المحرر موضوع: ناجي 1700  (زيارة 1020 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ناجي 1700
« في: 00:31 21/02/2022 »
قصة قصيرة
ناجي 1700*
كريم إينا 


كانت شمس آب تسطع على معسكر تكريت، رنّ الهاتف أجاب سعد نعم من أنت؟، أنا من جماعة العجيل لدي عائلة معي في السيارة سمعت بأنّك محاصر من قبل مسلحي القاعدة، سوف أمرّ عليك لأخذك من تكريت إلى الدوز، فكر سعد أبقى هنا سيحضون بي ويقتلوني، أذهب مع العائلة بالسيارة سيمسكون بي في السيطرة، كان تفكيري مركزاً في نفسي،
- أنا شخصياً لا أخلو من الشعور بالخوف، وصلنا مقدمة الفندق الذي أسكنُ فيه، رأيت رجلين مصريين طلبتُ منهم فتح الفندق رفضوا ذلك، عصّبتُ عليهم خافوا منّي إعتقدوا بأنّي عسكري، دخلت الفندق رأيتُ تسعة جثث مرمية في رواق الفندق مغطاة بصناديق الكارتون، رائحة نتنة تنبعثُ منهم، وقتها كان عدد مسلحي القاعدة في تكريت قليل جداً لا يتجاوز العشرين، يقودهم شخص واحد سواء كان سعودي، مصري، أفغاني، تركماني، شيشاني من مختلف الجنسيات، ركبت السيارة قال: لي السائق ماذا عنالسيطرات؟ أجبت: توكل على الله، كانت لوالدي مقولة" كن ناصحاً ولا تهتم لعبارات التخويف والإحباط من حولك، واصل عملك بإجتهاد"  خرجنا من تكريت وصلنا فلكة العلم، واجهتنا نقطة سيطرة، قال: العسكري للسائق إذهب، مررنا بثلاث سيطرات عبرنا بدون محاسبة، وصلنا عند مزرعة صغيرة نحو منطقة الزركة القريبة من الدوز في جبل حمرين، وأخيراً وصلنا السيطرة الرئيسية، بدأت الناس تنزل جماعات.. جماعات من السيارات منها الشيعي والسنّي قسم منّا يرجع للسيارات وقسم آخر يتجه نحو مبزل النهر مصيرهُ الموت، قالوا لنا إنهض.. إجلس سحبت علينا الأقسام، قال: لي السائق سلم روحك لله، قلت لا حول ولا قوة إلاّ بالله..، ما باليد حيلة، رميت رصاصات عشوائية، أسقطتُ نفسي بالأرض كالميت وإحتميتُ بجثّة ما، في تلك الأثناء رنّ الهاتف كانت نبرتهُ تختلف عن بقية الهواتف من نوع موترلا دولي، بعد دقيقة ذهب المسلحون نحو سياراتهم وصوتهم بدا يبتعد، وإذا بصوت طائرة من بعيد، قال: لي السائق بسرعة سعد إنهض وتوجه نحو السيارة، تحركنا بسرعة، في تلك اللحظة وصلنا منطقة الدوز، دخلنا عند عائلة كانت لنا معها صلة قرابة، تعشينا عندهم وبتنا، قال: صاحب العائلة في الصباح الباكر يجب أن تذهبوا كي لا يحاسبوننا، سنعطي لسعد دشداشة ومبلغ من المال لوجه الله، في تلك اللحظة خابرتُ والدي في بغداد، قلتُ: لهُ أنا سعد متوجه الآن نحو كركوك، قال: لي والدي لدينا أقرباء هناك سأتصل بهم كي تنزل عندهم، بعد هنيهة وصلنا سيطرة كركوك قال أحدهم قف!.. أعطني الهوية، لمّا عرف مسقط رأسي الكوت، جنّ جنونهُ قال: لي إرجع كما كنت، توسلتُ به ولكن دون جدوى، أعتقد كان بزي بيشمركة من منطقة الداقوق، وقفتُ على جادة الطريق أنتظر، مرّت من أمامي صدفة سيارة أسايش أشرتُ لهم، قالوا: لي ما مشكلتك؟، إبتدعتُ قصة حكيمة قلتُ: لهم سيارتي خطفت أريدُ الذهاب إلى كركوك لأبلّغ عنها أرجو مساعدتي، حملوني معهم ووصلوا السيطرات كافة تكلموا معهم باللغة الكردية عبرنا، وصلنا كركوك الساعة السادسة عصراً. ذهبتُ عند أقربائي بقيتُ عندهم يومين، طلبتُ منهم حجز بطاقة سفر بالطائرة من السليمانية إلى بغداد، وقتها خابرني صديقي بصوت خافت متقطع، قال: لي سعد أين أنت؟، قلتُ: لهُ أنا في كركوك وأنت، قال: أنا مصاب في صحراء، قلتُ لهُ صفها لي، قال: يوجد بستان قريب منّي، قلتُ لهُ حاول أن تصل البستان، ومن ثمّ تنزل نحو الشاطىء، ربّما تحظى ببلم أو خشبة تمسك بها وتسبح بمحاذاة النهر، ثمّ إنقطع الخط عسى أن يكون على قيد الحياة، خابرتُ أهلي لم يصدقوا بأنّي قد وصلتُ بغداد، لإعتقادهم بأنّي ميت حسب حديث الناجين، وصلتُ البيت إنصدمت والدتي عند رؤيتي، لم أصدقُ نفسي بأنّي على قيد الحياة، والله يكونُ بعون الناس التي لا تعرف شيء عن أبنائها.
..................................................
* حادثة سبايكر