الاب الخوري قرياقوس طراجي يتحدث لـ (عنكاوا كوم )
مسيرتي مع القلم بدات في سن العشرين واستهلتها بخواطر شعرية
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد تجربة التاليف والكتابة في فكر الاب الخوري قرياقوس حنا متوكا طراجي البرطلي تبدو ملفتة وبارزة لاسيما وانه جند قلمه لمحاور ومواضيع كثيرة التفت اليها وعكس من خلالها تجربته سواء في حقل الكهنوت او من خلال التجربة الانسانية التي مر فيها في محطات حياته وقد ابرز في الاونة الاخيرة مجموعة من مؤلفاته مسهما بتوزيعها على محبي المطالعة لكي ينهلوا منها خصوصا وان قلمه بذر تلك الافكار في ثلاث لغات هي السريانية والعربية والانكليزية كتجربة لافتة ومحط متابعة واهتمام .. عنكاوا كوم التقته فكان هذا الحوار :
*بدءا انقل لنا بداياتك مع القلم وكيف كانت مسيرتك الاولى في هذا المضمار ؟
-في البداية اود التنويه انني من مواليد بلدة برطلي السريانية وذلك في السادس من نيسان (ابريل ) من عام 1949 وقد تعلمت في مدارس البلدة حتى وصلت مرحلة الاول المتوسط فاتقلت للدراسة في متوسطة قرقوش كما انتقلت للانتساب في الاكليريكية التي كانت في بلدة زحلة اللبنانية بدءا من عام 1964 وحتى عام 1969 حيث تم رسامتي كراهب وقد اصطحبني البطريرك يعقوب لدار البطريركية حيث امضيت في الدار قرابة العامين حتى وجه بنقلي الى الهند لكنني رفضت الفكرة وقفلت راجعا الى بلدتي برطلة وذلك في عام 1971 وتحديدا في شهرها الثامن وقد استهواني المكوث في دير مارمتى وفي احدى غرفه التي كانت عائدة للراهب اسحق والمنقورة من الحجر اعقبها استدعائي لخدمة العلم وهنا كان القرار بتركي سلك الكهنوت حيث انتسبت الى طاقم الشركة المكلفة بتشييد سد الثرثاء في تلك الفترة حيث داومت في هذه الشركة حتى مطلع الثمانينات قبل ان احظى بنقل خدماتي لمنطقتي حيث بادرت بفتح ورشة للحيم المعادن وعاودتني فكرة الكهنوت مجددا حيث تم رسامتي كاهنا لكنيسة السيدة العذراء في برطلي وذلك في مطلع عام 1991 اما عن رحلتي مع القلم فباشرتها وانا في سن العشرين حيث اذكر انني كتبت رثاءا عن المطران مار بولس بهنان وذلك حينما رحل عن دنيانا في عام 1969 وقمت بنشر هذه الخاطرة التي تنتمي لادب الرثاء باللغة السريانية في مجلة عناقيد الكرمة كما كانت فترة الستينات بالنسبة لي فترة نضوج وفكر حيث تعلمت خلالها الالحان الطقسية التي نظمها القديس مار افرام وبدات اكتب الخواطر الشعرية التي تدور مضامينها في الحكم والامثال و الاغاني وبلساننا السوريث المحكي كما اتقنت في تلك الفترة اللغة الانكليزية وقمت ايضا بترجمة قصة انكليزية عنوانها كونتان ديورانت الى اللغة السريانية وباللهجة الغربية اما عن نشاطي في الاونة الاخيرة من خلال طبع الكتب ومنها غريب في وطنه باجزائه الثلاثة وكتاب مفاهيم من كتاب الحياة وبجزيئه اضافة لكتاب صور حاضرة من مدينتي العامرة فقد اسهمت مجموعة خيرة من مؤمني الكنيسة في بلدة برطلة بدعم طبعها وتحمل نفقاتها حتى رات النور حيث بلاغ مجموع ما قمت بتاليفه او ترجمته نحو 13 كتاب تدور مواضيعه ومقالاته بين المواضيع الروحية ومحنة النزوح التي واجهها شعبنا اضافة لانعكاسات الارهاب على تشتت هذا الشعب كما اعددت للطبع كتاب برطلي تاريخ وثقافة حيث يعد الكتاب المذكور موسوعة تاريخية لبلدتنا منذ تاريخ نشاتها والنخب التي خرجت منها لتقدم خدماتها لابناء المعمورة حيث انجبت البلدة ست بطاركة وعشرات الاباء والرهبان والراهبات الذين جالوا مدننا واسهموا بتقديم خدماتهم فيها كما اسعى حاليا لطبع كتاب باللغة السريانية وهو تعليمي مترجم الى اللغة الانكليزية حيث يحتوي على الصور التي تسعى لتحبيب الللغة لابنائنا الاطفال وتسهم بتوسيع مداركهم كما ابرز عدد من مغتربي البلدة في المهجر سعيهم لتكفل طبع هذه الكتب واخص منهم الاستاذ متي كلو الذي تواصل معي من اجل تكفل طبع الكتب وايصالها الى القراء والمتابعين ..