلك الكائن المسالم وحشيا الذى تخلى عن أجمل ما منحه الله أن يكون على صورته.. لأن الله سبحانه وتعالى وحين وصف الرب يسوع قال «وجيها فى الدنيا»
> والأخلاق هى كل هذه الأشياء ولم يكن غريبا أن تسبق الأخلاق الأديان ولهذا فإن الأديان نزلت لتكمل منظومة الأخلاق..
وحين يقال إن الدين اساسه محبه  واخلاق
..
> بعد الأخلاق والدين يأتى هذا الطيف الجميل الذى نشعر به ولا نراه انه يسرى فى دمانا ويتسلل فى خطانا ونراه ولا نراه إنه الدليل الذى ينهرنا إذا اختل المسار ويهدينا إذا فقدنا البصر والبصيرة هو الضمير..
لم يكتشف الإنسان له مكانا ورغم أن الأطباء سافروا إلى ابعد نقطة فى جسد الإنسان قلبا ودماء وخلايا فلم يقل لنا حتى الآن أين يوجد الضمير هل فى القلب أم فى المخ أم انه الجسد كله.. احتار العلماء فى وصف الضمير مكانا ووجودا.. إن الإنسان يشعر بقلبه ويفكر بعقله ولكن من أين يأتى حساب الضمير.. وهل هناك علاقة بين هذه الثلاثية هل الضمير ابن شرعى للأخلاق والدين سيد هذا الكون وإذا غابت كل هذه الأشياء ماذا يبقى للإنسان إذا فقد الأخلاق والدين والضمير..
> هذا هو إنسان هذا العصر تعامل مع الحياة والبشر والأشياء بلا أخلاق أو دين او ضمير.. إن الشارع الذى ابتعد عن الأخلاق أصبح همجيًا متوحشا قاسيا ظالما والإنسان الذى نسى دينه أصبح متخبطا حائرا ولم يجد فى ضلاله منقذا وملاذا.. أما من غاب ضميره فلم يعد له ميزان ولا بصر ولا بصيرة..
إن هذا هو عالم اليوم شعوب متخبطة لا تجد الأمن وتهبط عليها المصائب حروبا ودمارا.. والإنسان هذا الكائن العبقرى المسالم المحب للحياة أصبح كارها لكل شيء وتحولت الحياة إلى مستنقع من الأحقاد والكراهية شعوب تكره بعضها وبلاد تدمر نفسها وأوطان جعلت من الظلم قدوة وملاذاً..
> والشيء الأغرب أن الإنسان بعد أن تخلى عن الأخلاق بدأ رحلته فى تشويه صورة الأديان لست من دينى فأنت عدوى وبدأت معارك الأديان رغم أن الله سبحانه وتعالى أرسلها للناس محبة وخيرا للجميع..
 وبدأ التشكيك ثم الاهانة ثم الهدم وكأن الإنسان قرر أن يعود إلى الجاهلية الأولى ويتخلى عن دعوات الحق والخير والجمال التى جاءت بها الأديان لتخرجه من ظلمات الضلال إلى ساحات الهدى والإيمان..
 وكان الضمير آخر الضحايا والمفقودات فقد اخذ مكانا بعيدا حين شعر أن الزمان لم يعد زمانه وأن إنسان هذا العصر الذى ترك وابتعد عن  الأخلاق ولم يعد حريصا عليها فلن ينقذه ضمير مات.. وقف الضمير حائرا وهو يرى الكون أطلالا من الوحشية والظلم والطغيان وقام يصرخ لا منقذ إلا الأخلاق ولا هداية إلا الأديان ولا خلاص لهذا الكون إلا بالضمائر أو قل على الأرض السلام.. إنها ثلاثية الأخلاق والأديان والضمائر وضعها الخالق سبحانه وتعالى للبشر من اجل حياة أكثر أمنا وعدلا وكرامة.. وحين فرط الإنسان فيها ساءت أحواله واختلت ثوابت حياته ووجد نفسه وسط غابة مخيفة حيث لا أمن ولا أمان..
> الخلاصة عندى أن إنسان هذا العصر يقف وحيدا أمام خطاياه الكثيرة والتي صنعها بيديه ونوعها وابدع في ردائتها وتطبيقها بدقه واصرار.. لقد فرط فى أخلاقه فأصبح متمدينا فى صورته همجيا فى سلوكه وحين فرط فى دينه وقف فى منتصف الطريق وفقد البصر والبصيرة وخسر نفسه قبل أن يخسر دينه.. وبعد ذلك كان هناك ضمير يمنحه شيئا من اليقين اختفى فى ظلمات القلوب والمشاعر من ينقذ هذا الإنسان وأين الملاذ سؤال يبحث عن إجابة ما هو مصير غابة رحلت عنها الأخلاق والأديان والضمائر..
> لابد أن يعود الإنسان إلى صورته التى خلقه الله عليها أن يعود سيدا بأخلاقه وليس بجبروته وطغيانه أن يعود متدينا بالحكمة والموعظة الحسنة أن يعود بضميره الحى الذى يفرق بين الأشياء فى الحياة والبشر.. إن خسارة الإنسان الحقيقية ليست فى مال أو منصب أو مكانة ولكن الخسارة الحقيقية شعوب بلا أخلاق وإنسان بلا دين وحياة بلا ضمير.. منذ غابت هذه الثلاثية اختلفت موازين الكون ولم يعد العدل عدلا ولا الحق حقا وساءت كل أحوال البشر..