المحرر موضوع: المُحـبَـط نـفـسياً نمـدحه ونـشجـعه ، والكـئيـب نغـيّـر أجـواءه ونسعِـده  (زيارة 1043 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5235
    • مشاهدة الملف الشخصي

المُحـبَـط نـفـسياً نمـدحه ونـشجـعه ، والكـئيـب نغـيّـر أجـواءه ونسعِـده 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ


الإحـباط : هـو الشعـور بالفـشل والـتـدني ، يلحـقه الحـزن واليأس ، ثم الهـزيمة من الواقع .

الكآبة : هي إنكـسار الـنـفـس مع الإحساس بالضيق والوهـن ، فـيـقـود إلى العـزلة .

وهاتان الحالـتان ، نـتاج فـشل الفـرد في الوصول إلى هـدفه وعـدم تحـقـيقه الأماني التي في باله وذلك بسبـب عـوائق أو ظروف معاكسة متـوقعة أو مفاجـئة ...

 وعـنها قال المتـنبي :      ما كـلّ ما يتمنى المرء يـدركه ... تأتي الرياح بما لا تـشتهي السـفـنُ


مَن يكـونوا هـؤلاء ؟ قـد يكـون طفلاً مدللاً أهـملـته أمه لسبـب ما ... شخـصاً مُـبدعاً لم يُـكـرّم بما يستحـقه ... فـتاة ريفـية جـميلة إنـتـقـلـت إلى الحـضَر ولم يحالـفها الحـظ بما تـتـمناه ... شابة حـسناء تـرمّـلت في عـزّ شـبابها في مجـتـمع ضيق لا يعـرف قـيمتها ... شاباً بنى آماله عـلى بطاقة يانـصيـب ولم يحـصلها ... إمرأة ثـكـلى فـقـدت إبنها ... قائـداً منـتـصراً في الحـرب خُـيّـبَت آماله ولم يحـصل عـلى تـرقـية ... طالباً في مدرسة لم يحـصل عـلى درجة تُـرضي والـديه ..... وقـس عـلى لك .


كـيـف نـتعامل مع الأفـراد المحـبَـطـين والكـئيـبـين ؟


إن تـوصية مار ﭘـولس في رسالته إلى رومية (( إفـرحـوا مع الـفـرحـين وأبكـوا مع الباكـين )) هي المشاركة في المشاعـر فـتـزيـد الـفـرحة عـنـد الـفـرحـين وتمـتـص بعـض الألم والحـزن من الحـزين . إن مشاركـتـنا بمشاعـرنا مع الآخـرين تـقـوّي الأواصر وتـزيد المحـبة ، كما تخـلـق الراحة والـقـناعة عـنـدهم . ولا نـنسى أن عـملية الـمـدح لها تأثير قـويّ يتـرك مفـعـوله الإيجابيّ في نـفـسية الشخـص .


إن هـذه الأفـكار والتحـليلات هي نـتاج تجارب شخـصية مـرّ بها أغـلـبنا أو سمعها وقـرأها في وسائل الإعلام . فالأم الثكـلى مثلاً يمكـنـنا مواساتها بكـلمات هادئة كأن نـقـول لها : يا أمّاه ! أنتِ لستِ الوحـيـدة فـنحـن حـزانى معـكِ وكـثيرون مثلكِ فـقـدوا أعـزاءهم ، فلا مـردّ لإرادة الله ، لأنه هـو الـذي أعـطى وهـو الـذي يأخـذ ، والحـزن الـدائم لـن يأتي بنـتيجة وإنما يضركِ أيضاً ..... 

والطالب الـذي كان مستـواه الإمتحاني مثلاّ 60 %  يمكـن تـشجـيعه بالقـول إن نـتـيجـته لا بأس بها فالكـثيرون يتمنـون مثـلها ، ولكـن بالمثابرة والتـركـيـز ستـتحـسن درجاتـك حـتماً .

والشابة الريفـية أو الأرملة الوحـدانية في مجـتمع ضيق يمكـن زرع الـثـقة في نـفـسها لتـقـوية شخـصيتها  ، مع مواصلة الحـديث معها بأنها فاتـنة جـذابة ولا تـزال في ريعان شـبابها وسيأتيها الرزق الحلال ، فكـثير من الشباب يتمنـون مثلها لـبـراءتها وطيـبتها وبساطـتها .


ولا نستغـرب من كلمات الإطراء والغـزل للجـميلات !!! أليس الأنبـياء كـتـبـوا أسفار العـهـد الـقـديم مسوقـين من الروح الـقـدس ؟ فها هـو سليمان كـتب سـفـر نـشيـد الأنـشاد ، يقـول فـيه : 

( أنـتِ جـميلة حـبـيـبتي قامتـك شـبـيهة بالنخـلة ، حُـبّـكِ أطيـب من الخـمر شـفـتاكِ تـقـطران عـسلاً ، ما أجـمل خـدّيكِ بسُموط ، وعـيناكِ حـمامتان ، وثـدياكِ كـخـشـفـتي ظبـية تـوأمَين يـرعـيان بـين السوسن )

وإذا قـال المفـسّرون أن المقـصود بتلك الآيات هـو كـذا وكـذا ، نـقـول لهم : طالما نحـن هـياكل الروح الـقـدس فإنه يقـودنا إلى أنْ نـقـول كلاماً حـلـواً وغـزلياً ونـقـصد به كـيـت وكـيـت / هل مِن مانع ؟ .


ومن تجاربي الشخـصية :

1ــ  في منـتـصف السبعـينات من القـرن الماضي وأنا مدرس أعـزب في معـهـد المعـلمات / محافـظة واسط / كـوت ، وأثـناء الإستـراحة طلبتُ من العاملة سُـكــّـر لزيادة حلاء الشاي ، فـقالت إحـدى المدرسات ( غـنـوجة وجـميلة ) : أستاذ ، إحـنا النـسوان ما نحـتاج شكـر زيادة لأنـنا حـلـوات !!! ... فـسؤالي الآن ، هـل أتهـمها بأنها تغازلـني ؟ . 

2ــ صادف أن إنـقـطعـت الكهـرباء في الصف فـقالت لي إحـدى الطالبات شقـراء عـيـونها زرقاء : أستاذ ، (( ما نحـتاج كهـرباء لأن إحـنا الضوا ))  = نحـن الضوء !!! ... فـهـل أقـول أن نياتها شـريرة ؟ .

3ــ كـثيراً ما نـصادف نساءاً أثـناء زياراتـنا العائلية أو سـفـراتـنا الإجـتـماعـية ، فـتحـلـو الأجـواء مع تجاذبات الكلام ، فـنـكـيل المدح والإطراء لطـفـلة كـتـكـوتة أو شابة تـسريحـتها رائعة أو إمرأة أنيقة القـوام ، فـنـبدي إعـجابنا بها عـلـناً وبحـضور الكـثيرين . ... فهل فـيها ضرر ؟ .   

4 ــ في إحـدى محاضرات الـﭘاﭘا شـنـودا ، شكـت إمرأة عـن عـدم إكـتـراث زوجها بها ، فأجابها مبتـسماً : 

قـبل وصوله من العـمل ، تأنّـقي مع قـليل من المكـياج وإلبسي فـستاناً جـذاباً ....  فهل كان سيء الـنية ؟ . 


قـرأتُ في موقع إلكـتـروني عـن كـيـفـية مخاطبة فـتاة كأن نـقـول لها

تألقي يا جـميلـتي فالكلمات يا سيدتي تعجـز عـن وصف جمالكِ الباهـر ، فأنـوثـتكِ طاغـية تـملأ  الـنـفـس بعـطـركِ الـفـوّاح تـثـير كـل ساهـر ......... أو : 

مدللتي ، أنت الحسناء ، بحـمرة ثـغـركِ ، بـرَشّة عـطركِ ، بتصفـيفة شعـركِ ، بكحـل عـينيكِ ، بفـتـنة قـوامكِ . تعـطّري تأنّـقي تجَـمّلي ، دعي الورود من جمالكِ تـذبل ، والـقـمر من فـتـنـتكِ يتأمّل ، دعـيني أغـرق بكِ ، فالموت بكِ حـياة أخـرى .


وفي موقع آخـر

أنـت جميلة أجمل من أن يتـشـوّه مزاجـكِ لسبب عابـر يتسبب فـيه كائن مغـفـل لا يـدركُ كم أنتِ جـميلة .
  وماذا نـقـول عـن الـمـدح ؟ قـرأتُ عـن فـوائـده ما يلي 

المدح في حـدود المعـقـول هـو دافع للممدوح يـزيـده إنجازاً وعـطاءاً . فـمثلاً حـين يفـعـل شخـص شـيئاً ويتعـب فـيه وينجـزه ، إذا إخـتـرع عالم إخـتـراعاً جـديداً ، إذا عالج طبـيب حالة مستعـصية ، إذا كسب محامي قـضية صعـبة ، إذا فعـل أي شخص شيئاً مفـيـداً ولم يـعِـرهُ أحـد إهـتماماً ولم يُشعِـره أحـد بأنه قام بإنجاز ( ولم يمدحه أحـد لِـما قام به ) فسوف يتخاذل ويُـحـبَـط ويشعـر بأن فعـلته لا قـيمة لها . ... لـذا عـنـدما ينجـز أي شخص شيئاً متميـزاً يجـب أن يتلـقى الشكـرَ الجـزيل والمـدحَ المحـمود كي لا يكـتـئب .

وهـناك إحـتـمال نادر عـن ضرر المدح عـلى الشخـص الممدوح :

أن هذا المدح قـد يجعـله يحـسّ بالكُـبر أو الإعجاب بالنفس ثم يشعـر بأنه أفـضل من الناس وله فـضل عـليهم ، وبعـد ذلك ، إما يتجـبّر عـليهم لإعـتـقاده برُقِـيّه عـليهم أو يتراخى حـيث يشعـر بأنه يفعـل أكـثر من طاقـته وقـد يصل به الحال إلى الشعـور بالكمال .


غير متصل نزار ملاخا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 855
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي أستاذ مايكل
سبحان الله أنت تبدع فيما تكتب
إن كتبت في الدين فأنت رائع، وإن كتبت في الحب فأنت راقي وإن كتبت في النقد فأنت دقيق
ولهذا لا يستطيع أحد مجاراتك، تسال سؤال يصعب على الكثيرين إيجاد جواب له
حفظك الله ورعاك
تحياتي وتقديري
أخوك / نزار


غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5235
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي نـزار
أولاً : أشـكـر مشاعـرك
وثانياً : الفـضل يعـود إلى الرب الخالق الـذي يمنح موهـبه خاصة لكـل واحـد منا

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
قلما تجد هكذا شخصيات صادقة ترفع من معنويات الغير في وقت الحاجة, وما أكثر المحتاجين الى هكذا أشخاص صادقين يدعمونهم نفسياً ومعنويا في فترة من فترات حياتهم.

تحياتي عزيزي.

                                            ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.