المحرر موضوع: لطف الله خلص البحارة ويونان ونينوى  (زيارة 569 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1203
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

لطف الله خلص البحارة ويونان ونينوى
بقلم / وردا إسحاق قلّو

يونان نبي من الأنبياء العهد القديم الصغار . ذكر في سفر الملوك بأنه عاش في زمن الملك يربعام بن يوآش أحد أقوى ملوك أسرائيل ( إنظر 2 مل 24:14 ) في أيام يونان زادت خطيئة شعب نينوى الأممية ووصلت إلى محضر الرب ، لكن الله أشفق على شعبها وأراد أن تشملهم رحمته لأنه يريد الخلاص لجميع الشعوب عكس ما كان يونان يظن ، والذي كان يريد العكس إنتقاماً لما نقله الآشوريين بالشعب العبري من تسلط ودمار وسبي .
   أختار الله يونان والذي يعني اسمه ( حمامة ) والحمامة كانت تستخدم في القديم لإيصال الرسائل . كذلك أراد الله أن يرسل رسالته عن طريق يونان الذي تمرد وأراد الهرب من المهمة إلى ترشيش أي إلى بلاد أسبانيا .
    عندما نقرأ الأصحاحات الأربعة من سفر يونان النبي نجد في قصته أموراً صعبة الإدراك لأنها تناقض قوانين الطبيعة ، كبقاء يونان في جوف الحوت بدون تنفس ، لكنه بقي حياً . لا وبل كان واعياً يفكر بدقة ، فقرر إعلان توبته ، وبعد ذلك رفع طلبه إلى الله الذي كان له يد خفية في كل أحداث تلك القصة ، حيث كان يقودها بحكمة ويهيىء كل شىء بدقة لتسير الأمور إلى ما هو صالح للجميع . لهذا نقرأ بأن الله كان يراقب كل شىء ، ويتحكم بالأحداث وكالآتي:
1-   أرسل ريحاً شديدة إلى البحر " 4:1" .
2-   جعل النوتية يوقط يونان النائم ووبخه لكي ينهض ويشترك مع الجميع لحل تلك المشكلة
3-   جعل البحر يزداد هيجاناً .
4-   جعل القرعة تقع على يونان رغم كثرة عدد الركاب في السفينة .
5-   أعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان عند قذفه غلى البحر من السفينة .
6-   حفظ الله يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وبكامل وعيه لكي يتوب ويصلي ويعلن أستعداده لتنفيذ المهمة .
7-   الله خلص البحارة البحارة بعنايته فهدأت العاصفة والبحرفخافوا من إله يونان فقدموا له الذبيحة .
8-   أمر الله الحوت ليقذف يونان إلى البر ( 10:2 ).
9-   أعد الله يقطينة لتمو بسرعة وتظّل يونان ( 6:4.
10-   أعد الله دودة عند طلوع الشمس لتقرض اليقطينة
11-   أعد الله ريحاً شرقية حارة لتضرب الشمس رأس يونان ، فذبل وانزعج فطلب الموت لنفسه ( 8:4) .
12-   الله خلص أهل نينوى بسبب توبتهم السريعة .
13-   الله خلّصَ يونان رغم تمرده .
14-   الله خلّصَ البهائم التي لا علاقة لها بخطايا البشر .

جميع الخلائق أطاعت الله إلا يونان ( 1- البحر 2- الريح 3- قُرعة الوثنيين لمعرفة المذنب 4- الحوت 5- نبات اليقطينة 6– الدودة ) . الإنسان يمتاز بالعصيان والتمرد ، فيونان الذي أراد أن ينهزم من وجه الله إلى ترشيش كان تصرفه وقراره غبياً وكأن الله لا يراه أو يقرا أفكاره ، وكما فعل آدم مع زوجته عندما سقطا في الخطيئة وتعرا فلجأ الأثنان إلى ما يخفيهم عن أنظار الله وكأن الله لا يرى خلف السواتر .
رغم عصيان يونان وحقده لأهل نينوى الوثنية ، وعدم تنفيذ وصايا الله ، فالله بسبب مراحمه رفض طلب يونان منه لكي يميته بسبب اليقطينة ، وذلك لأنه لومات يونان في أثناء غضبه وتمرد وعصيانه وعدم محبته لخلاص حتى الأطفال الأبراياء لكان موته يؤدي إلى الهلاك الأبدي . كذلك لم يشأ الله أن ينفذ طلب أيليا والذي كان الموت ، بل رفعه إليه بإكرام .
   الله رتب كل شىء لكي يقود يونان إلى التوبة في جوف الحوت ، وهناك شعر بخطيئته ، فصلى إلى الرب فأستجاب له لأن صلاته كانت قلبية وصادقة . صرخات يونان من الهاوية وتذرعاته النابعة من قلب مؤمن وصلت إلى الله ، وكان ليونان ثقة كبيرة بأن الله سيخرجه من بطن الحوت سالماً ، وهو سيقوم بإيصال الرسالة إلى الهدف . كما كان يمتلك إيماناً عميقاً لهذا اختاره الله لهذه المهمة ، بل كرم الله عمله في العهد الجديد عندما دافع عنه الرب يسوع واصفاً أياه أمام اليهود بأنه آية أي مُعجِزة ، بل بقائه في جوف الحوت ثلاثة أيام كانت رمزاً لبقاء المسيح في جوف الأرض المدة نفسها ( طالع مت 12:  39-40  ) .
    الله بسبب محبته ولطفه وصبره ربح شعب نينوى ويونان أيضاً . لذلك يقول الرسول ( أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ) " رو 4:2" فلا تسىء إلى إستغلال لطف الله وصبره معك أيها الإنسان . فتكملة الآية تقول ( ولكن من أجل قساوتك وقلبك غير التائب فإنك تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ). كذلك قال ( نتأمل إذاً لطف الله وشدته ، أما الشدة ، فعلى الذين سقطوا ، وأما لطف الله فمن نحوك ما دمت تثبت في اللطف . ولو لم تكن ثابتاً ، لكنت أنت أيضاً تقطع ) " رو 22:11 " ليتمجد أسم الله الرحيم . 

التوقيع : ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1" [/size]