صدور كتاب حول العمارة التراثية لابنية سهل نينوى وبلداتها المسيحية للمؤلف مازن زرا
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد يضيء كتاب العمارة التراثية في بلدات سهل نينوى المسيحية من خلال دراسة توثيقية تحليلية مقارنة يقدمها المتخصص بفن الهندسة المعمارية الكاتب مازن زرا حول اهم ما تميزت به ابنية بلدات السهل وارتباطها التلريخي بالمحطات والاسفار التي مرت بها لاسيما حينما يخصص الكاتب الفصل الاول من الكتاب حول عمارة البيوتات التراثية في بلدات سهل نينوى مشيرا الى ما ابرزته ملاحظات في كلا من بخديدا وكرمبيس وبرطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وباطنايا وتللسقف وباقوفا والقوش وقد توسع الكاتب من خلال هذا الفصل بجمع معلومات من الباحثين وسكان تلك المناطق بما يشبه الرحلة التوثيقية التي بداها الكاتب من بخديدا كونها تقع كاقصى بلدة في جنوب سهل نينوى مرورا بابلدات الى اقصى بلدة في شمال السهل ممثلة بناحية القوش ثم يبرز الكاتب في سياق الفصل الثاني التصميم العمراني لتلك البلدات وما تشتمله من مبان عدا بيوتات السكن حيث تختص دراسته في هذا الفصل بالاضاءة حول خطط المدن قديما وانماط الابنية في تلك البلدات اضافة لصورة موسعة حول المشهد العمراني للبلدات ومن ثم اطلالة يتيحها الكاتب لابنية الكنائس والاديرة ومن ثم المدارس والمباني المتفرقة ففي هذا الفصل الذي يتمحور حول ابنية الكنائس بشكل استهلالي بكونها اهم واكبر الابنية حيث رافقت بلداتنا منذ فجر تاريخها ولحد الان حيث تعكس الكنائس شيئا من عمارة البلدة على الرغم من ملاحظة الكاتب بكون كل بلدات سهل نينوى تعمد لهدم كنائسها القديمة والاثرية وتشرع ببناء كنائس جديدة لاسباب منها اهتراء البناء القديم وكلفة ترميمها الباهظ فنجد بحسب الكاتب بان اقدم كنائس تلك البلدات يعود للقرن 16 الميلادي الا القليل من الاستثناءات اما الفصل الثالث فيتوقف من خلاله الكاتب حول اجراء مقارنة لعمارة بلدات السهل بعمارة المدن المجاورة لاسيما مدينتي الموصل واربيل ويقول الكاتب عن هذا الفصل بكونه لم يكتفي ببيان تفاصيل البناء في بلدات سهل نينوى بل عمد لاجراء مقارنة عمارة تلك البلدات بحاضرة شمال العراق ورائدة مدنيتها كمدينة الموصل اضافة لتوسيع نطاق المقارنة ليشمل مدينة اربائيلو الاشورية لقلعتها الشامخة لالاف السنين فيما يحوي الفصل الرابع اضاءة لمدن وقرى وسكان سهل نينوى عبر العصور مستهلا تلك الدراسة منذ العصر الاشوري البسيط(القرن 13-11)ق.م ومن ثم العصر الاشوري الحديث ممتدا من الفترة 911 ولغاية سقوط مدينة نينوى في 612 ق.م اضافة لسهل نينوى خلال العصر الاخميني وسكان العراق المحليين قبل مجيء العرب المسلمين والسهل خلال الفترة الاسلامية وابان السيطرة العثمانية المبكرة الممتدة للفترة من 1518-1575م اضافة لما دونه نيبور في سياق رحلته التي شملت سهل نينوى وبلداته والتي كانت ابان العام 1866 اضافة لمسوحات فيليكس جونز التي انجزها للمنطقة المذكورة خلال العام 1852وفي هذا الفصل يستعرض الكاتب لمحة تاريخية عن المظاهر الحضرية من مدن وقرى ومستوطنات بالاضافة لموجز عن السكان المحليين الذين تعاقبوا على تلك المناطق كما يحوي الكتاب على ملاحق تبرز تصاميم لقبب تاريخية كقبة بخديدا اضافة لعنصر البخشيم في ضوء الادلة الاثارية واللغوية وعنصر السرداب اضافة لما دونته الادلة المتخصصة وفي مقدمة الكتاب يذكر الكاتب مازن زرا الاجواء التي اسهمت بابصار مؤلفه النور فيقول ان ندرة الابحاث المتعلقة بعمارة بيوتات سهل نينوى دفعته ليسهم بانجاو هذه الدراسة الشاملة لتشمل توثيقها ومقارنتها بصورة علمية مع غيرها من الطرز المجاورة ومعرفة اصولها مشددا على هدف الدراسة يتعلق بدراسة تصميم البيت التراثي في هذه البلدات واستكشاف ملامحها المعمارية من فكرة ومخطط وفضاءات بالاضافة الى تقنياته الانشائية المختلفة في جميع البلدات ومقارنتها بالعمارة المجاورة بما يحقق رؤية شاملة عن هذه البيوت التراثية وتوثيقها وتاصيلها واستنباط طرازها فيقول الكاتب في سياق المقدمة بانه خلال مشاهداته ودراساته المتعلقة بالبيوت التراثية فقد استطاع تمييز نمطين الاول يتعلق بالتصميم الخطي متعاقبة واحدة خلف الاخرى وعلى طابقين طابق ارضي وسرداب تحت جميع مساحة البناء وسقوف الفضاءات جميعها مقببة وللبيت مدخل واحد فقط للطابقين الارضي والسرداب اما النمط الثاني فيشير اليه الكاتب بكونه ظهر في تلك القرى بالتاثر بعمارة مدينة الموصل بعد زوال الحكم العثماني اي بعد عام 1918 وبتمحور هذا النمط بايوان وغرفتين على جانبيه وسرداب تحت كل البيت كما يتابع الكاتب بكونه اتبع خلال دراسته منهجا تعريفيا يعتمد ببيان نبذة تاريخية عن كل بلدة وعدد سكانها وعن اقتصادها والاشارات التاريخية التي ذكرت البلدة وعمارتها بشكل خاص..
ويختتم الكاتب مقدمته بالامنيات بان يسهم كتابه بتوثيق تاريخ الاباء والاجداد الذين سكنوا المنطقة من فجر التاريخ حيث ابرز ان عمارتهم وما تركوه من مبان يشهد باصالتهم حيث يسعى لتشجيع الشباب بان يكونوا امناء على تلك الخصوصية والاطلاع على تراثهم من اجل صيانته وتطويره واظهاره للملاء فمنتهيا بالقول ان الحضارة التي يتم توثيقها بشكل جيدا فحتما لن ينالها الموت ..