المحرر موضوع: دعوات لضبط النفس وسط مخاوف من حرب بين شيعة العراق  (زيارة 616 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
دعوات لضبط النفس وسط مخاوف من حرب بين شيعة العراق
زعيما التيار الصدري وعصائب أهل الحق يشكلان لجنة من كل منهما لنزع فتيل التوتر في محافظة ميسان بعد سلسلة اغتيالات تأتي في غمرة الانسداد السياسي وتنذر بموجة عنف بين شيعة العراق
MEO

انقسمات حادة بين المكون الشيعي العراقي
 الصدر يلوح بالبراءة من كل من يثبت تورطه في اغتيالات بميسان
 الصدر والخزعلي يدعوان لدرء الفتنة والعامري يطالب بضبط النفس
 توترات متناثرة في العراق في ذروة أزمة سياسية تشكلت بعد الانتخابات البرلمانية

بغداد - دعت قيادات شيعية بينها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس كتلة الفتح هادي العامر وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي إلى التهدئة وضبط النفس عقب وقوع اغتيالات في محافظة نيسان فجرت توترات بين العصائب والتيار في غمرة أزمة سياسية ووسط تحذيرات من فتنة قد تنزلق سريعا إلى حرب شيعية شيعية.

وتأتي هذه الدعوات على اثر اغتيال مسلحين مجهولين أمس الأربعاء قياديا في التيار الصدري في ميسان بعد أيام من اغتيال قاض مختص في قضايا المخدرات في محكمة الاستئناف بميسان واغتيال ضابط بوزارة الداخلية وعنصر من سرايا السلام على أيدي مسلحين مجهولين أيضا.

وقال الصدر إنه قرر تشكيل وفد رفيع لاحتواء التوتر وتفادي نشوب حرب بين شيعة العراق وسيقع على عاتقه نزع فتيل التوتر والتهدئة بين التيار وعصائب أهل الحق وهي جماعة موالية لإيران ومنشقة عن التيار الصدري ويتزعمها قيس الخزعلي.

وحذّر الصدر من أنه "في حال لم يستجب أحد الوفدين (التيار والعصائب) فإني سأعلن البراءة من الطرفين بلا تردد وليأخذ القانون مجراه وليبتعد الجميع عن العنف والأذى"، مضيفا أن "هناك من يريد إشعال الحرب الشيعية الشيعية وتهديد السلم الأهلي مع شديد الأسف".

ووجه الصدر نداء لعصائب أهل الحق للتعاون ودرء الفتنة وقد سبقه إلى هذه الدعوات قيس الخزعلي قبل أيام والذي دعا زعيم التيار الصدري للبراءة من قتلة الضابط بوزارة الداخلية حسام العلياوي، محذرا حينها من إثارة الفتنة.

وعلق الصدر لاحقا على دعوات الخزعلي وعلى الاغتيالات في محافظة نيسان بالقول إن التيار الصدري وعصائب أهل الحق أخوة وان اختلفوا سياسيا، مضيفا "ليبتعد الجميع عن العنف والأذى ولا تشمتوا الأعداء بنا.

وأعلن الخزعلي الخميس في بيان على حسابه بتويتر تشكيل لجنة مكونة من كل من صفاء الساعدي والشيخ حبيب الحلاوي وجهاد الطليباوي "للتعاون مع الوفد الذي شكله زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر مع التأكيد على ما ذكرناه في بياننا السابق من ضرورة الاحتكام إلى القانون والمقصود هنا القضاء العراقي حصرا".

وأشار إلى أن مهمة هذه اللجنة ستكون تقصي الحقائق مع اللجنة التي شكلها الصدر عن "كل أحداث القتل المشبوهة من تاريخ اغتيال القائد وسام العلياوي وأخيه وإلى يومنا هذا".

وأوضح أنه سيكون على عاتق اللجنة رفع اسم أي فرد ينتمي لعصائب أهل الحق أو يدعي الانتماء إليها ويثبت تورطه في تلك الجرائم لإعلان البراءة منه وفصله.

ودعا قيس الخزعلي كذلك الصدر للقيام بنفس بنفس الفعل على كل من يثبت تورطه من التيار الصدري في تلك الجرائم أو يدعي الانتماء للتيار.

وكان زعيم عصائب أهل الحق قد دعا أمس الأربعاء في بيان أهالي ميسان "للحذر من مشروع الفتنة الذي يُراد إيقاعه بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة"، مؤكدا دعمه لكل دعوات التهدئة وتفويت الفرصة على من وصفهم بـ"مريدي إشعال الفتنة".

وانضم هادي العامري رئيس تحالف الفتح والأمين العام لمنظمة بدر الموالية لإيران، إلى دعوات الصدر والخزعلي، موجها رسالة للتيار الصدري وعصائب أهل الحق، حذّر فيها من اندلاع اقتتال داخلي في العراق بدفع من أحداث ميسان الأخيرة، داعيا إلى عدم "الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب".

وقال العامري، في بيان الخميس إن "ما تشهده محافظة ميسان العزيزة من حوادث دموية أمر يبعث على الأسى والقلق ويؤدي إلى سلب الشعور بالأمن والاستقرار"، مضيفا "سبق لنا أن حذّرنا من حالات التصعيد الذي قد تتسع معه دائرة العنف المتبادل، ليأخذ مديات خطيرة يصعب وضع حد لها".

وبحسب نص البيان، دعا العامري "الإخوة في التيار الصدري والعصائب وامتداداتهما العشائرية والسياسية إلى أن يتحلوا بأعلى درجات ضبط النفس ووعي المسؤولية الشرعي، والبصيرة بعواقب الأمور، كون الدم لا يجلب إلا الدم"، مضيفا أن "الاقتتال المحلي الذي أنفق لأجله الأعداء المليارات ولم ينجحوا، ربما يقدم إليهم بهذه الطريقة مجانا وعلى طبق من ذهب".

وتسود العراق توترات متناثرة هي نتاج الأزمة السياسية الحالية التي تشكلت ملامحها بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة والتي منيت فيها الأحزاب الشيعية الموالية لإيران بهزيمة ساحقة باستثناء ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي والتي حازت 33 مقعدا بينما تصدر التيار الصدري النتائج بفوزه بأكبر عدد من المقاعد تلته الكتلة السنّية بزعامة محمد الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني (وتشكل تحالف بين هذه الكتل).

والقوى الشيعية الخاسرة في الانتخابات منضوية تحت ما يسمى بـ"الاطار التنسيقي" وتتمسك بحكومة توافقية بينما يتمسك الصدر بحكومة أغلبية وطنية.

وعرض الصدر على قادة الإطار التنسيقي استبعاد المالكي وائتلافه من أي دور في الحكومة المرتقب تشكيلها، لكنهم رفضوا المقترح، في الوقت الذي قام فيه قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بجهود مكثفة خلال زيارات متعاقبة لبغداد ولقاءات مع زعيم التيار الصدري وبقية المكون الشيعي.

لكن قاآني اخفق في مهمته في آخر لقاء بينه وبين الصدر في مقر الأخير بالحنانة في النجف الأشرف حيث جدد تمسكه بـ"حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية".